واشنطن بوست تعلق على فشل أميركا في سوريا

الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب حول سوريا وأسلحتها الكيميائية والضربة العسكرية
undefined
تناولت بعض الصحف الأميركية الأزمة السورية من عدة جوانب، فتحدثت إحداها عن ضرورة إعادة أميركا دراسة فشلها في إدارة الأزمة، وكتبت أخرى عن سبب تخلي تنظيم القاعدة عن أحد روافده في سوريا، وأشارت ثالثة إلى تزايد الإعدامات في إيران إبان عهد الرئيس الجديد حسن روحاني.

فقد استهلت صحيفة واشنطن افتتاحيتها بأن على الولايات المتحدة أن تراجع سياستها الفاشلة في سوريا، حيث أقر وزير خارجيتها جون كيري أمام مجموعة من أعضاء الكونغرس في نهاية الأسبوع أن سياسة إدارة أوباما في سوريا بدأت تفشل.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأكيدات واشنطن أن أفضل حل لمعالجة الأزمة السورية هو عبر مفاوضات سلام في جنيف وضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لم تكن لها أي مصداقية أبدا، وهو ما أكده الموفد الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي بأن مباحثات جنيف لم تحقق أي شيء.

فالنظام السوري لم يرفض فقط الدخول في مناقشة الحكومة الجديدة التي وعد بها كيري، ولكنه رفض أيضا الموافقة على الخطوات الإنسانية التي كان يأملها الإبراهيمي، بما في ذلك فتح طرق إمداد لمئات الآلاف من المدنيين الذين يتم منعهم عمدا من الغذاء والدواء.

وترى الصحيفة أن نقطة البداية لمعالجة هذا الفشل الأميركي هي أن تنضم الإدارة الأميركية إلى جهود الحلفاء في مجلس الأمن للخروج بقرار يدعو سوريا إلى التعاون مع إيصال الإمدادات الإنسانية والسماح لوكالات الأمم المتحدة بالعمل في مناطق خارج سيطرة الحكومة.

وأضافت أن الوقت قد حان لإدارة أوباما -بتحرك أممي أو بدونه- أن تراجع الكيفية التي يمكن أن تحقق بها في جرائم النظام والتهديد المتنامي لتنظيم القاعدة.

تنظيم القاعدة
أما مجلة تايم فقد أشارت إلى أن قيادة تنظيم القاعدة تبرأت من "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابع لها والذي يقاتل في سوريا، واعتبرت هذه الخطوة مناورة يمكن أن تغير مسار القتال ضد الرئيس بشار الأسد.

تبرؤ قيادة تنظيم القاعدة من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مناورة قد تغير مسار القتال ضد الرئيس بشار الأسد

وأشارت المجلة إلى أن تلك الخطوة كانت قيد الإعداد منذ وقت طويل، حيث إن زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري زاد إحباطه من تنظيم الدولة منذ أن وسع زعيمه في العراق أبو بكر البغدادي نشاطه ليمتد إلى سوريا في أبريل/نيسان الماضي وحاول إخضاع جبهة النصرة -التابعة للقاعدة- لسيطرته.

وازداد الأمر سوءا عندما رفض البغدادي الانصياع لأمر بالعودة إلى العراق، وهو ما يعتبر تحديا لتنظيم يطالب بالولاء المطلق من أفراده.

وترى الصحيفة أن إعلان القاعدة الأخير نبذ تنظيم الدولة يمكن أن يقود إلى حريق أكبر، حيث من المرجح الآن أن يحاول تنظيم الدولة إثبات فعاليته رغم فقدان تبعيته للقاعدة وتزداد شراسته في سوريا.

الرئيس المعتدل
أما في الشأن الإيراني فقد كتبت صحيفة واشنطن تايمز أن عدد الإعدامات العلنية التي نفذتها السلطات الإيرانية ضد مواطنين مدنيين مدانين، كثرت منذ تولي الرئيس حسن روحاني -الذي يوصف بالاعتدال- منصبه في أغسطس/آب الماضي.

وترى الصحيفة أن هذه الزيادة الحادة هي على الأرجح بسبب وجود صراع سري على السلطة داخل النظام السياسي الإيراني المحجوب عن الأنظار.

وأشارت إلى أن الجمهورية الإسلامية تعدم نحو 66 شخصا كل شهر، بحسب تحليل للأرقام أعدته تجمعات غير حزبية منها منظمة العفو الدولية ومركز إيران لتوثيق حقوق الإنسان وعدد من نشطاء المعارضة الإيرانية في واشنطن.

ويرى بعض منتقدي الصفقة النووية في هذه الإعدامات دليلا على أن روحاني بعيد عن كونه المصلح المعتدل الذين صوّره كثيرون على هذا النحو إبان صعوده إلى الرئاسة.

المصدر : الصحافة الأميركية