قضايا التجسس تتصدر الصحف الأميركية

US President Barack Obama visits the Center for Urban Families in Baltimore, Maryland, USA, 17 May 2013. EPA/Kristoffer Tripplaar / POOL
undefined

تناولت بعض الصحف الأميركية قضايا التجسس الذي تقوم به الحكومة الأميركية على ما تسميه "الإرهاب" وعلى المواطنين لـ"حماية الأمن القومي الأميركي"، وناقشت جدوى هذا التجسس وفعاليته وتأثيره على حقوق المواطنين، كما ناقشت خطورة الكشف عن أعمال التجسس الحكومية. 

تطرقت واشنطن بوست في مقال للكاتب ماكس فيشر لتعامل الإدارة الأميركية مع المجلة الإلكترونية التي يصدرها تنظيم القاعدة ويوزعها عبر الإنترنت باسم "Inspire -الملهم".

كتب فيشر عن أهمية هذه المجلة في تعليم كيفية صنع المتفجرات والقنابل مستشهدا باعتراف المتهم في تفجيري بوسطن جوهر تسارناييف بأنه وشقيقه تامرلان نجحا في تصنيع قنبلة الطنجرة التي استخدماها في التفجيرين مسترشدين بإرشادات تلك المجلة.

وقال إن القرصنة التي قامت بها أجهزة الأمن الأميركية ضد هذه المجلة لها وجهان: الأول هو منع انتشار المحتوى الذي يساعد الناس على الإعداد لهجمات مثل التفجيرات، والثاني هو منع انتشار أيديولوجيا "التطرف" نفسها.

واشنطن بوست:
القرصنة لا تستطيع القضاء على الأفكار، بل يمكنها في أفضل الحالات إعاقة انتشارها

وقال إن الوجه الأول من القرصنة يمكن أن يكون "مفيدا" في حدود رغم صعوبة السيطرة على ما يبثه الإنترنت بسبب الاتساع والتغيرات السريعة في منصات الإصدار، أما الوجه الثاني فمن الصعب تحقيقه لأن القرصنة لا تستطيع القضاء على الأفكار، بل يمكنها في أفضل الحالات إعاقة انتشارها.

ليست خيانة
أما نيويورك تايمز فقد رفضت في افتتاحية لها ما قاله بعض أعضاء الكونغرس من أن مسرب المعلومات عن برنامج التجسس الأميركي على الهواتف مؤخرا إدوارد سنودن ارتكب جريمة "الخيانة العظمى".

وقالت إن من أصعب الأشياء إثبات تهمة الخيانة لأن اثباتها يتطلب إثبات أن المتهم "يرغب" في إيقاع الضرر بوطنه، وساعد بالفعل العدو الذي تكون البلاد في حرب معه، بالإضافة إلى إثبات ولائه للعدو.

وأضافت أن أشد الغاضبين عليه ربما يقولون إنه ساعد القاعدة "التي تقول أميركا إنها، قانونيا، في حرب ضدها". وردت الصحيفة بأنه ليس من الممكن أن يكون قادة القاعدة لا يعلمون من قبل عن التجسس ضدهم.

وانتهت إلى أنه من المرجح أن يعاقب بالسجن بتهمة كشف ممارسات لا يجب أن تكون سرية أصلا.

وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى حملة التوقيعات المساندة لسنودن والمطالبة بالعفو عنه في أي جريمة كان قد اقترفها فيما يتصل ببرنامج التجسس على الهواتف.

وقالت إنها ليست مستعدة للوقوف مع تلك الحملة ولا تعتقد أن سنودن هو "نذير خير"، لكنها في نفس الوقت انتقدت الرئيس باراك أوباما الذي أعرب في السابق عن ترحيبه بنقاش التجسس الحكومي واصفا إياه بأنه صحي للديمقراطية، وقالت "لولا تسريبات سنودن التي شجبها أوباما، لم يكن لهذا النقاش أن يرى النور".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية