عواصف سبتمبر لم تهدأ بعد 10 سنوات

قضايا وتحليلات/ احداث 11 سبتمبر وتداعياتها في الذكرى الثالثة

ظلال هجمات 11 سبتمبر ما زالت تخيم على أميركا بعد عشر سنوات

تواصل الصحف الأميركية حديثها عن آثار هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على المجتمع الأميركي وما خلفته في هذه السنوات العشر.

فقد كتب بول كروغمان مقالا بصحيفة نيويورك تايمز، قال فيه إن الأميركيين عرفوا يوم الجمعة الماضي رقمين جعلا الكل بواشنطن يقول "رباه، ماذا فعلنا؟" والرقمان هما صفر ويشير إلى عدم توفر أي وظيفة بأميركا في أغسطس/ آب الماضي، ورقم 2، وهي نسبة الفائدة على سندات الخزينة الأميركية مستحقة السداد بعد عشر سنوات وهي تكاد أن تكون أوطأ نسبة في التاريخ الأميركي.

محاولة أميركا إحداث تغيير بالعالم الإسلامي كلفت تريليونات الدولارات وآلاف الضحايا

وقال الكاتب إن هذين الرقمين يصرخان بقوة، ويشيران إلى وقوع أشياء سيئة ذات نتائج كارثية.

وأضاف يقول إنه من المفيد الإجابة عن ثلاثة أسئلة وهي: ماذا نستطيع عمله لإنشاء وظائف؟ وماذا سيفعل الجمهوريون بالكونغرس؟ وماذا يمكن للرئيس أن يقترح بناء على هذا الواقع السياسي؟

ولحل المشكلة، بدأ بالسؤال الأول فقال إنه على الحكومة الفيدرالية عمل الكثير من أجل الإنفاق لإنشاء وظائف، أما السؤال الثاني فهو مدى قبول الجمهوريين. وقال إنه يائس منهم لأنهم يعارضون كل ما يقترحه الرئيس باراك أوباما حتى لو كان سيساعد الاقتصاد، لذا ستكون الإجابة عن السؤال الثالث صعبة.


غيوم الهجمات
أما الكاتب روس دوذات فقال بالصحيفة ذاتها إن بن لادن مات وكذلك صدام حسين وأبو مصعب الزرقاوي وكثير من عناصر القاعدة، والرئيس السابق جورج بوش في منزله، وديك تشيني مشغول بجولة كتابه، وحتى الجنرال بترايوس ترك لباسه العسكري وتولى وظيفة مدنية على رأس الاستخبارات المركزية، لكن الأميركيين مازالوا يعيشون أجواء 11 سبتمبر/ أيلول.

ورغم تغير الأسماء والوجوه، فالسياسة الخارجية الأميركية ما زالت تعتمد النهج الذي وضعه قادة البيت الأبيض في الأسبوع الذي تلا سقوط البرجين، كما أن الأهداف ما زالت ثابتة ولم تتغير.

وقال إن إدارة بوش اعتمدت تكتيكين وهما محاربة الإرهاب وما تبع ذلك من تحقيقات واتهامات واعتقالات واغتيالات، والثاني التأكيد على أن الأمن القومي الأميركي بحاجة لترويج الديمقراطية في العالم الإسلامي بقوة السلاح إذا تطلب الأمر.

وأوضح الكاتب أن هذين النهجين أنتجا أكثر السياسات تناقضا في إدارة بوش، وهما إنشاء معتقل غوانتانامو وغزو العراق. وقال إن هذا ظل مستمرا في عهد أوباما، فأميركا ما زالت تحارب الجماعات الإرهابية والاعتقال صار مفتوح الأجل، وهجمات الطائرات بدون طيار لا تتوقف. كما أن عهد أوباما شهد تغير النظام في ليبيا، واحتمال تكريس بقاء الجنود الأميركيين في العراق.

أما على الصعيد الإستراتيجي فقال الكاتب إنه من الصعب جدا القول إن الوضع الجيوسياسي لأميركا صار اليوم أقوى مما كان عليه قبل عشر سنوات، فالهيمنة الأميركية التي تلت نهاية الحرب الباردة لم تستمر طويلا بظهور منافسين جدد، ومحاولة أميركا إحداث تغيير في العالم الإسلامي كلفت تريليونات الدولارات وآلاف الضحايا، ثم تساءل قائلا: ماذا ربحت أميركا؟ وأجاب: عراق محرر تحت النفوذ الإيراني، وخسائر لا تتوقف في أفغانستان، وربيع عربي يهدد بإحداث تغييرات نتيجتها محاصرة إسرائيل بقوى معادية.

الحرب على الإرهاب

ثلاثة تريليونات دولار كان يمكن أن تفعل الكثير للبنية التحتية في أميركا، ولو ترك جزء منها في جيوب دافعي الضرائب لكانت لها نتائج أفضل

أما مجلة سليت فنشرت مقالا للكاتبة آن آبلبوم قالت فيه إن أميركا ارتكبت أفدح خطأ عندما أدت الحرب على الإرهاب إلى تدمير الاقتصاد الأميركي، فشنت حربين على أفغانستان والعراق، وهجمات مضادة للإرهاب في الفلبين واليمن، ووفق التقديرات كان الإنفاق ثلاثة آلاف مليار دولار. كما أن الولايات المتحدة فشلت مع الصين التي بدلا من أن تكون قوة تجارية أصبحت قوة سياسية طموحة، وفي العالم العربي وقفت أميركا إلى جانب حكام ديكتاتوريين اعتقدت أنهم سيساعدونها ضد الإسلاميين، رغم أن تطرف الإسلاميين هو نتيجة استبداد أمثال أولئك الحكام، والنتيجة هي أن ما يجري في مصر وتونس يشرح جزءا من هذه السياسة الأميركية.

وعلى الصعيد الداخلي، قالت الكاتبة إن مبلغ ثلاثة تريليونات دولار كان يمكن أن يفعل الكثير للبنية التحتية في أميركا، ولو ترك جزء منه في جيوب دافعي الضرائب لكانت له نتائج أفضل.

المصدر : نيويورك تايمز + واشنطن بوست