صحف بريطانية: اقتراب ضربة أميركية ساحقة لقوات الأسد
تناولت معظم الصحف البريطانية بالنقد والتحليل الأزمة السورية المتفاقمة، وخاصة مع اقتراب توجيه ضربة لنظام الأسد لاستخدامه للكيميائي، وقالت إحداها إن أوباما عازم على الضربة دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وقالت أخرى إن هناك بريطانيين لا يؤيدون الضربة، ودعت ثالثة إلى إصلاح المجلس.
فقد وصفت ذي إندبندنت أون صنداي، في مقال للكاتب بول فاليلي، مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بأنه معطل، ونسبت إلى سفيرة الولايات المتحدة الأممية سمانثا باور القول إن المجلس لم يعد يقوم بالواجبات التي نشأ من أجلها في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الصحيفة أنه كان يجب على مجلس الأمن منع الرئيس السوري بشار الأسد من اقتراف جرائم إبادة بحق الشعب السوري، وكان يجب على المجلس معاقبة الأسد على استخدامه الأسلحة الكيميائية في الهجوم على المدنيين يوم 21 من الشهر الماضي في مدن ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من المدنيين ومعظمهم من الأطفال.
وأضافت أن مجلس الأمن بصورته الحالية يتسبب في إعاقة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن القيام بكبح جماح الأسد وزمرته من الاستمرار بارتكاب مجازر جماعية بحق المدنيين في سوريا، موضحة أن النظام الأممي اُبتكر عام 1945 للتعامل مع التهديدات من هذا النوع في المقام الأول.
أفعال الأشرار
وأضافت أن مجلس الأمن الدولي لا يقوم بمنع الأخيار من السيطرة على أفعال الأشرار وكبحها، ولكنه يتيح لروسيا استخدام حق الفيتو من أجل حماية حليفها الأسد، وذلك برغم إمعان الأخير في ذبح المدنيين بدم بارد وبالغازات السامة، ومضيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون يتبنى نفس وجهة النظر من المجلس الأممي.
من جانبها أشارت صحيفة ذي أوبزيرفر إلى تصريحات كاميرون في قمة العشرين التي انعدقت بمدينة سان بطرسبرغ في روسيا قبل أيام، والمتمثلة في قوله إن على داعمي توجيه ضربية عسكرية لنظام الأسد عدم الرجوع إلى مجلس الأمن.
وفي سياق الأزمة السروية المتفاقمة، قالت صحيفة ذي غارديان إن هناك شكوكا لدى كثيرين بشأن كيفية خروج دعاة توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد من مستنقع الحرب الأهلية المعقدة في سوريا، وشكوكا أخرى بشأن مدى جدوى الضربة إذا كانت محدودة، وأن البعض يخشى من أن يتسبب التدخل العسكري الأميركي والغربي في تقوية تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت إن الولايات المتحدة وبريطانيا تحدثتا مطولا عن الجانب الأخلاقي الذي يحتم توجيه ضربة لنظام الأسد ومعاقبته على جرائمه بحق الإنسانية، ولكنهما لم تمضيا وقتا طويلا في إيضاح كيفية الخروج السريع من المأزق السوري الذي يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها.