تخوف غربي من الترسانة الكيميائية السورية

KIEV, UKRAINE : Anti-war activists don gas masks and protective suits during rally in front of the parliament in Kiev 20 March 2003. Protestors demanded an end to the war in Iraq and protest against the proposed deployment of a Ukrainian anti-chemical weapons special battalion to the Persian Gulf, currently discussed by parliament. EPA PHOTO EPA/SERGEI SUPINSKY
undefined
احتمال سقوط ترسانة سوريا الكيميائية في أيدي الإسلاميين "المتطرفين" من بين الثوار الذين يقاتلون في الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد، يشكل قلقا متزايدا لدى الغرب.

فقد عبر الجنرال ديفد ريتشاردز، رئيس أركان الدفاع البريطاني، عن مخاوفه في الحكومة البريطانية خلال الأسابيع الأخيرة، وكان هناك سلسلة من الاجتماعات حول القضية بين المسؤولين الأوروبيين والأميركيين والحكومات في المنطقة.

وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن احتمال إطلاق الرئيس بشار الأسد لهذه الأسلحة كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت حلف شمال الأطلسي (ناتو) هذا الأسبوع لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية.

وقالت إنه رغم الاعتقاد القائم لحكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا بأن النظام المحاصر والمتداعي قد يستخدم أسلحة الدمار الشامل، هناك أيضا خطر واضح من استحواذ المقاتلين "الجهاديين" على مخزونات الأسلحة. وقد وصفت إدارة أوباما "جبهة النصرة"، وهي إحدى أقوى المجموعات الثورية والتي تعلن تبعيتها لتنظيم القاعدة، بأنه "تنظيم إرهابي".

ويُعتقد أن فريقا من القوة الجوية الخاصة البريطانية قد حضر بصفة مراقب للمناورة التي قامت بها القوات الخاصة الأميركية والأردنية استعدادا لأي عملية قد تُضطر لاتخاذها لتأمين مخزونات الأسلحة. وقد صرحت مصادر الدفاع في لندن بأنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لنشر الجنود البريطانيين لمثل هذه المهمة.

رغم الاعتقاد القائم لحكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا بأن النظام المحاصر والمتداعي قد يستخدم أسلحة الدمار الشامل، هناك أيضا خطر واضح من استحواذ المقاتلين "الجهاديين" على مخزونات الأسلحة

وهناك توجه للشك عموما في مزاعم النظام السوري وأسلحة الدمار الشامل بعد كشف تقارير زائفة مماثلة عن ترسانة صدام حسين التي استغلتها إدارتا الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لتبرير غزو العراق.

ومع ذلك يصر المسؤولون الغربيون على أن هناك أدلة كثيرة بأن نظام دمشق لديه الوسائل لتنفيذ الحرب الكيميائية وأدلة أيضا، ذات طبيعة محدودة، على أن لديه برنامج حرب بيولوجية. وأحد أسباب التوجس هو أن مركز القيادة والسيطرة للنظام المتعلق بأسلحة الدمار الشامل قد تضرر بشدة بسبب الخسائر في الأرواح والانشقاقات.

وذكرت الصحيفة أن سلسلة من الاجتماعات قد جرت شملت عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول في المنطقة وإسرائيل التي التقى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بحسب تقارير إعلامية في القدس، بالملك عبد الله الثاني في عمّان لمناقشة المسالة. وكان أحد المخاوف الإسرائيلية هو أن جماعة حزب الله، التي وقف مقاتلوها إلى جانب نظام الأسد، قد تتمكن من تهريب الأسلحة الكيميائية إلى لبنان.

وأشارت الصحيفة إلى زعم الجنرال عدنان سيلو، الرئيس السابق لبرنامج الأسلحة الكيميائية السورية الذي انشق مؤخرا، بأن النظام استخدم بالفعل غاز السارين في هجوم الشهر الماضي على حي البياضة بمدينة حمص. ويؤكد الجيش السوري الحر المعارض أن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في 18 مناسبة منفصلة. ومع ذلك يؤكد المسؤولون الغربيون أن الصور وشهادات الشهود التي تلقوها لا تدعم هذا الاتهام.

وقالت الدكتورة سالي لايفيسلي، وهي محللة كيميائية وبيولوجية مستقلة ومتدربة كمستشارة علمية لوزارة الداخلية البريطانية، إن "تقارير برنامج الحرب البيولوجية السوري تعود لمنتصف التسعينيات، وكان هناك تقرير للكونغرس الأميركي عام 2004 وتقارير للناتو. والمادة التي تدور حولها كل هذه التقارير المثيرة للاهتمام لأنها وضعت مع بعضها قبل فترة طويلة من الأحداث الحالية، ومن ثم لا يمكن القول بأنها وضعت معا لتلائم أجندة بعينها".

وأضافت أن المشاكل المتعلقة بالعوامل البيولوجية قد تبدأ بطريق الصدفة وليس عمدا من أي طرف سواء كان النظام أو الثوار. وقالت إن "مسببات الأمراض مثل الجمرة الخبيثة والطاعون وحمى الأرانب والبوتيولينيوم والجدري والكوليرا والريسين يمكن أن تصير مكشوفة بسبب الناس الذين يتعثرون فيها في القواعد غير الآمنة. وإذا حدث هذا فستكون أمامنا احتمالات حقيقية لأوبئة تصعب جدا السيطرة عليها".

المصدر : إندبندنت