رامسفيلد: الأعداء الجدد يتطلبون تفكيرا جديدا

أيقونة الصحافة الاميركية

الصحف الأميركية الصادرة اليوم ركزت على موضوعي الإرهاب والعراق, فأوردت إحداها مقالا لرمسفيلد دافع فيه عن أفكاره التي روج لها مؤخرا بشأن التصدي للعدو, ولاحظت أخرى أن القبض على بن لادن غدا أملا أكثر منه واقعا, ونبهت ثالثة إلى أن العنف بدأ يجتث الشيعة والسنة من مناطق سكنهم, مهددا بتقسيم بغداد لسنوات عدة.


"
عدونا الحالي يختلف في طبيعته عن الأعداء السابقين وإن كان يتفق معهم في الهدف المتمثل في محاولته فرض أيديولوجيته المتعصبة المتسمة بالكراهية على بقية العالم
"
رمسفيلد/لوس أنجلوس تايمز

الاستكانة للمتشددين
تحت عنوان "أعداء جدد يتطلبون أفكارا جديدة" كتب دونالد رمسفيلد, وزير الدفاع الأميركي, مقالا في صحيفة لوس أنجلوس تايمز أوضح فيه بعض الأفكار التي وردت في خطابات أخيرة ألقاها أمام المحاربين القدامى وقادة الجيش الأميركي ودافع عن تلك الأفكار.

في البداية ذكر رمسفيلد أن الولايات المتحدة تخوض الآن غمار عدد من الصراعات, التي تعتبر اختبارا لمدى اقتناعها بأن الدفاع عن الحرية يستحق العناء والثمن الذي ندفعه من أجله.

وأضاف أنه لا يستغرب خلال أوقات الحرب أن يكون هناك من لا يوافق على المهمة الأميركية الحالية, ومن يشكك في كونها تستحق التضحية.

وقال إن البعض الآن يعتقد أن الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة كانتا بصورة جلية صراعا بين الخير والشر, رغم أنه كان هناك خلال تلك الحربين من كانوا يعتقدون أن على أميركا أن تعزل نفسها داخل حدودها ولا تهتم بهذه القضايا.

وأكد أن العدو الحالي يختلف في طبيعته عن الأعداء السابقين وإن كان يتفق معهم في الهدف, المتمثل في محاولته "فرض إيديولوجيته المتعصبة المتسمة بالكراهية على بقية العالم".

وطرح رمسفيلد أسئلة عدة قال إنها تساعد على توجيه كيفية تصرف الأميركيين خلال تصديهم للمتشددين العنيفين.

واعتبر وزير الدفاع أن الحرب الحالية هي -على نطاق واسع- حرب تشن عبر الإعلام على ساحة تشمل العالم بأسره, "ولا يمكننا أن نترك أكاذيب وأساطير الإرهابيين تظل تتكرر دون التشكيك فيها أو التصدي لها", كما أن أهمية هذا الصراع وخطورة عواقبه تستدعي الوقوف في وجه فكرة "ألق اللوم على أميركا أولا" كي لا تستحوذ على العقول وتحجب حقيقة كون أمتنا "قوة خير في العالم".


أمل أكثر مما هو واقع
قالت صحيفة يو إس أي توداي إن آمال القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو قتله تبدو أبعد من أي وقت مضى.

وقالت الصحيفة إن مخيمات القاعدة اختفت من أفغانستان لكن لغز بن لادن لا يزال يخيم على المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان, حيث لا يزال عشرات الآلاف من الجنود الباكستانيين والأميركيين منذ خمس سنوات يبحثون عن بن لادن.

وذكرت أن آخر مرة ادعت فيها السلطات الباكستانية والأميركية أنها اقتربت من القبض على بن لادن كان خلال العام 2004.

وأضافت أن زعماء القاعدة لا يزالون أحرارا رغم وجود ما يزيد على 100 ألف جندي أميركي وباكستاني في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان ورغم استخدام أحدث وسائل التنصت وصور الأقمار الاصطناعية وطائرات التجسس بدون طيار, فضلا عن جائزة بخمسة وعشرين مليونا وعدت الإدارة الأميركية بتقديمها لكل من يساعد في إلقاء القبض على أي من زعماء القاعدة.

وفي الإطار ذاته أوردت صحيفة واشنطن بوست تعليقا تحت عنوان "حاكموا ابني أو أطلقوا سراحه" كتبه خالد العودة قال فيه إن الولايات المتحدة رضخت مؤخرا للضغوط الألمانية وأطلقت سراح مرات كورناز من معتقل غونتانامو, دون أن توجه له قط أي تهمة بارتكاب جرائم ولا وجدت أية قرائن تظهر أن له أية علاقة بنشاطات إرهابية.

وذكر العودة أنه كأب لسجين لم توجه له تهمة ولا يزال يقبع في زنزانة انفرادية منذ أربع سنوات ونصف، يعتقد أنه حان الوقت كي تنهي الإدارة الأميركية خرقها لحقوق الإنسان وللقانون الأميركي وتوجه تهما رسمية للمعتقلين أو تطلق سراحهم.


"
ما يخشاه كثير من العراقيين هو أن تكون بغداد في طور الانشطار إلى منطقتين إحداهما سنية في الغرب والأخرى شيعية في الشرق يفصل بينهما نهر دجلة
"
يو إس أي توداي

العنف في العراق
قالت صحيفة يو إس أي توداي إن بغداد كانت قبل أربع سنوات من الآن منطقة تتداخل فيها الطوائف العراقية بصورة طبيعية لا يهم الشيعي إن كان جاره سنيا ولا السني إن كان جاره شيعيا, لكن معركة بغداد بدأت الآن بين الطائفتين.

وأضافت أن فرق الموت تمارس القتل بشكل يومي, مما دفع 160 ألف عراقي إلى ترك بيوتهم، وغير وجه بغداد إلى الأسوأ.

وأكدت الصحيفة أن ما يخشاه كثير من العراقيين هو أن تكون بغداد في طور الانشطار إلى منطقتين إحداهما سنية في الغرب والأخرى شيعية في الشرق يفصل بينهما نهر دجلة.

وذكرت أن مثل هذا الأمر سيترك إرثا أليما ومسمما للمجتمع العراقي لأجيال عدة قادمة, بحيث تصبح كل طائفة تدعي حقها القانوني في مناطق على ضفتي النهر, لن تتخلى عنها عاطفيا, ولا يمكن لأية حكومة عراقية أن تبسط نفوذها بشكل حقيقي.

المصدر : الصحافة الأميركية