عميد منشق يدعو لتدخل دولي بسوريا

عقيل هاشم - عميد ركن متقاعد في الجيش السوري - حديث الثورة 16/2/2012
undefined

دعا العميد المنشق عن جيش النظام السوري عقيل هاشم إلى تدخل المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة بسوريا. وقال إن الثورة ستطول، وإن المعارضة ستتمكن بعد سقوط النظام من توحيد صفوفها وإقامة دولة ديمقراطية رغم أن الفوضى ستعم البداية كما حدث بالعراق.

وقال هاشم في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي إن نظام الرئيس بشار الأسد سيمضي قدما في القتل ولكن الثورة ستستمر مهما كلف الأمر، مؤكدا أن الجمود لن ينتهي إذا لم يتدخل المجتمع الدولي عسكريا.

وردا على أن القوى الغربية مترددة في التدخل بسبب قوة الجيش السوري، قال هاشم إنه لا يصدق أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لا تستطيع بكل ما تملكه من قدرات استخبارية أن تدرك أن الجيش ضعيف، وذلك بسبب ما وصفه بالفساد المستشري في أوساط القيادات.

وأوضح أن القيادات حولت قدرات الجيش من مواد وجنود لتشييد منازلهم وقصورهم، وقال إن الجيش مجهز بشكل جيد ولكن أسلحته من الطراز القديم، مشيرا إلى أن الدبابة من طراز تي 72 التي تعتبر في المقدمة كانت قد دخلت الخدمة عام 1979.

كما أن أنظمة الدفاع الجوية -عدا البعض مما جاء من إيران- قد تم شراؤها في تلك الحقبة، وهذا ينطبق على العربات المسلحة، و"هو ما يجعل الفكرة بأن سوريا تملك أنظمة دفاع جوية معقدة مدعاة للسخرية".

وعن سبب العزوف عن المزيد من الانشقاقات في ظل ما يصفه من وضع سيئ للجيش، يقول العميد إنه لا يوجد مكان في سوريا يمكن للمنشقين أن يذهبوا إليه، فبينما توجه معظمهم إلى تركيا، فإن آخرين ما زالوا بالجيش لأنهم من العلويين الذين يستمر بقاؤهم مع النظام من خلال الوعود بالأموال والسلطة.

والسبب الآخر أن الأسد يراقب قواته بعناية، فمن بين الـ12 فرقة بالجيش هناك الفرقة الرابعة التي تندس بين مختلف الكتائب لمنع الجنود من الانشقاق، وأن الإعدام بدون محاكمة هو العقوبة الوحيدة لمن يحاول ذلك.

السيناريوهات التي تتعلق بسيطرة الإخوان المسلمين أو القاعدة على سوريا مثيرة للسخرية

مستقبل الانتفاضة
ولدى سؤاله عن مستقبل الثورة الأشهر المقبلة، أكد هاشم أن الأسد لن يستطيع أن يخمد الثورة، ورغم أن ثمة أكثر من عشرة آلاف قتيل، فإن هناك الملايين من السوريين الذين يشاركون بشكل مباشر أو غير مباشر في الثورة، لذا فالثورة ستستمر.

وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي عسكريا -يتابع هاشم- فإن الصراع سيستمر إلى أجل غير مسمى، إلا إذا حدث انقلاب عسكري أو اغتيال للأسد أو كبار قادة النظام، أو انشقاق جماعي في أوساط العلويين، وفق تعبيره.

وعن الطبيعة المنشودة لتدخل القوى الغربية، يرى هاشم أن ثمة أربعة خيارات، أبسطها الضربات الجوية -كما حدث في الصرب عام 1999- بحيث تستهدف المقرات الأمنية والمواقع العسكرية والبنى التحتية الحكومية وأنظمة الاتصالات.

الخيار الثاني إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، وهذا يتطلب قيام القوات الجوية الغربية بفرض منطقة حظر طيران على مساحة صغيرة داخل الأراضي السورية القريبة من الحدود مع تركيا، وذلك لتوفير الملاذ الآمن لجماعات الجيش السوري الحر والمنشقين وتسهيل وصول منظمات الإغاثة. وهذا الخيار وحده ربما يقلب الوضع السياسي والعسكري رأسا على عقب، وفق تعبيره.

والخيار الثالث يتمثل في فرض حظر طيران في جميع الأجواء السورية، أما الرابع فهو تطبيق الحملة العسكرية التي نفذت في ليبيا من حظر طيران وشن هجمات جوية.

وردا على سؤال عما ستبدو عليه سوريا إذا ما سقط الأسد، يتوقع العميد المنشق أن تغدو مثل العراق، مشيرا إلى أن السقوط المفاجئ لنظام استبدادي يفتح الباب أمام جميع أنواع المشاكل، منها الطائفية.

ولكنه أشار إلى أن الوضع سيكون بعد النظام أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ووصف السيناريوهات التي تتعلق بسيطرة الإخوان المسلمين أو القاعدة على سوريا بأنها مثيرة للسخرية، مؤكدا أن المعارضة في الداخل والخارج ستوحد صفوفها لإقامة دولة ديمقراطية وحرة.

المصدر : فورين بوليسي