أوباما بين الإسلاميين والربيع العربي

US President Barack Obama announces on October 21, 2011, at the White House in Washington, DC, the end to US military operations in Iraq. Obama announced Friday that he will withdraw all US forces from Iraq by the end of the year, nearly nine years after the US invasion and after more than 4,400 US deaths. AFP PHOTO/Jim WATSON

عمل أوباما اليوم هو إدارة انهيار أميركا، حسب الكاتب المحافظ جيفري كونر (الفرنسية-أرشيف)

اتهم الكاتب المحافظ جيفري كونر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقوية المتشددين الإسلاميين في العالم العربي، وقال إنه يقود موجة انحدار أميركا والصعود السريع للجهاديين المسلمين.

التحرك الشعبي في العالم العربي أدى إلى نجاح الأصوليين الإسلاميين في استغلال غضب الشارع من الفساد وأنظمة التسلط كحصان طروادة لنشر التطرف

وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة واشنطن تايمز أن الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحول إلى شتاء إسلامي خلافا لمزاعم إدارة أوباما، فالتحرك الشعبي في العالم العربي لم يؤد إلى ميلاد الحرية من جديد وما يعنيه ذلك من ازدهار الديمقراطيات الليبرالية في البلدان العربية، بل إلى نجاح الأصوليين الإسلاميين في استغلال غضب الشارع من الفساد وأنظمة التسلط كحصان طروادة لنشر التطرف.

وقال الكاتب إن حزبا إسلاميا في تونس (حركة النهضة) يملك روابط أيديولوجية مع الإخوان المسلمين في مصر يقترب من الفوز بالانتخابات، وهدفه هو القضاء على التقاليد العلمانية الموروثة عن فرنسا، وتأسيس نظام ديني إسلامي، تعتمد أسسه على منع الخمور وإرغام النساء على ارتداء الحجاب وتطبيق الشريعة، أما النساء غير المسلمات فسيعاملن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية.

وأضاف الكاتب أن مصر ستشهد بدورها انتخابات مماثلة في الشهر القادم، ويتوقع فوز الإخوان المسلمين بأكبر عدد من المقاعد، وهدف هذه الجماعة هو إعادة الخلافة وجعل القاهرة مركزا لسلطة رجال الدين الأصوليين، والسياسة الخارجية للإخوان مبنية على كره إسرائيل وأميركا، خاصة أن سيناء أصبحت وكرا للإرهابيين ومنطلقا لمهاجمة إسرائيل.

ويضيف أنه ومنذ سقوط مبارك قتل المسلمون عددا من الأقباط وهدموا عدة كنائس، ولم يبق في مصر سوى ثمانية ملايين قبطي، وتنظر إليهم جماعة الإخوان على أنهم يشكلون خطرا على مصر، ولهذا فإن مصر قد تكون على حافة حرب أهلية، ومع ذلك يبقى أوباما ساكتا أمام الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط.

وفيما يتعلق بليبيا قال الكاتب إن أوباما دعم الثوار الذين حاربوا القذافي الذي كان طاغية ولا يستحق أن تُذرف عليه دمعة واحدة، لكن السؤال هو: ماذا بعد القذافي؟ لأن سياسة أوباما والناتو اعتمدت على تسليح وتدريب الإسلاميين الليبيين الذين كان معظمهم في العراق وأفغانستان يقتلون الجنود الأميركيين، بل إن بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، كما أن هؤلاء المسلحين أغاروا على مخازن سلاح القذافي واستولوا على نحو 20 ألف صاروخ أرض-جو، بعضها في الطريق لحركة حماس، وربما سيستخدم بعضها في إسقاط طائرات تجارية أميركية.

وانتقد الكاتب الحكومة الانتقالية الليبية، وقال إن إدارة أوباما تصر على تكرار أنها معتدلة ومؤيدة للديمقراطية، لكنها أعلنت أنها ستحكم ليبيا وفق الشريعة الإسلامية، وأباحت تعدد الزوجات ومنعت الفوائد البنكية، وهذا يعني أن هلال المسلمين في الطريق.

سياسة أوباما والناتو اعتمدت على تسليح وتدريب الإسلاميين الليبيين الذين كان معظمهم في العراق وأفغانستان يقتلون الجنود الأميركيين

وعرج الكاتب على العراق فقال إنه أكبر فشل لأوباما، فهو أمر بسحب الجنود كما وعد في حملته الانتخابية ولن يترك سوى 150 جنديا لحماية السفارة الأميركية، وهذه خيانة لـ4400 جندي أميركي سقطوا، بالإضافة إلى الآلاف الذين تشوهوا أو أصيبوا بالشلل، كما أن الانسحاب سيترك فراغا تترصده إيران وتسعى لملئه، كما أن العراق قد يغرق في صراع طوائفه العرقية والدينية، وملالي إيران بصدد تصدير ثورتهم الشيعية ولو مع خطر تدمير سنة العراق وأكراده، وهذا رغم أن دماء الأميركيين سالت من أجل عراق مقرب من الغرب وليس عراقا بيد إيران الشيعية.

وقال الكاتب إن جنرالات أميركيين حذروا من أن الانسحاب المستعجل سيقلب كل المكاسب التي تحققت بعد 2007، لهذا طلبوا إبقاء 10 آلاف جندي على الأقل.

وختم الكاتب بقوله إن ملالي إيران هم الذين فازوا، فبعد حصولها على القنبلة النووية ستبتز طهران جيرانها وتسيطر على المنطقة وتضع يدها على أكبر مصادر النفط العالمية.

وقال الكاتب إن حكام أميركا اليوم يشبهون أباطرة روما عشية سقوطها، فهم لم يروا الخطر الذي كان يمثله البرابرة، لهذا فإن عمل أوباما اليوم هو إدارة انهيار أميركا، أما ترحيبه بالربيع العربي فليس سوى تمويه يخفي الحقيقة المرة، وهي أن الإسلاميين قادمون ويهددون الحرية في كل مكان يمرون به.

المصدر : واشنطن تايمز