السلام الإقليمي يمنع التدخل بسوريا

A handout picture released by the official Syrian Arab News Agency (SANA) on December 20, 2011 shows smoke billowing behind a missile launcher during military manoeuvres by the Syrian army in an undisclosed location in Syria. The Syrian navy and air force conducted live-fire
undefined
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن إسقاط الدفاعات السورية للمقاتلة التركية، أريد منه إرسال رسالة تحذيرية بأن سوريا تمتلك منظومات ردّ فعّالة في حالة تعرضها لحملة عسكرية مشابهة لتلك التي شنت على العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين لم تسمهم، أن سوريا قامت بتوسيع وتطوير منظومات دفاعها الجوي بعد قيام إسرائيل بقصف موقع في شمال شرق سوريا عام 2007 قيل إنه مفاعل نووي كان قيد الإنشاء.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين في مناسبات سابقة، إن الدفاعات السورية أقوى إذا ما قورنت بتلك التي واجهتها طائرات حلف الناتو التي شاركت في الحملة العسكرية على ليبيا، وقد تتفوق حتى على الدفاعات الإيرانية.

ولكن الصحيفة عادت لتقول إن الدفاعات الجوية السورية، ليست السبب الوحيد الذي يؤخر اتخاذ قرار دولي بالتدخل في سوريا لإنهاء القمع الدموي الذي تمارسه قوات الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين السوريين.

نستطيع التعامل مع الدفاعات الجوية المتنوعة. إنها تشكل تحد أكبر بكثير من تلك التي كانت في ليبيا. السوريون يمتلكون صواريخ أرض جو متطورة، ولكن قبل أن نناقش كيف نقاتل، علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا نقاتل؟

وطبقا لمحللين عسكريين ومسؤولين أميركيين فإن شنّ حملة عسكرية على سوريا سيتطلب جهدا عسكريا أميركيا مستمرا، وسوف يتسبب في سقوط مدنيين.

من جهة أخرى، يجادل المترددون في التدخل العسكري في سوريا بأن الدول الغربية ستقحم نفسها في أتون حرب أهلية طائفية مستعرة، وسيؤدي ذلك إلى انتشارها واتساع نطاقها ليشمل المنطقة برمتها.

أميركيا، تقول الصحيفة إن الجيش الأميركي ما زال يتعافى من تجربة حرب احتلال العراق الطويلة والمميتة، ولا يزال يقاتل في أفغانستان، لذلك فدوائر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مترددة في إقحام الجيش الأميركي في قضية لا تحمل تهديدا مباشرا للمصالح أو الأمن القومي الأميركي.

ويقول الفريق الأميركي المتقاعد ديفد ديبتولا الذي أشرف على استخبارات القوات الجوية الأميركية "نستطيع التعامل مع الدفاعات الجوية المتنوعة. إنها تشكل تحد أكبر بكثير من تلك التي كانت في ليبيا. السوريون يمتلكون صواريخ أرض جو متطورة، ولكن قبل أن نناقش كيف نقاتل، علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا نقاتل؟".

وكانت سوريا قد أنفقت عقب غارة عام 2007 مليارات الدولارات على تطوير دفاعاتها الجوية التي تعود إلى عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ومن بين ما اشترته منظومات أس أي-22، التي يشك المحللون في أنها استخدمت لإسقاط المقاتلة التركية.    

ويجمع الكثير من المحللين الإستراتيجيين على أن الدفاعات الجوية السورية تشبه تلك التي تمتلكها إيران من حيث التقنيات، ولكن السورية تمتاز بأنها تنتشر على رقعة أصغر من إيران الأمر الذي يطيعها تفوقا نسبيا.

ويقول جيفري وايت زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "إيران مساحتها شاسعة، الأمر الذي تنتج عنه فجوات لا تغطيها الدفاعات الجوية، ويمكن أن تصلح مجالا للمناورة أما في سوريا فالدفاعات مكثفة أكثر".

من جهة أخرى، قالت الصحيفة إنه رغم أن الدفاعات السورية تبدو متماسكة بشكل نظري، فإن هناك شكوكا حول امتلاك سوريا للطواقم المناسبة لتشغيل وصيانة تلك الأنظمة.

وقالت الصحيفة إن الناتو والقوات الأميركية تمتلك تقنيات تشويش متقدمة لم تكن تشغلها الطائرة التركية (تركيا عضو في الناتو) عندما أسقطتها الدفاعات السورية.

وأشارت الصحيفة إلى وجود أسئلة تبحث عن إجابات في قضية إسقاط الطائرة التركية المقاتلة، ونسبت إلى مسؤول عسكري أميركي قوله إنه من غير الواضح بعد، ما نوع المهمة التي كانت المقاتلة التركية تقوم بها، وما الذي استدعى ذلك الرد السوري.

المصدر : واشنطن بوست