إسرائيل ضحية غطرستها

أيقونة الصحافة السويسرية

تامر أبوالعينين-سويسرا

ناقشت الصحف السويسرية الصادرة صباح السبت أسباب لجوء إسرائيل دائما إلى العنف بدلا من السياسية، وبحثت في جوهر صراعات إسرائيل مع جاراتها، كما اهتمت بموقف الاتحاد الأوروبي من تشكيل قوة يونيفيل، ورأت فيه تأكيدا على ضعف الاتحاد الأوروبي وتشتته.

"
حرب لبنان تعكس فكر إسرائيل المتغطرس والشعور اللانهائي بالقوة
"
خازان/بازلر تسايتونغ

العقلية الإسرائيلية
أجرت المستقلة بازلر تسايتونغ، حوارا مع الباحثة السياسية الإسرائيلية ناعومي خازان، حول العقلية الإسرائيلية وسياسة الحروب، أكدت فيه على أن حرب لبنان تعكس فكر إسرائيل المتغطرس والشعور اللانهائي بالقوة.

وقالت خازان إن إسرائيل قد بالغت في رد فعلها، وكان من الأفضل أن تلجأ إلى الوسائل الدبلوماسية الجادة للإفراج عن الجنديين، أما اللجوء إلى العمل العسكري فقالت بأنه نتيجة ميل الإسرائيليين إلى الغطرسة، واعتقادهم بأنهم يمكنهم التصرف وحدهم ويفعلون ما يشاؤون، وأنهم الأقوياء والأشداء.

وتعتقد السياسية الإسرائيلية بأن هذه العقلية قد تؤدي إلى أن تتحول إسرائيل إلى ضحية أفكارها، مع التأكيد على أن هذه العقلية ناتجة عن الشعور العميق بعدم الثقة بالنفس والأمن التي زادت بعد مقاومة حزب الله.

أما المشكلة الحقيقية الراهنة فترى بأنها تتعلق بالخطوة التالية التي يجب على الحكومة القيام بها، وتعتقد بوجود مسارين، الأول زيادة حجم الإنفاق العسكري بشكل غير عادي، والثاني استخدام جميع المبادرات السياسية المتاحة في الوقت الراهن، وهو الحل الأقرب إلى الواقعية، حسب رأيها.

سياسة أوروبية بهلوانية
في الليبرالية تاغس أنتسايغر، كتب لوتشيانو فيراري، يقول إن اتفاق الاتحاد الأوروبي حول تشكيل قوة يونيفيل جاء نتيجة مفاوضات دبلوماسية وصفها بالبهلوانية الغريبة، لا تعمل بأي حال على تحسين صورة الاتحاد كقوة موحدة في سياسته الخارجية.

ويقول فيراري بأن الالتفاف الإيطالي للحصول على دور ريادي في المنطقة، قابله تحرك مشابه من الفرنسيين لإنقاذ صورة فرنسا، فزايد جاك شيراك على عدد القوة التي ستبعث بها إيطاليا، ليتصارع الطرفان في الخفاء على القيادة العسكرية.

كما يعتقد بأن من لا يخرج مشوشا من متابعة هذا المد والجزر، يتأكد بالفعل أن الاتحاد الأوروبي ضيع فرصة كبيرة للعب دور مقنع في عملية السلام في هذه المنطقة، وإثبات تحمل أوروبا لمسؤولية مشتركة وراء مشكلات الشرق الأدنى، التي خلفتها بقايا الحقبة الاستعمارية والعداء للسامية.

أما السبب في هذا التردي الأوروبي في السياسية الأوروبية في الشرق الأوسط، فيعزوه فيراري إلى "عدم وجود الرغبة السياسية لدى عواصم صناعة القرار الهامة، فلندن ألقت بنفسها على الفور بجانب واشنطن، بينما وقفت برلين تفكر كيف يمكنها التدخل في الشرق الأوسط، وأهملت دور الاتحاد الأوروبي، حتى تحركت فرنسا بسياسة بهلوانية غريبة، تعكس في النهاية صورة الاتحاد الأوروبي".

"
جوهر صراع إسرائيل في المستقبل "يتلخص في عدم وجود أي منظور لمستقبل التعامل مع محور المشكلة الفلسطينية والأوضاع في الأراضي العربية المحتلة
"
نويه تسورخر تسايتونغ

جوهر صراع إٍسرائيل
نشرت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ المحافظة في صدر صفحتها الأولى، مقالا تحليليا تحت عنوان "جوهر صراع إسرائيل"، رصدت فيه بعض أسباب مشكلات الدولة العبرية في التعايش السلمي.

وقالت إن السياسة الإسرائيلية في الصراع مع الفلسطينيين كانت تؤدي دائما إلى وأد أحلام وأفكار غامضة حول مستقبل السلام، ولكن حتى هذه الأوهام ليس في استطاعة رئيس الحكومة إيهود أولمرت تقديمها اليوم، لأن الأجواء العامة في إسرائيل أبعد ما تكون عن التفاؤل.

وترى اليومية المحافظة، أن جوهر صراع إسرائيل في المستقبل "يتلخص في عدم وجود أي منظور لمستقبل التعامل مع محور المشكلة الفلسطينية والأوضاع في الأراضي العربية المحتلة".

وتضرب أمثلة على تناقض قرارات أولمرت قبل وبعد انتخابه رئيسا للوزراء، فاكتشفت بأنه "يحدد هدفا دون إستراتيجية واضحة، ثم يقوم بتعديله دون أسباب منطقية"، مثلما فعل مع الانسحاب الأحادي الجانب من بعض المناطق الفلسطينية الذي أعلن عنه وأيده ثم ألغاه وأصر على موقفه.

ويؤكد التحليل على وجود فرق جوهري في تعامل إسرائيل مع كل من حزب الله كحركة مقاومة لبنانية في إطار دولة ذات سيادة وبين المقاومة الفلسطينية، لأن الأول حقق نصرا كبيرا بانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب قبل ست سنوات، فردت عليه إسرائيل بتدمير بنية لبنان التحتية بالكامل، في خطوة يتساءل الجميع عن مغزاها وفحواها.

وتقول الصحيفة بأن ترك الوضع الراهن بين الفلسطينيين والإسرائيليين على عواهنه أمر غير منطقي، ولن تكون انعكاساته متوقعة على طرفي النزاع فقط، بل أيضا على المنطقة حولها.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الصحافة السويسرية