بوش يرسب في الامتحان

أيقونة الصحافة الفرنسية

تنوع اهتمام الصحافة الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء، فعلقت إحداها على سقوط بوش في امتحان وقاية الولايات المتحدة من الإرهاب أمام لجنة التحقيق بأحداث 11 سبتمبر/أيلول, وتحدثت أخرى عن الانتخابات الأولية الفرنسية، وتطرقت صحف إلى جولة رايس الأوروبية ومحاكمة صدام وقمة فرنسا وأفريقيا.


الحكومة السلحفاء

"
العدو يتعلم ويتكيف بينما الحكومة الأميركية تسير ببطء، والإدارة لا ترى من الكأس إلا نصفها المملوءة
"
لوفيغارو

ذكرت لوفيغارو أن لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر/أيلول –بعد أن قدمت تقريرا منذ 18 شهرا- جاءت تقدم اليوم كشف الدرجات لبوش والكونغرس، وهو كشف يدعوهما إلى العودة للمراجعة لأن ما فيه من الأخطاء أكثر مما فيه من الصواب.

وقال أعضاء اللجنة إنهم مقتنعون أن الإرهاب سيقوم بضربته، وإن فعلها فما عسى يكون عذرهم لو يقدموا التوصيات التي يمكن أن تمنع تلك الضربة مشيرين إلى أنهم مصممون على ألا تبقى التوصيات الـ41 التي قدموها في تقريرهم السابق حبرا على ورق.

وقد نبهت اللجنة في تقريرها -حسب الصحيفة- إلى بعض الأخطاء التي لم يتم تلافيها مثل وسيلة اتصال مشتركة بين الدفاع المدني والشرطة ورجال الإسعاف، وإيجاد هيئة تصدر الأوامر وتتولى ضبط الأمور في أوقات الكوارث حتى لا تقع الفوضى كما حدث أيام إعصار كاترينا.

ومع ذلك تقول لوفيغارو إن التقرير لم يكن كله سلبيا، حيث نوه بالتطوير الذي بدأ في مجال الاستخبارات والحرب على أسلحة الدمار الشامل.

وختمت الصحيفة بأن أعضاء اللجنة يرون أن "العدو" يتعلم ويتكيف بينما الحكومة الأميركية تسير ببطء، والإدارة لا ترى من الكأس إلا نصفها المملوءة، مشيرة إلى أن مستشار الأمن الوطني ستيف هادلي يرى أن أميركا أصبحت أكثر أمنا وإن لم تصبح بمأمن تماما.


"
لا أستطيع أن أؤكد معلومات من شأنها أن تعيق تقدم الاستخبارات وتعيق المتابعات القضائية، بل قد تعيق العمليات العسكرية، وأتمنى أن تحذو الدول الأخرى حذونا وتشاطرنا هذه الرؤية
"
رايس/ليبراسيون

رايس تبرر السجون السرية
قالت ليبراسيون إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس تكلمت أخيرا أمس قبيل صعودها الطائرة عن موضوع السجون السرية الذي شغل أوروبا والعالم، ولكنها لم تقدم اعتذارا وإنما قرأت تصريحا قويا قالت فيه إن الولايات المتحدة ستستخدم "كل الأسلحة المشروعة لتدمير الإرهاب".

وأضافت أن رايس دعت الحكومات الأوروبية التي تتعاون مع الولايات المتحدة إلى أن تظهر مزيدا من المسؤولية، نافية قيام الولايات المتحدة بتعذيب السجناء في أي ظروف، ومبررة في نفس الوقت نقل أولئك السجناء إلى بلدان أخرى ليتم استجوابهم ومحاكمتهم.

وأشارت الوزيرة -حسب الصحيفة- إلى أن هذا النوع من النقل كان يتم منذ عشرات السنين، تقوم به الولايات المتحدة وبلدان أخرى، كما أنه وسيلة ضرورية لمحاربة الإرهاب. ولكنها لم تؤكد بصورة صريحة وجود سجون سرية في أوروبا الشرقية.

وأوضحت رايس أنها لا تستطيع أن تؤكد معلومات من شأنها أن تعيق تقدم الاستخبارات وتعيق المتابعات القضائية، بل قد تعيق العمليات العسكرية، راجية أن تحذو الدول الأخرى حذوها وتشاطرها هذه الرؤية.

وفي السياق قالت إكسبرس إن بعض السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية في أوروبا الشرقية، تم إغلاقها الشهر الماضي حين أثارت الصحافة ضجة حولها ناسبة هذا الكلام إلى شبكة (أي بي سي) الأميركية.

وأضافت أن أعضاء القاعدة الـ 11 الذين كانت CIA تحتفظ بهم في أوروبا الشرقية، تم نقلهم إلى مكان ما شمال أفريقيا حسب مصادرها، مؤكدة أن من بين هؤلاء 8 قادة من المنظمة الإسلامية تم نقلهم من قاعدة سوفياتية سابقا في بلد لم يتم تحديده إلى قاعدة أخرى ببلد آخر قبل أن يتم ترحيلهم الأخير.


الوعود الجميلة
تحت هذا العنوان قالت لوموند في افتتاحيتها إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قدم نفسه كعادته في مؤتمر فرنسا وأفريقيا بالعاصمة المالية، وكأنه المحامي والمدافع عن القارة الأفريقية في جو من التصفيق الحار.

وأضافت أن شيراك أعلن في هذا المؤتمر اعتماد التأشيرة ذات المدى الطويل والدخول المتعدد بالنسبة للأساتذة والفنانين، مع مقترحات أخرى للحد من هجرة الأدمغة الأفريقية والتنمية البينية.

"
شيراك لم يكن يوما شحيحا تجاه أوروبا فهو لم يمسك عنها شيئا من كلامه ولا من وقته ولا من قوته، ولكنه لم يقدم لها يوما أي وسائل ملموسة يمكن أن يقوم عليها مشروع حديث قابل للاستمرار
"
لوموند

وذكرت الصحيفة أن شيراك ناشد الدول الغنية أن تضاعف مساعدتها لتنمية أفريقيا والحد من الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن العلاقات الفرنسية الأفريقية متميزة ولكنها تحتاج إلى التطوير.

غير أن لوموند ترى أن سياسات شيراك في أفريقيا للأسف لا تتطابق مع ما يظهره من محبة قد تكون صادقة لهذه القارة، إذ أنه لم ينأى بنفسه عن حكامها الدكتاتوريين كما أنه خفض من نفقات المساعدة قبل أن يكتشف أخيرا ضرورتها.

وختمت الصحيفة بأن شيراك لم يكن يوما شحيحا تجاه أوروبا فهو لم يمسك عنها شيئا من كلامه ولا من وقته ولا من قوته، ولكنه لم يقدم لها يوما أي وسائل ملموسة يمكن أن يقوم عليها مشروع حديث قابل للاستمرار.


صدام لا يخشى الإعدام
قالت لوفيغارو إن محاكمة صدام حسين أمس كانت مليئة بالأحداث الصغيرة والتراشق بالكلمات بين الدفاع ورئيس المحكمة، مشيرة إلى أن الرئيس المخلوع ظهر متحديا وأعلن أنه لا يخشى عقوبة الإعدام في وجه رئيس المحكمة.

وأشارت الصحيفة إلى دفوع المحامين، مركزة على قول المحامي رمزي كلارك إن الدفاع لا يمكن أن يستمر في هذه المحاكمة ما لم تقدم له ضمانات بالحماية، في إشارة إلى مقتل محاميين من هيئة الدفاع بعد الجلسة الأولى.

المصدر : الصحافة الفرنسية