صحف: البابا محافظ فكريا ومعاد للرأسمالية

Argentina's cardinal Jorge Bergoglio, elected Pope Francis I (C) appears with cardinals at the window of St Peter's Basilica after being elected the 266th pope of the Roman Catholic Church on March 13, 2013 at the Vatican. AFP PHOTO / FILIPPO MONTEFORTE
undefined

تناولت الصحف الأميركية اليوم نبأ اختيار البابا فرانشيسكو بالتغطية الواسعة والتعليقات. وأبرز ما قالته إن البابا الجديد محافظ في آرائه الفكرية والدينية ولا يختلف عن سلفه بنديكت، ولا يُتوقع أن يُحدث تغييرا في موقف الكنيسة المتشدد من الإجهاض وزواج الشواذ وتنصيب النساء قسيسات.

وقالت واشنطن بوست في تقرير لها إن اختياره بث روحا جديدة وسط اللاتين من لوس أنجلوس إلى بوينس أيرس، ومنح قفزة إستراتيجية للكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة، التي بدأت تفقد أرضيتها في العقود الأخيرة لو لم ينقذها تدفق المهاجرين من أميركا اللاتينية.

وأوردت نيويورك تايمز عن روبرت بيلتون -مدير شؤون كنيسة أميركا اللاتينية/أميركا الشمالية- عن البابا الجديد قوله "إنه شخص بسيط. المدهش أنه يتمتع باستقامة ومباشرة وبساطة لا تتوفر في الشخصيات العامة في هذا العصر".

وأشارت إلى أنه يتحدث ثلاث لغات ودرس اللاهوت في ألمانيا، ويتنقل بحافلة الركاب العامة ويطبخ طعامه بيده. 

ورغم ترحيب حكومة الأرجنتين بفوز مواطنها بأرفع منصب في الكنيسة الكاثوليكية في العالم وإصدار الرئيسة كيرشنر بيانا بذلك، ذكرت الصحف الأميركية أن خلافا مستمرا بين الطرفين -بشأن مساعي الحكومة الأرجنتينية لإقرار زواج الشواذ- لا يزال محتدما حتى هذا الأسبوع.

البابا فرانشيسكو من المنتقدين الأوائل للاهوت التحرير، الذي وحّد بين الكاثوليك وحركات اليسار بأميركا اللاتينية

ونسبت واشنطن بوست للبابا فرانشيسكو قوله عن هذا الموضوع "هذه ليست قضية خلاف سياسي بسيط، إنها مساع لتدمير خطة الله في الكون". ووصفته بأنه محافظ جدا في الأخلاق الشخصية.  

ونقلت عن كيرشنر قولها يوم الاثنين الماضي "إن نقاش بعض قادة الكنيسة يشابه نقاش عصر الحروب الصليبية".

وأشار الكاتب دواني جي في مقال بواشنطن بوست إلى أن البابا فرانشيسكو من المنتقدين الأوائل للاهوت التحرير، الذي وحّد بين الكاثوليك وحركات اليسار بأميركا اللاتينية.

ورغم ذلك، قال داوني إن فوزه لا يُعتبر فوزا واضحا للمحافظين. فقد سبق أن أبرز البابا الجديد قصور الرأسمالية المنفلتة من عقالها وموقفه من صندوق النقد الدولي والعولمة. وكان يعبر عن رفضه للرأسمالية ولما يسميه بـ"الآثار الشيطانية لإمبريالية المال".

وقال داوني إن كثيرا من الكاثوليك تفاءلوا باختياره اسم فرانشيسكو، القديس الذي رفض السلطة الرسمية، وكرس نفسه لحياة بسيطة، واهتم بشؤون المهمشين والضعفاء، وأعلى من شأن العمل والأفعال الملموسة أكثر من الإعلانات والترويج بالكلام.

وذكرت نيويورك تايمز في أحد تقاريرها أن فرانشيسكو الآتي من بلد تصعد فيه العلمانية بقوة قد أعطى صوتا للكنيسة التي يتحول مركز اهتمامها جنوبا بشكل متزايد.

وتقول الصحيفة -أيضا- إن البعض لا يراه ممثلا لأميركا اللاتينية لأنهم ينظرون إلى الأرجنتين بوصفها أقرب لأوروبا من بقية جاراتها في أميركا اللاتينية.

ويقول البعض إنه يمثل جسرا ثقافيا بين عالمين، فهو ابن مهاجرين إيطاليين. وبالنسبة للإيطاليين فهو ثاني أفضل خيار لبابا إيطالي.

وعلاقة البابا الجديد ببلاده ليست خالية من الانتقادات، فقد جاء من هناك في ظل انتقادات لصمته على الدكتاتورية التي حكمت الأرجنتين من 1976 إلى 1983. ورغم ذلك فهو ليس مثل بعض القادة السابقين للكنيسة اللاتينية الذين تحالفوا مع السلطات.

أما كريستيان ساينس مونيتور فقالت إنه يجمع بين الذهنية اليسوعية والحياة التي عاشها وهو يدعو من أجل العدل الاجتماعي والفقراء، وفي عام 2009 صنع العناوين الرئيسية في الصحف الأرجنتينية لانتقاده حكومة بوينس أيرس لسماحها بوقوع "تباين ضخم" بين الأغنياء والفقراء.

المصدر : الصحافة الأميركية