التردد بتعيين البرادعي بالصحف الأميركية
اهتمت الصحف الأميركية بنبأ تعيين المعارض المصري محمد البرادعي رئيسا للوزراء بالحكومة المؤقتة الجديدة بالبلاد ونبأ نفي ذلك، وعلقت على هذا التردد في الأمر، كما كتبت في تقييم شخصيته وتأثير نبأ تعيينه على المشهد السياسي وما إذا كان بمقدوره إعادة الاستقرار لمصر.
واتفقت هذه الصحف على أن البرادعي، ورغم أنه يتمتع بمصداقية في الأوساط الدولية، لا يتمتع بشعبية داخل مصر.
وقالت واشنطن بوست في تقرير لها من القاهرة إن تعيين البرادعي غير مناسب لضعف قاعدته الانتخابية وافتقاره "للكاريزما" الشعبية وعدم تمتعه بالقبول لدى الإسلاميين بكل أطيافهم، الأمر الذي لا يساعد في تقريب المجموعات المختلفة وتخفيف الانقسام الحاد بمصر الآن.
وأوضحت الصحيفة أن البرادعي ربما يكون بإمكانه المساهمة في حل مشاكل البلاد الاقتصادية الضاغطة بعلاقاته الخارجية خاصة بمراكز التمويل، لكن المشكلة الكبرى في مصر الآن هي الانقسام الحاد بين القوى السياسية.
واشنطن بوست: تعيين البرادعي غير مناسب لضعف قاعدته الانتخابية وافتقاره للجاذبية "الكاريزما" الشعبية وعدم تمتعه بالقبول لدى الإسلاميين بكل أطيافهم، الأمر الذي لا يساعد في تقريب المجموعات المختلفة وتخفيف الانقسام الحاد بمصر الآن |
وأعربت الصحيفة عن استغرابها من عدم اعتراض البرادعي على تعيينه في ظل الحكم العسكري الحالي، وهو الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي صادق، وأعادت إلى الأذهان قوله في يناير/كانون الثاني 2011 عندما انسحب من السباق على منصب الرئيس الذي أعقب إسقاط نظام المخلوع حسني مبارك "ضميري لا يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي ما لم يكن في إطار نظام ديمقراطي".
ونشرت لوس أنجلوس تايمز تقريرا أيضا يتناول التردد في تعيين البرادعي، وقالت إن ذلك يعكس التوتر في الشارع والاختلافات الحادة وسط السلطة الجديدة بمصر.
زيادة التوتر
وقالت الصحيفة إنه وبدلا من تهدئة المخاوف عقب عزل الجيش الرئيس محمد مرسي، أصدرت السلطات الجديدة قرارا، رغم تراجعها عنه، يصب النار على الزيت ويزيد من توتر الوضع السياسي.
وأشارت هذه الصحيفة ومجلة تايم، في محاولة منهما لتفسير التفكير في تعيين البرادعي، إلى أنه يبدو أن القيادة العسكرية بمصر كانت ترغب في ارتداء وجه ديمقراطي بعد أن عزلت أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد، كما أشارت إلى أن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور يعد مجرد رئيس صوري.
وأضافتا أيضا أن تعيين البرادعي، لو تم، من شأنه المساعدة في تهدئة الأسواق العالمية حول الاقتصاد المصري الذي يمر بمرحلة تشبه الانهيار، وتسريع الموافقة على قرض صندوق النقد الدولي البالغ 4.8 مليارات دولار.
وأشارت مجلة تايم إلى أن البرادعي "يكرهه" جميع الإسلاميين، وليس الإخوان المسلمين وحدهم. وقالت إن حزب النور السلفي الذي وافق علنا على عزل مرسي، وتعد مشاركته في التحالف الانتقالي الحالي أمرا ضروريا لمواجهة "مزاعم" الإخوان المسلمين بأن عزل مرسي هي حرب ضد الإسلام السياسي، أعلن عن عزمه الانسحاب من التحالف إذا تم تعيين البرادعي.
وأوردت الصحف الأميركية أيضا أن البرادعي عنيد ومتغطرس وينزع إلى إصدار الأوامر أكثر من التفكير في الآراء المخالفة، كما أنه ذو طبع غير جماهيري، ويفضل التفاوض في الأجنحة على الطراز الغربي، ولا يرتاح في التجمعات الشعبية ولا مظاهرات الشوارع، وأن بعض الشباب ينظر إليه بارتياب.
مخلص وذكي
ومع ذلك، قال الكاتب أشرف خليل في مقال له بمجلة تايم إنه أجرى مقابلة صحفية مع البرادعي في ديسمبر/كانون الأول 2010 لأكثر من ساعة، واندهش من إخلاصه وصدقه وذكائه واستيعابه الواضح والعميق لمشاكل مصر.