التجسس على الإنترنت يهدد الحريات المدنية

This combination photo shows (clockwise from top L) Microsoft CEO Steve Ballmer at the Bill Graham Auditorium in an October 29, 2012 file photo inn San Francisco; Google's headquarters on 8th Avenue in New York in a January 11, 2013, file photo; people walking past the Apple Store at Grand Central Terminal in New York in a January 25, 2013 file photo; the "Like" icon at the Facebook main campus in Menlo Park, California, in a May 15, 2012, file photo. US spies are secretly tapping into servers of nine Internet giants including Apple, Facebook, Microsoft and Google in a vast anti-terror sweep targeting foreigners, reports said on June 7, 2013. The Director of National Intelligence James Clapper slammed disclosure of information about the scheme, and warned that leaks about a separate program to mine domestic phone records hurt US national security. The White House, meanwhile, facing a fast-escalating controversy over the scale and scope of secret surveillance programs, denied spying on US citizens, but insisted it must use every tool available to keep the US homeland safe. Some of the biggest firms in Silicon Valley were caught up in the program, known as PRISM, including Microsoft, Yahoo, Google, Facebook, Apple, PalTalk, AOL, Skype and YouTube, the reports said. The Washington Post, citing a career intelligence officer, said the National Security Agency (NSA) had direct access to Internet firm servers, to track an individual's web presence via audio, video, photographs and emails. FILES/AFP
undefined
احتلت قضية تجسس السلطات الأميركية على الحسابات الإلكترونية الخاصة حيزا واسعا في الصحافة البريطانية، وأثارت عاصفة من الاحتجاجات الحقوقية في بريطانيا، بعد أن تبين أن لندن سلمت معلومات شخصية لبريطانيين إلى السلطات الأميركية ضمن اتفاقية تشارك معلومات لم تطرح أمام البرلمان.
 

فقد كتبت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها أن وصف مراقبة وكالة الأمن القومي السرية لنشاط الإنترنت لغير الأميركيين بأنه ضروري لمكافحة الإرهاب هو محض هراء لأنه لن يوقفه. وقالت إن أغلبية الهجمات محلية، فضلا عن ذلك فإن حقيقة أن نفس النهج العشوائي لا ينطبق على المواطنين الأميركيين يشير إلى أن واشنطن تدرك جيدا مدى الضرر الذي تقوم به هذه التدابير مع الناخبين.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي أثار فيه ولوج وكالة الأمن القومي لسجلات الهواتف تساؤلات للولايات المتحدة، فإن نظام مراقبة الإنترنت المعروف باسم "بريزم" يثير تساؤلات الجميع في كل مكان. وأضافت أنه رغم وجود بعض الخلاف في هذه المرحلة بشأن "بريزم"، حيث إن الشركات المعنية، غوغل وفيسبوك وسكايب وغيرها، تنكر وصول وكالة الأمن القومي لخوادمها، إلا أن القضية ذات الصلة ما زالت أوسع بغض النظر عن التفاصيل.

ويشار إلى أن حمى الجدل الدائر بشأن برنامج "بريزم" وصلت إلى الصحافة البريطانية بعد بروز تقارير صحفية تشير إلى تورط السلطات البريطانية بتمرير معلومات عن الاتصالات في بريطانيا للسلطات الأميركية.

وأثار كشف الموضوع جدلا واسعا في الأروقة السياسية البريطانية، حيث تبين أن هناك اتفاقا بين الحكومة البريطانية والولايات المتحدة، يقضي بأن تتشارك السلطات البريطانية المعلومات الاستخبارية -التي تجمعها عن نشاطات الأفراد الإلكترونية- مع السلطات الأميركية.

الحريات المدنية
وترى الصحيفة أن شبكة الإنترنت تتطلب إعادة كتابة أساسيات الخصوصية والملكية وهذه المبادئ الجديدة يجب أن تكون واضحة في القانون ولا يسمح بانحرافها وتوجيهها وفقا لاعتبارات الأمن القومي وحده. وقالت إن مثل هذه المخاوف ليست خطأ ولا ضارة بالضرورة، لكنها محدودة.

وقالت إن الحاجة باتت ملحة لوضع قواعد عالمية بشأن استخدام البيانات من قبل كل شركات الإنترنت، رغم أن هذه الأشياء قد تستغرق وقتا، وفي نفس الوقت يجب على الولايات المتحدة أن تراعي عدم تدمير أنجح صناعاتها.

وفي سياق متصل أشارت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إلى أن الوثائق التي نشرتها عن سحب السلطات الأميركية معلومات المستخدمين الشخصية ومراسلاتهم هزت النظام السياسي الأميركي وكان لها صدى واسع في جميع أنحاء العالم.

وترى الصحيفة أن السبب الأهم من نشر هذه الوثائق هو أنها تقدم دليلا مباشرا وقويا لا يمكن إنكاره عن المخاطر الكبيرة التي تهدد الحريات المدنية من دولة أميركا السرية المتمثلة في وكالة الأمن القومي. ورغم أهمية الأمن القومي فإن الحريات المدنية لا تقل أهمية كذلك.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية