شعبية بوش في الحضيض

أيقونة الصحافة الاميركية

تناولت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الثلاثاء مواضيع متنوعة, فأوردت إحداها نتائج استطلاع للرأي أظهر أن ثقة الأميركيين ببوش قد وصلت أدنى مستوياتها, وتحدثت أخرى عن تصحيح أحد أهم أخطاء أميركا في العراق, في حين تطرقت ثالثة لكيفية تعامل الإدارة الأميركية مع المعتقلين.


"
رؤية الأميركيين لرئيسهم بوش وثقتهم به وصلت أدنى مستوياتها, مما قد يقوض جهوده لتنفيذ أجندته التشريعية وقدرته على تعزيز فرص المرشحين الجمهوريين في انتخابات السنة القادمة
"
يو إس أي توداي

انخفاض شعبية بوش
أوردت صحيفة يو إس أي توداي نتائج استطلاع للرأي أجرته بالتعاون مع شبكة (CNN) ومعهد غالوب أظهر أن رؤية الأميركيين لرئيسهم جورج بوش وثقتهم به وصلت أدنى مستوياتها, مما قد يقوض جهوده لتنفيذ أجندته التشريعية وقدرته على تعزيز فرص المرشحين الجمهوريين في انتخابات مجلس الشيوخ المزمعة السنة القادمة.

وقالت الصحيفة إن أقل من واحد من كل عشرة أميركيين يفضل مرشحا جمهوريا يتفق مع نظرة بوش حول أغلب المسائل بينما يقول سبعة من كل عشرة ناخبين جمهوريين إنهم سيكونون أكثر استعدادا لإعطاء صوتهم لمن يختلف مع بوش حول بعض المسائل.

وذكرت أن شعبية بوش نفسه تدهورت ولم تعد تتعدى 37% من الذين استطلعت آراؤهم, مشيرة إلى أن السبب الأساسي لذلك هو عدم رضا الأميركيين عن المسلك الذي يتبعه بلدهم والمعارضة المتزايدة للحرب على العراق.

ونقلت عن السياسي الجمهوري المتخصص في تحليل نتائج استطلاعات الرأي توني فابريزيو قوله إن هذا تتويج لمشاكل متفاقمة شملت العراق وارتفاع سعر البنزين, إضافة إلى الاضطراب الاقتصادي, مضيفا أن الأميركيين لم يسمعوا أي خبر سار.

كما نقلت عن المحلل السياسي تري مادونا تنبؤه بأن يبتعد مزيد من الجمهوريين عن حزبهم ويترشحوا بصفة مستقلة.

ونقلت كذلك عن دوغ فورستر قوله بعد هزيمته في انتخابات حاكم فرجينيا إن غياب شعبية بوش كان أكثر عليه مما يستطيع تحمله.


"
إلغاء الجيش أدى إلى انتشار هائل للبطالة, بحيث أصبح عشرات الآلاف من الرجال عاطلين عن العمل مما جعل بعضهم يتحول إلى الإجرام أو الانضمام إلى المقاتلين العراقيين
"
لوس أنجلوس تايمز

تصحيح خطأ جسيم
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الحكومة العراقية بدأت هذا الشهر وإن بصورة متأخرة تصحيح خطأ جسيم اقترفته السلطة الانتقالية التي حكمت العراق بعيد احتلاله تمثل في تفكيك الجيش العراقي وتسريح أفراده.

وامتدحت الصحيفة هذه الخطوة, مشيرة إلى أن إلغاء الجيش أدى إلى انتشار هائل للبطالة, بحيث أصبح عشرات الآلاف من الرجال عاطلين عن العمل مما جعل بعضهم يتحول إلى الإجرام للحصول على المال لتأمين قوت أسرهم, وجعل البعض الآخر يؤيد أو ينضم إلى المقاتلين العراقيين.

وذكرت أن من شأن هذه الخطوة أن تزيد عدد الفرق العسكرية العراقية الجاهزة للقتال, مما سيسنح للإدارة الأميركية بتقرير سحب جزء من قواتها المتواجدة هناك.

وتحت عنوان "فك شفرة إنكار بوش المتكرر" قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي انتهج طريقة الإنكار لتحاشي محاسبة إدارته بشأن تصريحات مسؤوليها المضللة قبيل غزو العراق.

وذكرت الصحيفة أن بوش يصر على أنه لم يلو عنق المعلومات الاستخباراتية, مدعيا أن الكونغرس والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كانوا مطلعين على المعلومات نفسها التي كان هو مطلع عليها.

لكن الصحيفة فندت هذا الادعاء قائلة إن الحقيقة الوحيدة في ذلك هي أن بوش استخدم نفس المعلومات التي كانت بحوزة إدارة كلينتون لكن تلك المعلومات كانت قديمة, بعضها يعود إلى عشر سنوات قبل استخدام بوش لها والبعض الآخر لم يكن عمره يقل عن خمس سنوات.

أما الكونغرس فقالت الصحيفة إن أعضاءه لم يكونوا يعرفون سوى جزء بسيط مما كان يعرفه الرئيس بوش.

وختمت الصحيفة بالقول إنه من البديهي أن إدارة الرئيس بوش ضللت الأميركيين بشأن أسلحة العراق وعلاقة حكومته مع الإرهابيين, مشيرة إلى أن عليها الآن أن تبين كيف حدث ذلك ولماذا؟


"
سجناء المعتقلات السرية لا يسمح للصليب الأحمر بمقابلتهم, مما يعني أنهم يتعرضون لأبشع الممارسات اللاإنسانية
"
واشنطن بوست

التعامل مع المعتقلين
تحت هذا العنوان تساءلت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها عن الرد الملائم للكونغرس الأميركي على إدارة الرئيس بوش التي تحتجز سجناء في معتقلات سرية, لا يسمح للصليب الأحمر بدخولها, مما يعني أن هؤلاء السجناء يتعرضون لأبشع الممارسات اللاإنسانية, وليس لأحد سوى بوش, أي حق في تحديد كيفية معاملتهم ولا متى سيطلق سراحهم إن كان سيطلق على الإطلاق.

وبعد شجبها لهذا الوضع قالت الصحيفة إن على أعضاء الكونغرس أن يصوتوا بأغلبية كبيرة على الحل الوسط الذي اقترح إجراء تعديل على القانون الذي صوت عليه من قبل, بحيث يسمح لهؤلاء المعتقلين باستئناف محدود إذا ما أصدرت محكمة عسكرية حكما بحق أحدهم أو إذا ما اتهموا بأنهم مقاتلون أعداء.

وأوصت الصحيفة أعضاء الكونغرس -الذين يعكفون حاليا على هذه القضية- أن يفكروا مليا في قرارهم ويفكروا في ردة الفعل الدولية على هذه المسألة.

المصدر : الصحافة الأميركية