"المرأة اللغز" في كوريا الشمالية

epa03125647 Cranes move containers from trucks at a container port in Tianjin, China, 28 February 2012. In a report released on 27 February, the World Bank said China faced a turning point for long-term economic growth and must deepen market reforms to sustain development. It said China needed a ‘new development strategy’ to strengthen the role of the private sector, further open its markets, and reform its land, labor and financial policies. EPA/HOW HWEE YOUNG
undefined

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن "المرأة اللغز" المجهولة الهوية عادت إلى الظهور إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، الأمر الذي أثار لغطا وتساؤلات على المستوى الدولي.

وقد ظهرت المرأة اللغز إلى جانب الزعيم في صور رسمية، ولم يستطع أحد تقديم تفسير لوجودها بجانبه، وهو ما علّقت عليه الصحيفة بأنه دليل جديد على قلة وندرة المعلومات التي يعرفها العالم عن كوريا الشمالية التي وصفتها الصحيفة بأنها "دولة متكتمة".

وقالت الصحيفة إن كيم جونغ أون يشبه والده الراحل كيم جونغ-إيل من حيث قلة المعلومات الشخصية التي يعلنها على الملأ. وكان جونغ أون قد خلف والده الذي رحل في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن حكم كوريا الشمالية 17 عاما.

يذكر أن والد جونغ أون وجده الذي حكم البلاد من قبل كان من النادر ظهورهما إلى جانب زوجاتهما في المناسبات العامة، ولم تقدم والدة الرئيس الكوري الشمالي الحالي -التي كانت سيدة كوريا الشمالية الأولى حتى وفاة زوجها- إلى الشعب بشكل علني إلا مؤخرا في فيلم تسجيلي يندرج ضمن جهد الدولة في التوجيه المعنوي.   

وترى الصحيفة أن هوس العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية بعدم إخراج المعلومات الشخصية إلى العلن أضاف هالة على الموضوع برمته، بحيث أصبحت معلومات من هذا القبيل غاية في التشويق والإثارة.

وتنقل الصحيفة عن قناة سي أن أن الأميركية تساؤلها: "ترى هل كانت المرأة الرشيقة باللباس الأسود القاتم أخته أم زوجته أو حتى حبيبته؟".

‪جونغ أون خلف والده كيم جونغ إيل بعد رحيل الأخير في ديسمبر/كانون الأول الماضي‬ الفرنسية
‪جونغ أون خلف والده كيم جونغ إيل بعد رحيل الأخير في ديسمبر/كانون الأول الماضي‬ الفرنسية

أما صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية فقالت إن "الكوريين على جانبيْ شبه الجزيرة الكورية لديهم الآن لغز جديد للتفكير فيه مليا: من هي تلك المرأة الشابة الأنيقة التي ظهرت إلى جانبه (جونغ أون)؟".

ويجادل البعض بأن ظهور تلك المرأة الشابة قد يكون مؤشرا على تبدل في إستراتيجية تعامل المؤسسة الكورية الشمالية الحاكمة مع شعبها، وقد يكون ظهور تلك المرأة مؤشرا على تغيير أكبر قادم.    

وقالت شبكة أي بي سي الأميركية إن جونغ أون الذي يعتقد أنه في أواخر العشرينيات من عمره يسعى إلى "تبني الطاقات الشابة في البلاد"، ولديه خطط لجعل بلاده "جنة للأطفال".

وقد ظهر مع المرأة المجهولة في حفل استخدمت فيه شخصيات ديزني بشكل غير مصرح به من الشركة الصانعة. كما شوهد معها في احتفالات الذكرى السادسة والستين لاتحاد أطفال كوريا.

كما أوردت تقارير صحفية أن الزعيم الكوري الشمالي استورد من أوروبا ألعاب تسلية للأطفال، الأمر الذي اعتبرته بي بي سي بمثابة مفاجأة من "بلد تجشم لسنين عناء تجنب ظهور الأعمال الفنية الشهيرة في وسائل إعلامه"، ويحاول تجنب "السموم الثقافية القادمة من الغرب".

كما أشارت الصحيفة إلى أن ظهور جونغ أون في التلفاز وإلقاءه خطابات أصبح أمرا متكررا بكثرة. وكانت أول كلمة متلفزة له -بحسب بي بي سي- في أبريل/نيسان الماضي واستمرت لعشرين دقيقة، بينما لم يخاطب والده شعبه سوى مرة واحدة طوال السبعة عشر عاما التي حكم فيها، و"كان الخطاب مؤلفا من جملة واحدة".

ورغم تلك المؤشرات -التي يرى البعض أنها تبعث على التفاؤل- فإن هناك الكثير من المراقبين لا يعلقون عليها آمالا كبيرة، مثل روبرت ماكنيل كاتب العمود في صحيفة بيلفاست تيليغراف البريطانية الذي يرى أن كوريا الشمالية "سوف تصل إلى مستوى القرن التاسع عشر في عام 2060".

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور