الفساد بالعراق يلتهم حواسيب المدارس

r_Students stand and greet their teacher on the first day of school in Baghdad September 30, 2007. For children in Iraq, the start of the new academic year on Sunday was

undefined
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الفساد في العراق استشرى حتى أن شحنتين تحتويان على حواسيب محمولة كانت الولايات المتحدة قد أرسلتها هدية لتلاميذ المدارس في مدينة بابل، اختفت قبل أن تصل إلى أصحابها.

ومع أن الشحنتين اللتين وصلتا ميناء أم قصر في فبراير/شباط الماضي كانتا صغيرتين، فإنهما كانتا تمثلان جانبا هاماً –كما تقول الصحيفة- في إطار الحملة العسكرية الأميركية التي أطلقتها الولايات المتحدة لخطب ود العراقيين.

وتضيف الصحيفة في تقرير استقصائي نشرته اليوم أن تلك الحواسيب البالغ عددها 8080 في مجملها، اشترتها الولايات المتحدة بمبلغ 1.8 مليون دولار هدية من دافعي الضرائب الأميركيين لتلاميذ مدارس بابل.

لكن الشحنة ظلت قابعة لأشهر في جمارك ميناء أم قصر بجنوب العراق إما بسبب البيرقراطية أو الفساد أو أحيانا الاثنين معاً، قبل أن تختفي.

وقد استشاط القائد العسكري في جنوب العراق اللواء فينسنت بروكس غضبا من اختفاء الحواسيب المحمولة، فالضحايا هم الأطفال العراقيون ودافعو الضرائب الأميركيون حتى وإن لم يُعرف للمذنبين مكان.

وقد أصدر اللواء بروكس بيانا تضمن تقريعا لاذعا ونادرا للحكومة العراقية التي كانت الولايات المتحدة تتطلع إلى التعامل معها كصنوٍ وشريك إستراتيجي سيتحسن مع الأيام رغم ما قد يشوبه من عيوب، على حد تعبير الصحيفة.

وطالب القائد العسكري الأميركي في بيانه بضرورة إجراء تحقيق في تصرفات مسؤول كبير بميناء أم قصر "الذي لم تُعرف هويته حتى الآن".

وقد أدى الكشف عن هذه القصة إلى إحراج حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تلقى أنباءها في العناوين البارزة في الصحف على مضض بينما هو يخوض غمار معركة سياسية طال أمدها للظفر بولاية ثانية.

كما أن الحادثة أوقعت سفارة الولايات المتحدة في مأزق، فدبلوماسيوها في بغداد وجدوا أنفسهم مرغمين على التعامل بكياسة مع "سوء أعمال" حكومة "ديمقراطية اسماً جاءت بها القوة العسكرية الأميركية إلى سدة السلطة".

وكانت الحواسيب المحمولة قد وصلت الميناء في شحنتين بتاريخ 20 و23 فبراير/شباط الماضي. وقد أدرج اسم ميناء أم قصر عن طريق الخطأ كجهة مقصودة في مستندات الشحن الأصلية بدلا من بابل، وهو ما أثار بلبلة.

وبحلول أبريل/نيسان الماضي، كان الجيش الأميركي يتعقب الشحنتين وسعى مراراً لتخليصهما عبر الجمارك ونقلهما إلى بابل.

وفي أغسطس/آب الماضي باع العراقيون 4200 جهاز منها في المزاد العلني نظير 45700 دولار. أما مصير بقية الأجهزة فغير معلوم، كما تقول نيويورك تايمز.

المصدر : نيويورك تايمز