الرئيس مرسي ومنتقدوه

An anti Muslim Brotherhood protester shouts slogans against Muslim brotherhood during a demonstration in Nasr City, Cairo, 24 August 2012. Morsi's opponents Friday started a series of mass protests against him and his Muslim Brotherhood, accusing the party of monopolizing power and stifling freedom of expression. Hundreds of protesters gathered in other areas of Cairo, including at a military memorial and near the presidential palace in the east of the capital. They chanted slogans decrying Egyptian President Mohammed Morsi for retaking legislative powers from the military after ordering the retirement of top generals earlier in August. EPA/AHMED KHALED
undefined

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن العاصمة المصرية القاهرة شهدت مرة أخرى مظاهرات احتجاجية، ولكن هذه المرة لم تكن ضد الرئيس السابق حسني مبارك ولا ضد جنرالاته، بل ضد أول رئيس مصري منتخب، الرئيس محمد مرسي.

واعتبرت الصحيفة أن مظاهرات يوم الجمعة دليل آخر على أن المصريين مصرون على أن يوصلوا صوتهم، وكذلك هي دليل على أن "السيد مرسي" وحزبه المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين "يواجهون صعوبة في الإصغاء لصوت الشارع".  

وأضافت أن "الكثيرين يساورهم القلق" من أن الرئيس مرسي والإخوان "يخططون للاستحواذ والانفراد بالسلطة، واتخاذ إجراءات من ضمنها فرض قيود على حرية الصحافة". وقد وجهت الحكومة مؤخرا تهم إهانة الرئيس والإخلال بالنظام العام ضد واحد من أشد منتقدي الرئيس مرسي وهو رئيس تحرير صحيفة الدستور إسلام عفيفي.

كما وجهت السلطات المصرية التهم لتوفيق عكاشة، المذيع التلفزيوني الذي سخر من الإخوان المسلمين والانتفاضة التي أسقطت "السيد مبارك". وكان عكاشة قد ظهر في إحدى حلقات برنامجه وكأنه يهدد مرسي والإخوان بأعمال عنف.

نيويورك تايمز:
ستكون كارثة لو أن الشعب المصري تجشم كل ذلك العناء لإزاحة سلطة استبدادية، ثم يأتي "السيد مرسي" ليمارس نفس ممارسات "السيد مبارك" المتشددة

وعلّقت الصحيفة بقولها إن التهديد بالعنف شيء لا يمكن التغاضي عنه، ولكن انتقاد القادة السياسيين لا يمكن أن يتم التعامل معه كجريمة، خاصة في بلد مثل مصر يطمح لأن يكون كيانا ديمقراطيا، والإخوان يجب أن يكونوا أكثر من يتفهم ذلك.

وأضافت "لقد كان الإخوان المسلمون جماعة محظورة طوال الثلاثين عاما التي قضاها "السيد مبارك" في الحكم، وكان يمارس نفس هذه الممارسات، الأمر الذي ولّد جمرا تحت الرماد ظل يكبر حتى انفجر نارا حامية".  

وقالت الصحيفة إن المنتقدين يخشون من أن يكون استهداف الصحفيين شاهدا على نية الإسلاميين السيطرة على كافة مناحي الحياة. وعلقّت على تلك المخاوف بقولها إنه "ستكون كارثة لو أن الشعب المصري تجشم كل ذلك العناء لإزاحة سلطة استبدادية، ثم يأتي "السيد مرسي" ليمارس نفس ممارسات "السيد مبارك" المتشددة".

وفي قضية "السيد عفيفي"، يبدو أن الرئيس مرسي قد أدرك أن هناك مبالغة، فقام يوم الخميس الماضي باستخدام سلطته التشريعية لأول مرة وألغى الحبس الاحتياطي في جرائم الصحافة. وهذا التشريع يعني إطلاق عفيفي من معتقله، ولكن التهم ضده باقية، وسيمثل بسببها أمام المحكمة في شهر سبتمبر/أيلول القادم، وسيحاكم على أساس القوانين المجحفة التي سنّت في عهد مبارك والتي هي الأخرى بحاجة لأن تلغى، حسب الصحيفة.

ومثله مثل أي زعيم سياسي، فإن مرسي بلا شك يمقت النقد الصحفي، لكن قمع المعارضين، لا يولِّد سوى الحنق وعدم الاستقرار. وربما من الأجدى أن يتبع أسلوبا أكثر ذكاء فيعقد لقاءات منتظمة مع منتقديه ليوضح لهم وجهة نظره والأهداف التي يسعى لها، ويجيب على أسئلتهم.

يذكر أن مرسي قد بدأ للتو في التعامل مع أزمات بلاده الملحة، فهو يسعى إلى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي للمساعدة في إصلاح اقتصاد بلاده المحطم، كما عليه التعامل مع "المتشددين" في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع إسرائيل. ولكي ينجح في تلك المهام الجسام، تقول الصحيفة إن على الرئيس أن يكسب دعم مواطنيه والمجتمع الدولي.

وختمت الصحيفة قائلة إن "ما يريده جلّ المصريين، هو قائد براغماتي (عملي) يقود مصر نحو النمو الاقتصادي والاستقرار، ويحترم جميع الآراء سواء كانت إسلامية أو مسيحية، دينية أو علمانية".

المصدر : نيويورك تايمز