قلق وترقب في الإمارات

A camel yawns on Jumeirah's popular tourist beach in front of tower blocks in Dubai, November 28, 2009. World leaders expressed confidence in the global economic recovery

محللون: التعهد بإضافة أموال لدعم بنوك دبي ربما لا يكون كافيا للحد من انتقال القلق إلى دول ومؤسسات أخرى (رويترز-أرشيف)

قالت الإمارات العربية المتحدة أمس إنها ستسعى إلى إقراض البنوك العاملة في دبي وسط مخاوف بشأن الإفراط في الإقراض حول العالم، حسب صحيفة نيويورك تايمز التي تطرقت إلى العلاقة بين دبي وأبو ظبي.

وأشارت نيويورك تايمز الأميركية إلى أن تلك الخطوة من البنك المركزي الإماراتي جاءت لتفادي أزمة ثقة شبيهة بتلك التي جمدت الأسواق الائتمانية العام الماضي وجلبت الاقتصاد العالمي إلى حافة الفشل، مهددة بخروج مليارات صناديق التحوط التي كان يفترض بها أن تكون من الاستثمارات الآمنة.

وسيراقب المسؤولون الحكوميون والبنوك المركزية في مختلف أرجاء العالم مؤشرات مدى انتشار أو احتواء المخاوف مع افتتاح الأسواق في أوروبا ونيويورك.

كما أنهم يتطلعون لرؤية ما إذا كان المستثمرون سيشرعون في سحب أموالهم ليس من الشركات والمصارف ذات صلة بدبي وحسب، بل من الدول التي تستدين بما يفوق طاقتها على التسديد.

وانسحب المسثمرون الأسبوع الماضي من أسهم البنوك التي قدمت قروضا لدبي العالمية التي تعد الذراع الاستثمارية للإمارة، ويترقب المحللون ما إذا كان المستثمرون سيهجرون الشركات المدينة الأخرى أم لا.

وقالت نيويورك تايمز "رغم أن شركة دبي العالمية أكبر من أن تفضي إلى تداعيات مالية خارج الشرق الأوسط، فإن القلق الوحيد هو أن المستثمرين قد يغادرون الأسواق ذات المخاطر العالية بحثا عن ملاذات أكثر أمنا لأموالهم".

وتعليقا على الخطوة الإماراتية التي تشبه خطط الإنقاذ الأميركية وإن كانت على مستوى أقل، أعرب المحللون عن قلقهم من أن التعهد بإضافة أموال لدعم بنوك دبي ربما لا يكون كافيا للحد من انتقال القلق إلى دول ومؤسسات أخرى.

وحسب تحليل صدر عن غودلدمان ساكس أمس، فإن فشل السلطات الاتحادية في توفير غطاء لديون دبي أظهر أن الحكومات على مستوى العالم ككل أقل استعدادا لإنقاذ الشركات المعتلة ومستثمريها.

فقد كتب فرايسيسكو غارزازيللي، وهو محلل تابع لغولدمان في لندن، يقول إن "هذا الحدث يذكرنا بأن التمويل الحكومي الطارئ يجب ألا يؤخذ على أنه أمر مفروغ منه".

وتشير الصحيفة هنا إلى أن مدى مساهمة الشقيقة أبو ظبي الغنية بالنفط في ضمان ديون دبي سيؤثر على نظرة المستثمرين تجاه العديد من الشركات التي كان يعتقد في السابق أنها تحظى بدعم ضمني من الحكومات.

توتر بين الشقيقتين

الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم حاكم دبي  (الفرنسية)
الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم حاكم دبي  (الفرنسية)

وفي مقام آخر أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن أزمة دبي تلقي بظلالها على العلاقة المعقدة بين دبي وشقيقتها أبو ظبي.

وذكرت الصحيفة أن العديد من الناس نظروا إلى قيام رئيس دولة الامارات وحاكم  أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بوضع يده في معرض أبو ظبي للطيران فوق يد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أنه مؤشر على استعداد الأول لرعاية دبي.

ولكن السؤال الذي طرحته نيويورك تايمز هو هل ذلك يعني أن أبو ظبي ستستخدم ثروتها لإنقاذ دبي؟

وقالت إن التوتر بين الشقيقتين كبير، ولكن عندما طرح أحد المراسلين سؤالا حول التوتر قال حاكم أبو ظبي "اصمت".

ومع ذلك، تتابع الصحيفة، أذكت أزمة الديون التي طفت على السطح الأسبوع الماضي التكهنات بأن أبو ظبي قد تفرض شروطا على أي عملية إنقاذ، بما فيها الحصول على حصة في مشاريع دبي البارزة مثل خطوط الإمارات الجوية، وهو ما نفاه مسؤولون إماراتيون.

وكان المصرف المركزي الإماراتي قد أعلن الأحد عن نيته الوقوف خلف البنوك المحلية والأجنبية العاملة في الإمارات دون ذكر لشركة دبي العالمية على وجه الخصوص التي تصل مديونيتها إلى 59 مليار دولار.

ويقول محللون إن الإعلان لن يكون كافيا لتبديد المخاوف من أن حكومة دبي قد تعجز عن تسديد ديونها السيادية.

وتلفت الصحيفة إلى أن العديد من المواطنين في دبي يميلون إلى دحض الحديث عن التوتر بين الإمارات، وأكدوا أنهم ليسوا قلقين على مستقبل بلادهم.

المصدر : نيويورك تايمز