لاجئون سوريون: القصف شامل وطائفي

Syrian refugees receive food and humanitarian aid from a Turkish relief agency at the northern Lebanese village of Wadi Khaled near the Lebanese-Syrian border, May 21, 2011. Syrians who fled for their lives from a security crackdown in the border town of Tel Kelakh say violence has hardened attitudes towards Syria's President Bashar al-Assad and unrest will not end until he steps down.
undefined

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن من وصفتهم بلاجئين سوريين من السنة فروا إلى منطقة البقاع اللبنانية، قولهم إن الحملة الحكومية أكثر شمولية وطائفية مما كان يتصوره الجميع، مشيرين إلى أن القصف يصل إلى مناطق وقرى نائية.

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن اللاجئين الذين فروا من بلدة القصير وما حولها بمحافظة حمص، شهادات وصفتها بأنها نادرة بشأن الاضطرابات غرب سوريا مع تصعيد القصف الحكومي لتلك المناطق.

وقال اللاجئون إن الحكومة أدركت على ما يبدو أنها عندما تدحر الثوار من معاقلهم مثل بابا عمرو بحمص، فإن مقاتلي المعارضة والمحتجين يعيدون تجميع أنفسهم في مناطق سنية أخرى.

ونتيجة لذلك -يتابع اللاجئون- فإنهم يعتقدون بأن الحكومة لا تستهدف المدن الكبيرة والثائرة، وحسب بل البلدات والقرى التي لم يكن ينظر إليها على أنها مركز للانتفاضة التي تجاوزت العام.

وتقول نيويورك تايمز إن اللاجئين يرسمون صورة للوضع في غرب سوريا تفوق ما وُصف في السابق من حصار للمنطقة وامتداد للاحتجاجات فيها.

اللاجئون السوريون يشعرون أنهم مهددون باعتبارهم سنة، وأكد البعض منهم أنهم رأوا الجيش النظامي وهو يقدم البنادق للمواطنين بالقرى العلوية المجاورة الذين أطلقوا النار على جيرانهم

سياسة التشريد والتسليح
وتنقل عن العسكري السابق أبو منذر (59 عاما)  من قرية المزاريا، قوله إن "الجيش يصبو إلى تشريد الناس لإبعادهم عن الاحتجاجات" ويضيف "فإذا ما قتل الناس أو شردوا فلن يكون هناك من يحتج".

ويقول اللاجئون بالبقاع اللبناني الذي يضم طبقا لتقديرات أممية نحو ستة آلاف لاجئ، إنهم يشعرون أنهم مهددون باعتبارهم سنة، وأكد البعض منهم أنهم رأوا الجيش وهو يقدم البنادق للمواطنين بالقرى العلوية المجاورة الذين أطلقوا النار على جيرانهم.

وتشير الصحيفة إلى أن تلك الأنباء وردت في تقارير ناشطين من الداخل تم التواصل معهم عبر الهاتف والرسائل البريدية، تتحدث عن النزوح على أساس طائفي.

ويصف اللاجئون أيضا كيف أن الحكومة صعدت حملتها حتى في قرى غير معروفة وبعيدة مثل القصير، فأغلقت المدارس والمتاجر واستمر القصف، وبات الناس يخشون الخروج بسبب القصف والقناصة، ويعتقدون بأن سكان أربع قرى (ربلة وزهرة وجوسيه والمزاريا) قد فروا إلى دول أخرى أو مناطق أخرى داخل البلاد.

وتقول أم ناصر (34 عاما) إن 15 من عائلتها في قرية جوسيه تعرضوا قبل أسبوعين لقصف القوات الحكومية من قبل جيرانهم العلويين بقرية حاصبيا عندما حاولوا مغادرة منزلهم.

أما والدتها أم خالد (65 عاما) فتقول إنها شاهدت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول القوات الحكومية وهي تضع البنادق على الأرض ومن ثم توزعها على المواطنين العلويين.

من جانبها لم تستطع أم ناصر أن تفسر ذلك، ولكنها أكدت أن العديد من قرية جوسيه تعرضوا الشهر الفائت لإطلاق نار من قبل سكان حاصبيا، وقالت "نحن نعرفهم، فقد كنا نعيش جنبا إلى جنب يوما ما".

ويشير اللاجئون إلى أن العديد من السوريين يخشون العبور إلى لبنان حيث يعتقدون أن الجيش يقف إلى جانب سوريا، فيفضلون الفرار إلى مناطق أخرى داخل البلاد، وقد أقرت منظمة الصليب الأحمر هذا الشهر بوجود نحو مائتي ألف نازح داخل البلاد.

المصدر : نيويورك تايمز