صحيفة: لا مهرب من الشرق الأوسط

كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الـجمعية العامة للأمم الـمتحدة
undefined

الأحداث الأخيرة بالشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان تشير إلى أن الرئيس الأميركي القادم سواء كان باراك أوباما أو مت رومني سيواجه مشكلات صعبة ومربكة في هذه المنطقة، وكلما طالت فترة إبعاده أميركا عن دورها المتوقع كقائدة وموجهة للأحداث هناك تفاقمت تلك المشكلات.

هذا ما خلصت إليه صحيفة واشنطن بوست في مقال نشرته اليوم بعنوان "لا مهرب من الشرق الأوسط" كتبه فريد هيات.

قال هيات إن أوباما وفي بداية فترة رئاسته وقبل أن يولي اهتمامه للمناطق والقضايا التي يعتقد أنه ينبغي أن تكون لها الأولوية في سياسته الخارجية، شعر بضرورة إصلاح الخراب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الذي أورثه له سلفه جورج دبليو بوش.

وأضاف بأنه إذا اُعيد انتخاب أوباما للرئاسة، ربما يواجه وضعا مماثلا في فترته الثانية.

قوس الصراع
واستعرض الكاتب بعض التطورات البارزة فيما أسماه "قوس الصراع" منذ أن أعلنت إدارة أوباما عام 2011 خفضا ضمنيا لأهمية الشرق الأوسط ورفعا لشرق آسيا في سياستها الخارجية.

وأشار المقال في استعراضه لأبرز التطورات إلى مقتل سفير أميركي لأول مرة خلال أكثر من عشرين سنة، وانبعاث تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا بسبب تسرب السلاح والمقاتلين من ليبيا، وحرب أهلية بسوريا أودت بحياة أكثر من ثلاثين ألف شخص وتسببت بنزوح أكثر من مليون واجتذبت "إسلاميين متطرفين" لسوريا وأججت خصومات طائفية وتطلعات انفصالية كردية تهدد بعدم استقرار في كل من لبنان، والعراق، والأردن وتركيا.

إسرائيل
واستمر في استعراضه ليقول إن علاقات إسرائيل الأهم بالمنطقة وهي سلامها البارد مع مصر وصداقتها التي كانت حارة مع تركيا قد تدهورت. كما أن السلام الفلسطيني الإسرائيلي يبدو الآن أبعد من أي وقت مضى، بينما توقفت المصالحة بين قسمي فلسطين.    

وكان سبتمبر/أيلول أكثر الشهور دماء خلال عامين في العراق.

وفي أفغانستان تخلى المسؤولون الأميركيون عن أحد الأهداف الرئيسية لإستراتيجية الانسحاب من هناك، أي التسوية بعد المفاوضات مع حركة طالبان، كما قُتل أكثر من خمسين جنديا أميركيا هذا العام على أيدي حلفاء مفترضين بالجيش والشرطة الأفغانيين.

والمفاوضات مع إيران توقفت بينما تسرع طهران في تنفيذ برنامجها النووي باتجاه إنتاج السلاح النووي.

والعلاقات مع باكستان النووية غير المستقرة أصبحت أصعب من أي وقت سابق.

ثم قال الكاتب إن أوباما لم يكن مخطئا في رغبته نقل التركيز والموارد الأميركية إلى منطقة المحيط الهادي نظرا للأهمية والحيوية الاقتصادية لبلدان مثل إندونيسيا وسنغافورة وكوريا مقارنة ببلدان مثل أفغانستان، واليمن أو الصومال -وفقا لمنطق أوباما- بالإضافة إلى أن الصين أصبحت أكثر تشددا وأن جيرانها يريدون وجودا أميركيا يمكن الاعتماد عليه حتى وإن كان متحفظا.

ليست حرة دائما
وذكر هيات أن الدولة التي لا غنى للعالم عنها -كما وصف أوباما أميركا- ليست حرة دائما في اختيار ما تهتم به من مناطق. وصراعات الشرق الأوسط ليست صراعات أميركا، لكنها صراعات لا تستطيع أميركا أن تتجاهلها.

وقال أيضا إن ذلك لا يعني أن على الولايات المتحدة أن ترسل قوات، لكنه يعني أن تكون على أهبة الاستعداد دائما لمساندة الديمقراطيين على سبيل المثال في مصر، وليبيا، والبحرين وتونس، أو تساعد المعارضة السورية لتنظيم وإعداد نفسها.

وأشار هيات إلى أن رومني حمّل أوباما مسؤولية كل المشاكل التي تحدث في المنطقة مثلما حملها أوباما لبوش. وقال "في الحقيقة، كل رئيس سيكون تحت رحمة الأحداث إلى حد ما، بغض النظر عن حكمة سياسته الخارجية، لكن أوباما جعل أميركا على الهامش أكثر من غيره".

وعلى أوباما أن يعي بألا مهرب من الشرق الأوسط.

المصدر : واشنطن بوست