ما يجري في المنطقة ترجمة لأفكار المسيحية الصهيونية

أيقونة الصحافة السورية

خاص-دمشق
انتقدت الصحف السورية صمت الغرب على قيام الجيش الإسرائيلي بمناورات عسكرية في الجولان المحتل، كما أبدت استغرابها للضغوط الأميركية على الحكومة الإسرائيلية لعرقلة أي تحرك نحو إحياء عملية السلام على المسار السوري، وأشارت إلى تضخم مؤسسة الفساد في سوريا وتحديها للحكومة.


"
الإدارة الأميركية تقوم قيامتها إذا ما تسرب نبأ حول نية سوريا عقد صفقة سلاح عادي ودفاعي بحت لأن أي سلاح سوري تعتبره تهديدا لأمن إسرائيل بل وأمن الولايات المتحدة نفسها، وربّما أمن كواكب ونجوم مجرة درب التبانة ملها
"
عصام داري
/تشرين

المسيحية الصهيونية
أوردت صحيفة تشرين مقارنة ساخرة حول مدى تبعية مجلس الأمن للإدارة الأميركية إلى درجة أنه قد يحدد لسوريا عدد البنادق والمدافع الرشاشة الخفيفة وسكاكين المطبخ التي يجب أن تمتلكها، ما دام الإسرائيلي يطلب والأميركي يضغط والمجلس المغلوب على أمره ينفذ.

ومن جهة أخرى تطرقت الصحيفة في مقال افتتاحي كتبه رئيس التحرير عصام داري إلى قيام إسرائيل بمناورات واسعة النطاق وبجميع صنوف الأسلحة، على أرض سورية محتلة بإقرار دولي شامل.

وقالت بسخرية إن ذلك الأمر من حقها الطبيعي.. ما دامت الطفلة المدللة للغرب، والوليد غير الشرعي لمؤامرة الغرب الاستعماري على العرب طوال أكثر من قرن!

وتابعت الصحيفة تهكمها على تلك الازدواجية في المعايير، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تقوم قيامتها إذا ما تسرب نبأ حول نية سوريا عقد صفقة سلاح عادي ودفاعي بحت لأن أي سلاح سوري تعتبره تهديدا لأمن إسرائيل، بل وأمن الولايات المتحدة نفسها، وربّما أمن كواكب ونجوم مجرة درب التبانة كلها!

وتحذر تشرين من أن الخطر الإسرائيلي حقيقي ويصل إلى دائرة واسعة في العالم، مؤكدة أن ذلك لا يعود إلى أن إسرائيل تمتلك رابع أو خامس أقوى جيش في العالم، وتخزّن أكثر من مائتي قنبلة ذرية وستمائة رأس نووي.. بل الأمر يعود إلى المشروع الذي تمثله إسرائيل وتوظف قوتها العسكرية الضاربة لترجمته إلى واقع على الأرض.

وتضيف أن ما يعرف بالمسيحية الصهيونية سبقت "اليهودية الصهيونية" بسنوات ولاسيما في الولايات المتحدة، داعية إلى إعادة رسم المشهد في المنطقة برؤية جديدة.

وقالت الصحيفة إن ما يجري في العراق إنما يجري خدمة لإسرائيل والمتصهينين والمحافظين الجدد في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، كما أن الإستراتيجية الإسرائيلية الصهيونية التي ينفذها المتصهينون لا تتوقف عند حدود العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، بل تشمل الوطن العربي برمته، وما هو أبعد وصولا إلى إيران وتركيا وأواسط آسيا.


واشنطن معرقلة للسلام
واتهمت صحيفة شام برس الإلكترونية الإدارة الأميركية بالتحول من موقع الراعي لعملية السلام إلى موقع المعرقل لها باعترافات إسرائيلية ظهرت أخيرا حول الدور الأميركي الجديد.

ورأت أن مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية كانت متوقفة على الدوام لكون إسرائيل غير مستعدة لدفع استحقاقات السلام، والانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل حتى خطوط 4 يونيو/حزيران 1967.

وأضافت الصحيفة أن تغيرا ظهر في الفترة الأخيرة، فلم تعد المشكلة في عدم وجود رغبة إسرائيلية في تنفيذ استحقاقات السلام وإنما في القدرة على ذلك، بسبب اتخاذ إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش موقفاً معادياً ورافضاً حتى لاحتمال معاودة مفاوضات قد تؤدي إلى تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل.

وأشارت إلى ما صدر من تسريبات إسرائيلية عن مطالبة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقاءاتها مع مسؤولين إسرائيليين في القدس المحتلة الأسبوع الماضي بالامتناع حتى عن استكشاف جدية الدعوات السورية لاستئناف محادثات السلام.

ومع ذلك يتوقع أن يبلغ قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حكومتهم -في التقييم الأمني السنوي حول التهديدات التي تواجه إسرائيل- بأن اندلاع حرب مع سوريا احتمال بعيد، محذرين مما أسموه سباق التسلح السوري وتعاظم قوة حزب الله.


"
الفساد في سوريا أصبح مؤسسته قوية إلى درجة أن الحكومة الحالية غير قادرة على مواجهته
"
الاقتصادية

تعاظم مؤسسة الفساد
وحذرت صحيفة الاقتصادية الخاصة من تنامي الفساد في سوريا بحيث أصبحت مؤسسته قوية إلى درجة أن الحكومة الحالية غير قادرة على مواجهته.

ونصحت الصحيفة بعدم بدء المعركة حاليا لأن ما تملكه الحكومة من أدوات في هذه المواجهة لا يكفي ولا يعبر ولا يحقق ولا ينتج.

وأضافت أن مؤسسة الفساد اليوم أكبر من أن تقاوم وأخطر من أن تلدغ وأقوى من أن تهزم، مؤكدة أنها تجاوزت بحجمها حدود المعقول والمسموع وأنها تتبع قواعد وإستراتيجيات مدروسة ومبتكرة، أبرزها "الرجل المناسب في المكان المناسب" و"ادفع حيث يجب وبما يُشبع"، و"اعمل لمستقبل قادم وليس ليوم قائم".. هذا إضافة إلى الابتكارات اللافتة لطرق الرشوة والتسميات الجديدة للصوصية والاختلاس والتعدي على الحقوق.

وفي المقابل فإن مؤسسة الحكومة تضم القواعد المعاكسة فالرجل غير المناسب يعتلي مناصبها، وحيث تجب الدراسة والتعمق والتمهل تكون السطحية واللامبالاة والتسرع سمة للقرارات الحكومية.

وحين تؤسس "الفساد" لما هو قادم يكون نظر الحكومة لا يتعدى ما تحت أقدامها على مبدأ "ليأتِ الطوفان من بعدي"، متسائلة: هل يصلح ما تقدم لتنشب بين المؤسستين حرب معلنة؟!

ونصحت الاقتصادية الحكومة باتباع إستراتيجية قديمة جديدة على طريقة "اعرف عدوك"، ولكن ليس معرفة شخصية على اعتبار أن أكثر الفاسدين معروفون من الجميع والمجهولون منهم يمكن التعرف عليهم من فيلاتهم وسياراتهم والأماكن التي يرتادها أبناؤهم يومياً ومن حقائب سفر زوجاتهم ومن مظاهر شتى كثيرة.

المصدر : الصحافة السورية