انقسام مستشاري أوباما بشأن سوريا

U.S. President Barack Obama (C) announces his nominees for new U.S. Secretary of Defense former Republican U.S. Senator Chuck Hagel (L) and new CIA director White House counterterrorism adviser John Brennan (R) at the White House in Washington January 7, 2013. REUTERS/Kevin Lamarque (UNITED STATES - Tags: POLITICS)
undefined
استهل دويل ماكمانوس مقاله الافتتاحي بصحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن مستشاري أوباما منقسمون بشأن ماهية الدور الذي ينبغي أن تلعبه الولايات المتحدة بالضبط في الصراع السوري.

وأشار الكاتب إلى أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومدير الاستخبارات الأسبق ديفد بترايوس كانا قد اقترحا في شهر أغسطس/آب الماضي أن تغير الولايات المتحدة سياستها وترسل أسلحة ومعونة أخرى للثوار الذين يقاتلون الحكومة السورية. ودخل على الخط أيضا وزير الدفاع السابق ليون بانيتا وقائد رئاسة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمسي، الأمر الذي يعتبر خطوة غير عادية من جانب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الحذرة عادة.

وقال إن مستشار الرئيس أوباما للأمن القومي توماس دونيلون عارض الاقتراح، وفي النهاية دعم الرئيس رأيه. ونتيجة لذلك ظلت المساعدة الأميركية للمعارضة السورية قاصرة على مساعدة "غير قاتلة" لجماعات سياسية غير مسلحة بالإضافة إلى معونة إنسانية للاجئين المدنيين.

واعتبر منتقدو أوباما أن الرئيس وقف مكتوف الأيدي لأسباب سياسية ضيقة: حملة الانتخابات الرئاسية التي جرت في الصيف الماضي وأن آخر ما كان يريده أوباما هو تورط أميركا في حرب أخرى.

واليوم بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات تغير الملعب. فسوريا ما زالت موحلة في مأزق دموي، مع قتل المزيد من المدنيين كل يوم، لكن كلينتون وبترايوس وبانيتا خرجوا من الملعب الآن والرئيس يعتمد الآن على مجموعة مختلفة من المستشارين. أهم اثنين فيهم هما وزير خارجيته الجديد جون كيري ووزير الدفاع المرشح تشاك هاغل.

وقال ماكمانوس إن الرئيس أوباما ما زال أهم لاعب ويبدو كرجل يبحث عن ذرائع للبقاء خارج الصراعات وليس التورط فيها. وهذا ما أشار إليه في مقابلته مع مجلة ذا نيو ريببليك الأميركية عندما قال "مضطر أسأل هل بإمكاننا أن نحدث فرقا في هذا الوضع؟ وكيف أوازن بين عشرات آلاف القتلى في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يُقتلون حاليا في الكونغو؟".

وأضاف أن أوباما يجد في هاغل ما يجعله أكثر تصميما على عدم التدخل. فلم يؤيد هاغل تصعيد أوباما في أفغانستان أو قراراته لاستخدام القوة الأميركية في ليبيا ويبدو أن تلك المعارضات صبت في مصلحته، وليس ضده، عندما حدد أوباما اختياره. وكيري أيضا متشكك في التدخل العسكري، لكنه بخلاف هاغل أيّد الزيادة التي اقترحها أوباما في أفغانستان وقراره باستخدام القوة في ليبيا.

غير أن كيري يريد إتاحة فرصة أخرى للدبلوماسية في سوريا لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي سلميا. ومع ذلك ليس هناك إشارة من دمشق على أن الأسد سيكون متقبلا للأمر، واعتقاده الحالي، كما قال كيري، هو أنه يستطيع أن يصمد أكثر من الثوار حتى وإن مزقت الحرب بلاده. وإذا لم تؤت دبلوماسية كيري ثمارها فقد نرى انقساما آخر بين مستشاري الرئيس بشأن أفضل مسار للعمل.

توطيد العلاقات
وأشار الكاتب إلى ضرورة دراسة مقترح فريدريك هوف، الذي ساعد في إدارة سياسة سوريا لكلينتون إلى أن تركت وزارة الخارجية العام الماضي.

وقال إن الفكرة باختصار هي تحري أكثر ما تحتاجه الفصائل المعتدلة بين الثوار وإيصاله إليها بسرعة. وهم لا يحتاجون أسلحة، كما أبلغني هوف الأسبوع الماضي. وحاجتهم إلى أنواع أخرى من المساعدة أكثر أهمية لهم مثل المعدات العسكرية والتدريب ومشاركة المعلومات الاستخبارية.

والمهم في الأمر -كما قال هوف- هو توطيد العلاقات الأميركية مع المقاتلين الذين قد ينتهي بهم المطاف بإدارة دفة الحكم في سوريا، والتأكد من أن المعتدلين في المعارضة لا تتم إزاحتهم من قبل "متطرفين إسلاميين" أفضل تسليحا.

ويصر هوف على أن "هذا ليس منحدرا زلقا. ومحاولة بناء علاقات قوية مع العناصر المسلحة في المعارضة السورية هي الخيار المحافظ والقليل الخطورة في الوضع الراهن".

وأشار الكاتب إلى صعوبة تخيل قيام هاغل، الذي يرى في كل منحنى منحدرا زلقا، بتقديم أية مساعدات للثوار المسلحين. لكن هل الأمر كذلك بالنسبة لكيري؟

وقال إن كيري عندما كان سيناتورا قال بضرورة زيادة المساعدة الأميركية للثوار. وقال حينها "يجب أن نغير الديناميكية الحالية، وهذا هو بيت القصيد".

وبناء على هذا الكلام يتكهن الكاتب سيناريو لسياسات إدارة أوباما في الشهور القليلة المقبلة تجاه سوريا: سيقوم كيري برحلته وسيناشد الأسد التفاوض مع المعارضة ويتوسل لروسيا لإنهاء مساعدتها للنظام.

لكن تلك الجهود ستظهر نتائج مختلفة. ثم يعود إلى البيت الأبيض ويقول إن الوقت قد حان لإحياء الاقتراح الذي قدمه بترايوس وكلينتون في أغسطس/آب الماضي لمساعدة ثوار سوريا المسلحين.

وعندها سيجد أوباما نفسه متورطا مرة أخرى وسيضطر لإجراء المكالمة. لكن هذه المرة لن تكون هناك حملة انتخابية قيد الإعداد وستكون مشاكل سوريا قد تصاعدت.

وأخيرا قد يجد أوباما الأمر أصعب هذه المرة. لكنه إذا قال نعم فإن عليه أن يفسر سبب انتظاره سبعة أشهر، تلك الفترة التي ضاع خلالها الوقت والأرواح.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز