فيسك: التنظيف ينذر بقتل جماعي بسوريا

A handout picture released by Local coordination Committees in Syria (LCC Syria) on February 25, 2012 shows the body of men wrapped in shrouds ready for burial,  killed in the flashpoint city of Homs, purportedly during the bombardment of the city.
undefined

علق الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك على تعبير "تنظيف" الذي تستخدمه السلطات السورية لدى هجومها على مدينة حمص، قائلا إن هذا التعبير تقشعر له الأبدان، ولا سيما أنه عادة ما يسبق الكثير من القتل.

ودلل على ذلك في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت باستخدام الإسرائيليين لمرادف ذلك التعبير بالإنجليزية عندما اجتاحوا لبنان عام 1982، وسقط أكثر من 17500.

وهو ما تكرر قبل ذلك بخمسة أشهر، عندما اجتاحت القوات السورية حماة (إلى الشمال من حمص) وسقط ما بين عشرة آلاف و15 ألفا.

ويشير فيسك إلى أن السلطات السورية قالت حينها إنها تفتش المنطقة وتحقق، وكانت الكلمة المستخدمة "البحث". ويقول إن تلك الكلمة بمثابة حلاوة الكلام الذي تستخدمها الجيوش عندما تعتزم التخلي عن الحقوق الإنسانية.

فالبريطانيون استخدموا كلمة "تمشيط" في الحرب العالمية الثانية، فسقط نحو ستين مليونا، وكذلك فعل الروس.

كما استخدم الألمان كلمة "تطهير" اليهود بالشوارع عام 1944، وهي الكلمة التي استخدمها اللواء ستروب يورغن في تقرير الشرطة حين قتل خمسين ألفا، كما يقول فيسك.

ويخلص الكاتب البريطاني إلى أن التنظيف والبحث والتمشيط والتطهير كلمات تعبر عن قتل جماعي معفي من المسؤولية.

ويعلق على ما هدد به مسؤول سوري من أن "شهر الحسم" قد بدأ، قائلا إن كل شهر في سوريا كان شهر حسم، ولكن ذلك امتد إلى عام حتى الآن.

ويذكر الكاتب بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحدث عن "شهر الحسم" في الحرب مع إيران، ولكن تلك الحرب امتدت ثماني سنوات، وقتل فيها نحو مليون ونصف المليون.

ويختم فيسك بالقول: للأسف، إن جميع العطور العربية لن تجمل تلك الأيدي المتورطة في عمليات القتل.

المصدر : إندبندنت