هل ينفرط التحالف الأميركي الأوروبي؟

A French soldier of the 21st RIMA uses his rifle scope while on patrol in a market of Showal town in the Nad-e-Ali district of southern Afghanistan's Helmand province on February 25, 2010.

الكاتب يعتبر أن الانضمام للقتال في أفغانستان معيار للتحالف بين أميركا وأوروبا قصر نظر (الفرنسية-أرشيف)

انتقد دانيال كورسكي -أحد كبار الأعضاء السياسيين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- ما وصفه بالأصوات التي تعلو في الولايات المتحدة للنيل من شأن الأوروبيين واتخاذهم المشاركة في القتال بأفغانستان معيارا للتحالف بين أوروبا وأميركا.

جاء ذلك في مقالة بمجلة فورين بوليسي رد فيها على مقال كتبه أندرو باسيفيتش طالب فيه أميركا بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتركه للأوروبيين.

وقال كورسكي إن باسيفيتش غفل عن نقطة أساسية وهي أن كلا من الولايات المتحدة والأوروبيين يعتبرون أفضل الحلفاء لبعضهم البعض فلديهم نفس التقاليد والقيم ولديهم سجل حافل طويل من التعاون فيما بينهم ولكن كليهما يشتركان في كونهما قوى متراجعة.

"
أميركا وأوروبا يمكنهما إن عملتا يدا بيد أن تتغلبا على تراجعهما في حين تتعرضان كلتاهما للخطر إن مضت كل منهما في سبيلها
"

وإحصائيا، فإن أوروبا كانت تشكل ربع سكان العالم في العام 1900 وتراجعت النسبة إلى 15% في العام 1950 وباتت اليوم تشكل 7% فقط من سكان العالم ومن المتوقع أن تتراجع النسبة إلى 5% بحلول العام 2050.

ورغم أن التراجع الأميركي ليس بنفس الحدة فإن بروز الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين والبرازيل سيهمش الاقتصاد الأميركي ويحد من قيمته برغم "المكابرة من قبل الجمهوريين الأميركيين والأوروبيين الرومانسيين الذين ما زالوا أسرى أساطير القوة الغربية التي لا حدود لها".

ويضيف الكاتب أن تلك الحقيقة المريرة مثيرة للإحباط ولكن يجب أن تكون الحقائق الفعلية وليس عدد القوات الأوروبية في أفغانستان هو من يحدد طبيعة النقاش بشأن العلاقات بين جناحي الأطلسي ومستقبل الناتو.

ووصف اعتبار رغبة الحلفاء للانضمام إلى الناتو لقتال طالبان في أفغانستان معيارا للتحالف بأنه قصر نظر ولا سيما أن القوات الأميركية والأوروبية ستعود إلى بلادها يوما ما من أفغانستان.

وقد سبق لرئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون في العام 1966 أن رفض إرسال قوات بريطانية للمشاركة في حرب فيتنام ومع ذلك لم ينفرط عقد التحالف بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

وخلص الكاتب إلى أن أميركا وأوروبا يمكنهما إن عملتا يدا بيد أن تتغلبا على تراجعهما في حين تتعرضان كلتاهما للخطر إن مضت كل منهما في سبيلها.

المصدر : فورين بوليسي