"مليونية 30 يونيو".. 4 قتلى في مظاهرات السودان وقوات الأمن تفضّ الاحتجاجات

قوات الأمن فرّقت مظاهرة خرجت اليوم قرب القصر الجمهوري وسط الخرطوم (الأناضول)

قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 4 متظاهرين قتلوا اليوم الخميس، وأصيب عدد من المحتجين في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، فيما فرقت قوات الأمن مظاهرة للمحتجين الرافضين للحكم العسكري في السودان قرب القصر الجمهوري وسط الخرطوم.

وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية أنه بسقوط 5 قتلى اليوم في المظاهرات المطالبة بالحكم المدني، يرتفع العدد الكلي للقتلى الذين أحصتهم اللجنة منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 107، وقد وصفتهم اللجنة بـ"شهداء الحق والحقيقة".

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت اللجنة في بيان عبر تويتر سقوط قتيلين خلال المظاهرات في مدينة أم درمان.

وتشهد مختلف المدن السودانية اليوم مظاهرات للمطالبة بالحكم المدني ورفضا للانقلاب العسكري، دعت لها لجان المقاومة وقوى سياسية عمالية وكيانات حقوقية، وذلك بهدف "إسقاط الانقلاب العسكري"، وقد تحسّبت السلطات لاحتجاجات اليوم وفرضت إجراءات أمنية مشددة.

أحداث سابقة

وتعيد احتجاجات اليوم أجواء خروج السودانيين في مواكب (مظاهرات) ضخمة في 30 يونيو/حزيران 2019 لحمل المكون العسكري على العودة للتفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير، بعد أحداث العنف التي رافقت فضّ اعتصام المتظاهرين أمام مقرّ القيادة العامة للجيش.

وأفاد نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض المناطق في الخرطوم شهدت انقطاعا للاتصالات وشبكة الإنترنت.

ومنذ صباح أمس الأربعاء، شهد عدد من مناطق الخرطوم انتشارا كثيفا لقوى الأمن تركز حول المقار السيادية والجسور، إضافة إلى عمليات تفتيش دقيقة للعابرين للجسور.

وشهدت أحياء بالعاصمة (الخرطوم) أمس الأربعاء مظاهرات احتجاجية للمطالبة بالحكم المدني وإنهاء الحكم العسكري، وأطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في أحياء بري وأم درمان وفي جنوب العاصمة (الخرطوم) وشرقها.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل متظاهر إثر إصابته برصاصة في الصدر أطلقتها القوات الأمنية في مدينة بحري بشمال العاصمة.

رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
البرهان قال إنه لا يعترض على ممارسة الحق في التعبير من خلال التظاهر السلمي (مواقع التواصل)

في سياق متصل، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة لن تتهاون في واجب العمل على تحقيق واستدامة أمن البلاد واستقرارها، وإنها تتطلع إلى اليوم الذي ترى فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منها عبء إدارة البلاد.

وأضاف البرهان، خلال زيارته مقر القوات الخاصة في جنوب الخرطوم، أن الطريق الوحيد لتشكيل حكومة منتخبة يكون إما بالتوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الانتخابات، وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب، بحسب تعبيره.

وأشار البرهان إلى أنه لا يعترض على ممارسة الحق في التعبير من خلال التظاهر السلمي.

دعم غربي للمتظاهرين

من جهة أخرى، قال بيان مشترك لسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والنرويج وسويسرا واليابان في الخرطوم، نشرته السفارة الأميركية عبر تويتر، إن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية تظهر أن الشعب السوداني يريد الانتقال الديمقراطي.

ودعا البيان كلّ الأطراف إلى العمل في إطار العملية السياسية، لإيجاد طريق نحو الانتقال الديمقراطي، مع تأكيد حق الشعب السوداني في التظاهر من دون خوف أو عنف.

كما حثّ البيان جميع الأطراف في السودان على ضبط النفس وحماية المدنيين.

ولتاريخ 30 يونيو/حزيران، وقع خاص لدى السودانيين الذين اعتادوا أن تحيي ذكراه حكومة الرئيس المعزول عمر البشير سنويا منذ عام 1989، احتفاءً بوصولها إلى السلطة مطيحة بحكومة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.

وفي عام 2019، بعد نحو 6 أسابيع من إزاحة البشير، تأزّمت الساحة السياسية مع تعثر الاتفاق بين اللجنة العسكرية وائتلاف الحرية والتغيير (قوى الثورة التي أطاحت بالبشير)، خاصة بعد المجزرة التي أحدثها فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، مما دفع القوى المدنية إلى الخروج في 30 يونيو/حزيران للتنديد بالمجزرة.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات استثنائية اتخذها آنذاك عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، ويعتبرها الرافضون انقلابا عسكريا.

ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى تصحيح مسار المرحلة الانتقالية، وتعهّد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

المصدر : الجزيرة + وكالات