بين النفي الحكومي ومخاوف نشطاء.. صور أقمار صناعية تظهر تغييرات في حديقة أنطونيادس التاريخية بالإسكندرية

صور أقمار صناعية توثق اختفاء مساحات واسعة من أشجار حديقة أنطونيادس – Maxar - Planet خاص وكالة “سند” للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة

القاهرة- جدل كبير تشهده مصر خلال الأيام الماضية إثر تداول أنباء حول تجريف حديقة أنطونيادس التاريخية بالإسكندرية، إذ تداول نشطاء مواقع التواصل صورا وفيديوهات لما قالوا إنها عمليات قطع الأشجار في الحديقة التراثية.

في المقابل، نفت الحكومة تلك الأنباء، مؤكدة تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، وذلك بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثي الذي كانت عليه، لتصبح بذلك مركزا ترفيهيا حضاريا اجتماعيا بالمحافظة.

في هذا السياق، أظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة عمليات تجريف وإزالة بعض الأشجار من الحديقة.

وتظهر الصور الملتقطة بتاريخ 29 أغسطس/آب الماضي ومقارنتها بصور ملتقطة في يوليو/تموز 2022 قبل بدء عمليات التطوير؛ مساحة واسعة من الأشجار التي لم تعد موجودة في الحديقة.

صور أقمار صناعية توثق اختفاء مساحات واسعة من أشجار حديقة أنطونيادس – Maxar – Planet خاص وكالة “سند” للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة

تجريف أم تطوير؟

وقالت مديرة الحديقة بدرية حسن إنه لم يتم قطع أية شجرة من أشجار حدائق أنطونيادس، وإنها دخلت مرحلة تطوير شاملة بما يليق بمكانتها الحضارية والسياحية.

وأضافت -في تصريحات صحفية- أنه لن يتم تغيير أي من معالم الحديقة، مؤكدة افتتاحها بالكامل للجمهور مرة أخرى بمجرد الانتهاء من أعمال التطوير، لتوفير متنفس للأهالي، والذي سيشمل إنشاء ملاعب لكرة القدم والسلة، وأماكن أخرى سيتم تخصيصها لإقامة المعارض.

من جهتها، نفت رئاسة مجلس الوزراء عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك ما يتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي بشأن تجريف الحديقة التاريخية بالإسكندرية وقطع الأشجار بها.

بدورها، أوضحت محافظة الإسكندرية أن حديقة أنطونيادس تعد إحدى أهم الحدائق التراثية القديمة بالإسكندرية، التي لا يمكن المساس بها، مُشددة على تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثي الذي كانت عليه.

في المقابل، رأت عضو لجنة التراث بوزارة الثقافة سهير حواس أن المساس بحديقة أنطونيادس "يعد جريمة"، لافتة إلى أن عدم إعلام لجنة التراث في جهاز التنسيق الحضاري بأي أعمال ترميم أو تطوير بالأماكن التراثية يعد مخالفا لقانون تنظيم هدم المباني والمنشآت غير اﻵيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعماري، وفقا لما نقله موقع "مدى مصر".

وتفاعل مدونون عبر وسم #حدائق_أنطونيادس مطالبين بوقف تجريف الحديقة وقطع أشجارها التي "يعتبرونها من أندر الأشجار وأقدمها"، وهو ما سيفقدها مكانتها التاريخية.

ونشر مدونون صورا ومقاطع فيديو من أمام الحديقة تُظهر بدء أعمال ترميم بمحيط الحديقة، إضافة إلى قطع بعض أشجار الحديقة بالتوازي مع ما ذكره مغردون من أعمال ترميم للسور الخارجي والممرات.

تاريخ الحديقة

وبحسب تصريحات متلفزة لمحافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، تقع حديقة أنطونيادس على مساحة 96 فدانا، وتعد من أقدم حدائق الإسكندرية وحدائق العالم، حيث تملكها مؤسس الأسرة العلوية في مصر محمد علي (1769-1849) وقام ببناء قصر داخلها، وتمت إعادة تطويرها في عهد الخديوي إسماعيل، وأصبحت نموذجا مصغرا للحدائق الفرنسية في ذلك الوقت، ثم ذهبت ملكيتها إلى البارون اليوناني السير جون أنطونيادس عام 1860.

وأوضح الشريف أن الحديقة تعرضت مؤخرا لإهمال وتدهور كبيرين، ووصلت هذه الأخبار إلى رئاسة الجمهورية التي قررت إعادة ترميم الحديقة، وعند بداية التطوير قامت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي حملة غير صحيحة، مضيفا "أتحدى أي شخص يقول إننا قطعنا شجرة واحدة، بل هو تقليم وتهذيب، ولدينا مئات الصور للحديقة قبل وبعد عمليات التطوير".

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي