سعي أميركي لإشراك إيران بمواجهة تنظيم الدولة

كومبو يجمع : أوباما وروحاني من وكالة الأنباء الأوروبية
الرئيس الأميركي باراك أوباما (يمين) سبق أن التقى نظيره الإيراني حسن روحاني في أروقة الأمم المتحدة (الأوروبية)

تناولت صحف أميركية الدور الإيراني المحتمل في الاشتراك مع التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار بعضها إلى أن رسائل أوباما السرية إلى طهران تعتبر مؤشرا على سعي أميركي لإشراك إيران في التحالف من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.

فقد نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب عماد كيائي قال فيه إن رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي أكبر خامنئي تعتبر مؤشرا على دور إيراني محتمل في مواجهة تنظيم الدولة.

وأوضح الكاتب أن هناك ما يشير إلى إلحاح من جانب إدارة أوباما على إيجاد حل لأزمة البرنامج النووي الإيراني، والانتقال إلى معالجة الخلافات الرئيسية الأخرى بين طهران وواشنطن، مع إمكانية التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف الكاتب أن إيران تشكل مفتاح حل أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه، في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات من شأنها أن تهدد أمنه واستقراره.

ومضى إلى القول إن أميركا كانت على يقين بعدم قدرتها على مواجهة تنظيم الدولة وحدها، ولهذا فإنها عملت على إنشاء التحالف الدولي وضم دول إقليمية إليه، ولكن عدم وجود إيران في هذا التحالف يحدث فجوة إستراتيجية قد تؤدي إلى فشل الجهود الرامية إلى ردع تنظيم الدولة.

كاتب:
هناك مصالح مشتركة أساسية تجمع بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى رأسها الاستقرار الإقليمي والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشكل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة برمتها

مصالح مشتركة
وأضاف الكاتب أن هناك مصالح مشتركة أساسية تجمع بين الدولتين، وعلى رأسها الاستقرار الإقليمي والحرب على تنظيم الدولة الذي يشكل أكبر تهديد للسلام والأمن في المنطقة، وذلك لأن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة يتطلب أكثر من مجرد ضربات جوية من الولايات المتحدة أو التحالف الدولي.

من جانبها، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه ما لم تقدم الولايات المتحدة التنازلات لإيران، فإنه لن يتم التوصل إلى حل مشترك ونهائي بشأن أزمة النووي، وأن عدم التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة من شأنه أن يفتح المجال أمام عدد من السيناريوهات غير المحبذة.

وأوضحت أن من بين تلك السيناريوهات ما يتمثل في احتمال تخلي الولايات المتحدة عن الدبلوماسية، بل وقيامها بشن ضربات جوية استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأضافت أن الإدارة الأميركية قد تتخلى عن المحادثات الحالية وتعود إلى سياسة فرض عقوبات اقتصادية جديدة قاسية، وخاصة على البنوك المركزية للدول التي تستورد النفط الإيراني، مما ينعكس سلبا على إيران.

إسقاط الأسد
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة مع استعراض للقوة العسكرية بهدف تخويف النظام الإيراني، وذلك بالتزامن مع قيام واشنطن بعملية عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت أن من شأن الإطاحة بنظام الأسد -في ما لو تمت- إرسال رسالة إلى طهران مفادها أن عهد التفاهم الأميركي مع إيران قد ولى.

وأشارت الصحيفة أن الإطاحة بالأسد أمر لا مفر منه إذا كانت واشنطن جادة في وقف عملية تطرف السنة في سوريا والحصول على مساعدتهم في إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأن عملية إسقاط الأسد تعتبر بمثابة الصدمة التي تصيب إيران بالشلل.

وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بتمديد آخر للمفاوضات مع إيران، وهو الأمر الذي سيتقبله خامنئي، وسط تحذير من أن التأجيل والدبلوماسية قد يؤديان إلى حصول إيران على القنبلة النووية، كما هو الحال مع كوريا الشمالية.

وفي السياق ذاته، نسبت صحفية ذي كريسيتان ساينس مونيتور إلى محللين القول إن على جدول أعمال الرئيس الإيراني حسن روحاني العديد من القضايا المتعلقة بالتغيير والإصلاح والحد من هجوم المعارضة عليه، وإن كل ذلك يعتمد على نتائج المفاوضات النووية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في فيينا.

وأضافت أن روحاني تحدى المعارضين في بلاده من المتشددين والمحافظين، الذين اتهموه بالتفريط بقيم الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بشأن قضايا متنوعة أبرزها إصراره على التواصل مع الغرب من خلال دبلوماسية مرنة وسياسة معتدلة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية