تصريحات بوش مضللة

أيقونة الصحافة البريطانية

وصفت الصحف البريطانية اليوم الخميس تصريحات بوش الأخيرة بأنها مضللة، وتحدثت عن بوادر التصدع في ائتلاف الراغبين في غزو العراق معرجة على اتهامات أميركية تفيد بأن السياسة البريطانية هي التي خلقت أزمة أمنية في البصرة.

"
مقارنة بوش بين حرب فيتنام والعراق لإقصاء فكرة الانسحاب من العراق في القريب العاجل، لهي بالتأكيد إشارة تدلل على الإحباط الذي يلف البيت الأبيض
"
ذي إندبندنت

الائتلاف الزائل
وتعليقا على تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش الذي استحضر فيها حرب فيتنام وتبعات الانسحاب القوات الأميركية منها، قالت ذي إندبندنت تحت عنوان "الائتلاف الزائل" إن استحضار طيف فيتنام جاء لأول مرة وسط الإعلان عن مقتل 15 أميركيا وتنامي الأدلة بأن الائتلاف الذي غزا العراق قبل أربع سنوات بدأ يتبعثر بشكل لا يمكن إصلاحه.

ومع اقتراب حصيلة القتلى الأميركيين من 3722، انخرط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حرب ساخطة من الكلمات مع منتقديه في واشنطن.

"ووسط الفوضى العارمة" تعهد بوش المعزول بالقتال حتى النصر، وقالت الصحيفة إنه يسعى بذلك إلى تخفيف التوتر الذي نشب مع المالكي الذي هدد بإيجاد أصدقاء آخرين بعد أن ألمح الأميركيون بتنحيته.

إحباط البيت الأبيض
وتحت عنوان "أعراض سيغون" علقت ذي غارديان في افتتاحيتها على خطاب بوش، وقالت إن مقارنته بين حرب فيتنام والعراق لإقصاء فكرة الانسحاب من العراق في القريب العاجل، لهي بالتأكيد إشارة تدلل على الإحباط الذي يلف البيت الأبيض.

ومضت تقول إن بوش كان في حقيقة الأمر يحث الأميركيين على التحلي بالصبر بشأن العراق، معتبرة وجهة نظره للانسحاب الأميركي من فيتنام في غاية الغرابة "لأنه لم يكن انسحابا بل تدخلا في كمبوديا الجارة مما أدى إلى خلق ميادين القتال".

وأشارت الصحيفة إلى أن مقارنة بوش بين اليابان عام 1945 والعراق اليوم لا تجدي نفعا بل مضللة، لاسيما وأن الاحتلال الأميركي لليابان الذي دام حتى 1952 جاء بعد حرب وليس عقب غزو قام على مزاعم خاطئة، وقد تم السماح أيضا للإمبراطور هيروهيتو بالبقاء رئيسا لبلاد موحدة، وليست غارقة في صراعات قوية كما يجري في العراق.

ثم تساءلت ذي غارديان عن إصراره على عدم الانسحاب قبل إنجاز العمل، قائلة "كيف يمكن بالضبط إنجاز هذا العمل؟".

الحرب على الجبهة الداخلية
وفي هذا الصدد أيضا كتبت تايمز افتتاحيتها تحت عنوان "العراق وفيتنام" تقول إن بوش يذهب بالحرب إلى الجبهة الداخلية، واصفة تصريحاته الأخيرة حول الاتعاظ من دروس حرب فيتنام بأنها في غاية الجرأة.

وأوضحت الصحيفة أن السياسيين قلما يبرزون شبح فيتنام، ولكن بوش فعل ذلك لأن الرأي العام الأميركي هو الذي عجل بالانسحاب من فيتنام، وقد يلعب نفس الدور في العراق إذا لم يطالبه بالتحلي بمزيد من الصبر.

ورأت في الختام أن العراق في حاجة إلى زيادة عاجلة في المجال العسكري لتعزيز التقدم الذي يطرأ ببطء شديد "ولكن السياسات العراقية فاسدة بسبب غياب الثقة".

أما الزيادة السياسية -حسب تايمز– فيجب أن تأتي عبر المصالحة على المستوى المحلي والثورة الشعبية ضد العنف، مشيرة إلى أن كل ذلك ممكن لو أن الأميركيين ينصتون إلى هذه الرسالة.

السياسة البريطانية هي السبب

"
السياسة البريطانية هي التي حولت البصرة إلى مدينة لعصابات الحرب
"
كين/ديلي تلغراف

قالت ديلي تلغراف إن أول إشارة حقيقية على التوتر بين رئيس الحكومة غوردون براون والرئيس الأميركي بشأن العراق، ظهرت في تصريحات جنرال أميركي قال فيها إن الانسحاب البريطاني خلق أزمة أمنية حقيقية في الجنوب.

وذكر الجنرال جاك كين -مهندس زيادة القوات الأميركية بالعراق وهو مقرب من البيت الأبيض- للصحيفة أن سياسة لندن هي التي حولت البصرة إلى مدينة لعصابات الحرب.

وأضاف "أعتقد أن ما حدث هو أن المتمردين يعرفون أن أعداد الجنود البريطانيين في تراجع، ويرون أن طبيعة العمليات بدأت تتغير".

المصدر : الصحافة البريطانية