بوش متمسك بأجندته

أيقونة الصحافة الاميركية

انصب اهتمام الصحف الأميركية الصادرة اليوم على عزم الرئيس الأميركي جورج بوش تغيير بعض أعضاء إدارته مع تمسكه بأجندته, كما تحدثت عن تصميم معارضيه على مواصلة الكفاح ضده، وأوردت تقارير عن وضع عرفات وتداعياته.


تغيير في الإدارة
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن الرئيس الأميركي جورج بوش قوله أمس إنه سيقضي عطلة الأسبوع في الترتيب لتغييرات في إدارته التي ستعمل معه خلال فترته الثانية، مضيفة أن ذلك سيعزز التكهنات داخل وخارج البيت الأبيض حول تعديلات في مراكز مهمة خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وأشارت إلى أن أقوى تلك التكهنات تتركز حول تقاعد وزير الخارجية حيث إن ذلك إذا ما تم فسيعزز صف فريق الحرب إلا أن الصحيفة نقلت عن بعض المقربين من باول قولهم إن هذا الأخير قد يبقى لعدة أشهر أو حتى نهاية العام القادم.

كما أوردت أسماء وزراء آخرين مثل توم ريدج وزير الأمن وجون آشكروفت وزير العدل وتومي تومسون وزير الصحة.


لا تغيير في الأهداف

"
على الرئيس أن لا يحاول كسب الأقلية الديمقراطية، فما يريدونه هو أن يغير بوش الأجندة التي انتخب من أجلها وهذا ما يجب عليه رفضه
"
واشنطن تايمز

أما واشنطن تايمز فذكرت أن ناشطي المحافظين طالبوا بوش بالتقيد بالأهداف التي أعلن عنها إبان حملته الانتخابية بما في ذلك التعديل الدستوري الذي يحظر زواج المثليين.

ونقلت الصحيفة عن أعضاء جمهوريين قولهم إن على الرئيس أن لا يحاول كسب الأقلية الديمقراطية في الكونغرس، فما يريده الديمقراطيون هو أن يغير بوش الأجندة التي انتخب من أجلها وهذا ما يجب عليه رفضه.

ونقلت عن السيناتور الجمهوري توم دلي رئيس الأغلبية في الكونغرس قوله "إن فوز الجمهوريين بمقاعد الكونغرس للمرة الثانية على التوالي وفوزهم بالبيت الأبيض دليل قاطع على أن الناخبين ينظرون إلى الحزب الجمهوري كحزبهم المفضل".


لا للاستسلام
هذا هو عنوان مقال لبول غرومان في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه إن بوش ليس محافظا بل هو قائد متطرف لتحالف يبغض أميركا كما هي الآن، مضيفا أن الاقتراع لم يثبت أن الجمهوريين محصنين ضد الهزيمة إذ لم يكن انتصارهم كاسحا.

وفي الوقت الذي أيد فيه غرومان الفحص الذاتي الذي يقوم به الديمقراطيون لمعرفة سبب فشلهم إلا أنه أكد على أن الذين يبغضون المنحى الذي يحاول بوش أن يأخذ البلاد إليه يجب أن يستمروا في تكثيف نشاطهم ولا يتركوا الانهزامية تتملكهم.

وختم الكاتب بوصية للديمقراطيين أن يواصلوا كفاحهم فالمشكلة ليست في التخوف على مصير حزبهم بل على مصير أميركا.


لماذا الهزيمة؟
كتبت صحيفة واشنطن تايمز أن الديمقراطيين بدؤوا يقيمون خسارتهم لانتخابات الثلاثاء لمحاولة معرفة سبب فشلهم في السيطرة على مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض.

ونقلت في هذا الإطار قول جون ماككورملي المتحدث باسم الحزب الديمقراطي في أيوا "عندما تحس أن الأمور في صالحك لكنك لا تفوز فعليك أن تحاول معرفة الأسباب فأنا مقتنع أننا على حق لكننا ربما عرضنا بضاعتنا بالطريقة الخطأ".

أما كريس كوبر وهو إستراتيجي ديمقراطي فنقلت عنه الصحيفة قوله "لم تكن هذه الانتخابات حول الجوهر وإلا كنا كسبناها".

وقالت الصحيفة إن بعض الديمقراطيين يرجعون فشلهم إلى عدم اهتمامهم بالمواضيع المتعلقة بالقيم الأخلاقية.


وماذا بعد عرفات؟

"
عرفات حدد معالم الحركة الفلسطينية منذ الستينات بل أصبح منذ سنوات كثيرة رمزا للفلسطينيين سواء أحببنا ذلك أم كرهناه
"
روس/نيويورك تايمز

كتب دنيس روس موفد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إلى الشرق الأوسط مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "وماذا بعد عرفات؟" قال فيه إن حقبة قد أوشكت على النهاية في الشرق الأوسط مضيفا أن عرفات حدد معالم الحركة الفلسطينية منذ الستينات بل أصبح منذ سنوات كثيرة رمزا للفلسطينيين سواء أحببنا ذلك أم كرهناه.

وقال روس إن الفلسطينيين ينظرون إلى عرفات بوصفه الشخص الذي نجح في تدويل قضيتهم وضمان عدم تجاهل آمال وطموحات الشعب الفلسطيني, إنه الذي قاوم محاولات القادة العرب استغلال القضية الفلسطينية لمآربهم الشخصية, وهو القائد الذي تحدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل التي يعتقد الفلسطينيون أنها تهينهم وتحرمهم من حقوقهم, كما أنه القائد الذي استطاع التأليف بين مجتمع مقسم بالفرق والقبائل والأديان والأفكار المختلفة عن بعضها البعض.

وأضاف الكاتب أن عرفات كان رمزا أكثر منه قائدا وكان يتحاشى القيام بالقرارات أكثر مما يقبل القيام بها معتبرا أن ما سيفتقده الفلسطينيون بعد موته هو رمزه وليس قراراته العملية.

وينهي روس مقاله بالتأكيد على أن إشراك الفلسطينيين في كيفية حكمهم لأنفسهم قد يكون مهما ليس فقط للاستقرار الفلسطيني بل أيضا لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المصدر : الصحافة الأميركية