الفقر لا يكفي لتفسير تفجيرات الجزائر

أيقونة الصحافة الجزائرية

أحمد روابة-الجزائر
التفجيرات الانتحارية الأخيرة في الجزائر كانت أهم ما تناولته الصحف الجزائرية، فربطتها بالوضع البائس لشرائح واسعة من المجتمع، وإن لم تر ذلك مبررا كافيا لها. ورأى بعضها أن التفجيرات ستكون موضوع الحملة الانتخابية القادمة، دون أن يغفل سوء التفاهم بين الولايات المتحدة والجزائر.


"
على الدولة والمجتمع مسؤولية حماية الأجيال الناشئة من الفكر المدمر ألا وهو الانتحار، لأن غياب الحوار في المجتمع والأسرة وفي مؤسسات الدولة هو الذي يؤدي بالشباب إلى اليأس والتوجه إلى الفكر المتطرف والانغلاق
"
الشروق اليومي

مسؤولية الدولة والمجتمع
كتبت الشروق اليومي تقول إن الفقر والحرمان لا يمكن بأي حال أن يبررا العمليات الانتحارية، وذكرت أن دولا عديدة في العالم تغرق في الفقر مثل الهند وبنغلاديش ودول إفريقية، إلا أنها لم تسقط في دوامة الانتحار والتفجيرات المدمرة.

وتلقي الصحيفة على الدولة والمجتمع مسؤولية حماية الأجيال الناشئة من هذا الفكر المدمر ألا وهو الانتحار، لأن غياب الحوار في المجتمع والأسرة وفي مؤسسات الدولة هو الذي يؤدي بالشباب إلى اليأس والتوجه إلى الفكر المتطرف والانغلاق.

وتواصل الصحيفة بأن المطلوب هو معالجة مشاكل البطالة والتسرب المدرسي لقطع الطريق أمام مروجي هذا الفكر الذين يستغلون ضعف بعض الشرائح في المجتمع ليحولوها إلى آلة دمار وخراب.

وذهبت الوطن في نفس الاتجاه، إذ ترى أن الهدف الذي يرمي إليه مدبرو العمليات الانتحارية هو الدفع بالبلاد إلى دوامة الشك واليأس، مستغلين أزمات السكن والشغل وضعف القدرة الشرائية ومستوى المعيشة لدى أوساط شعبية واسعة.

وتقع على الدولة، كما تؤكد الصحيفة، مسؤولية حماية الشباب من الانخراط في هذا التيار.

وترى الوطن أن الفكر الذي ينبغي أن يغرس في أذهان أجيال المستقبل هو أن البلاد يمكن أن تحقق المستحيل بالعمل وحده وليس بالأفكار الهدامة والتطرف، وأنه علينا الشروع في العمل فورا لأن قطار العولمة لا ينتظر.

والمطلوب -في نظر الصحيفة- هو مواصلة الإصلاحات الاقتصادية، لجلب الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات المنتجة.

وتختم الوطن بأن العمليات الانتحارية الأخيرة أدت إلى تجنيد المواطنين وتصميم المجتمع على عدم الرضوخ لدوامة الانتحار والعنف التي يريد مدبرو العمليات دفع الجزائر إليها، وأثبتت أنه رغم الصعوبات والمشاكل فإن الخيارات الكبرى في المجتمع الجزائري إنما هي حول السلم الاجتماعي.


"
العمليات الانتحارية جاءت لتنقذ المرشحين من ورطة فراغ البرامج السياسية التي يعرضونها على الناخبين من أجل طلب أصواتهم
"
الخبر

موضوع للحملة
الخبر أشارت إلى الانتخابات التشريعية التي تقف على الأبواب، وذكرت في تعليقها اليومي أن موضوع التفجيرات الأخيرة سيكون لا محالة في قلب الحملة الانتخابية لدى مختلف الأحزاب والتيارات السياسية المتنافسة.

وترى الصحيفة أن العمليات الانتحارية جاءت لتنقذ المرشحين من ورطة فراغ البرامج السياسية التي يعرضونها على الناخبين من أجل طلب أصواتهم.

وأضافت أن الأحزاب السياسية الحاكمة والمتنافسة على مقاعد البرلمان لا تملك برامج خاصة بها وإنما تساند برنامج رئيس الجمهورية، وبالتالي فإنها لن تعرض حصيلة لعملها منذ خمس سنوات عهدة البرلمان.

ومن ثم تتوقع الخبر أن تستنفد الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة وقت الحملة الانتخابية في التعليق على التفجيرات الأخيرة.

وترجع الصحيفة هذا الوضع إلى غياب فصل حقيقي بين السلطات في البلاد، بين مؤسسة الرئاسة والحكومة وبين الحكومة والبرلمان، وهو ما جعل الخلط في المهام والصلاحيات والمسؤوليات.


سوء تفاهم
ليبرتي أشارت من جهتها إلى وجود تباين في وجهة النظر بين الجزائر وواشنطن بشأن مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن ذلك ظهر في تعامل السفارة الأميركية مع التفجيرات الأخيرة مما تطلب استدعاء القائم بالأعمال في غياب السفير، وتبليغه موقف الجزائر من الإنذارات التي وجهتها السفارة بوجود خطر تفجيرات وسط العاصمة.

وربطت الصحيفة بين القضية ورفض الجزائر استقبال قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها، مما شكل عائقا بالنسبة لواشنطن في طريق إنجاز مخطط أفريكوم الذي تنوي القيام به في حربها ضد الإرهاب.

وقالت إن الجزائر اضطرت إلى توضيح موقفها عن طريق وزير الخارجية محمد بجاوي الذي أكد صراحة وعلنا أن الجزائر لا ترغب في وجود قوات أجنبية على أراضيها.

المصدر : الصحافة الجزائرية