في ذكرى اعتصام القيادة العامة.. مقتل شخص وجرح العشرات بمظاهرات في أنحاء السودان

Demonstrations in Sudan demanding the release of political prisoners and civil rule
جانب من المظاهرات التي خرجت أمس الأربعاء بالعاصمة الخرطوم (الأناضول)

قُتل شخص وجرح العشرات في المظاهرات التي خرجت أمس الأربعاء بأنحاء متفرقة من السودان احتجاجا على الإجراءات التي اتخذها عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، وإحياء لذكرى اعتصام القيادة العامة الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل 3 سنوات.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية -في بيان لها- إن شابا يدعى الطيب عبد الوهاب (19 عاما) قُتل "إثر إصابته برصاصة أطلقتها قوات السلطة" خلال قمعها مظاهرة في مدينة شرق النيل بولاية الخرطوم، وبذلك ترتفع إلى 94 قتيلا حصيلة ضحايا المظاهرات منذ ما يصفه المتظاهرون بـ"الانقلاب" الذي قاده البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق اللجنة.

وأشارت اللجنة إلى أن إجمالي من أصيبوا خلال مظاهرات أمس بلغ 78 إصابة في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة (وسط البلاد).

وأفادت بأنها حصرت 78 إصابة، بينها 6 إصابات بالرصاص الحي، و22 حالة إصابة بطلق ناري متناثر يرجح أنه بسلاح خرطوش، و8 إصابات في الرأس بعبوات الغاز المدمع تتبع للقوات الأمنية، موضحة أن الإصابات شملت مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان) ومدينة ود مدني (وسط البلاد).

وذكر شهود عيان أن الآلاف شاركوا في مظاهرات خرجت في أنحاء البلاد أمس الأربعاء، وأطلقت قوات الأمن الغاز المدمع وسط العاصمة الخرطوم، فيما أكدت لجنة أطباء السودان أن "قوات المجلس العسكري الانقلابي اقتحمت مستشفى الجودة (في العاصمة) وتطلق الغاز المسيل للدموع داخله وتروع المرضى والكوادر الطبية وتتسبب في اختناق عدد منهم".

كما سجل أيضا إطلاق غاز مدمع في أم درمان وود مدني (جنوب).

وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن السودانية انتشرت منذ ساعات الصباح الأولى أمس حول القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش، كما أغلقت الجسور التي تربط الخرطوم بمدنها الرئيسية الأخرى.

وجاءت دعوات الاحتجاج ضد ما اعتبره المتظاهرون "انقلابا" في الذكرى السنوية الثالثة لبدء اعتصام القيادة العامة بوسط العاصمة في 2019، للمطالبة بإنهاء حكم البشير، وأُطيح بالبشير في 11 نيسان/أبريل 2019 بعدما دام حكمه 3 عقود.

كما تتزامن هذه الاحتجاجات مع ذكرى الانتفاضة الشعبية في 6 أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري.

ولم تفلح الإطاحة بالبشير في إقناع المعتصمين بإنهاء اعتصامهم أمام مقر الجيش، بل أصروا على المكوث إلى حين تسليم السلطة للمدنيين.

وفي يونيو/حزيران 2019 قام أشخاص بالزي العسكري بفض الاعتصام، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 128 شخصا، حسب ما أكدت لجنة مستقلة لأطباء السودان.

وبعد تفريق المعتصمين اتفق المدنيون والعسكريون على فترة انتقالية يديرونها معا حتى تصل البلاد إلى حكم مدني كامل.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 تشهد البلاد أزمة سياسية واحتجاجات رافضة لإجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعده قوى سياسية انقلابا عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه الجيش.

ومنذ ذلك التاريخ قتل نحو 90 متظاهرا على يد قوات الأمن وفقا للحراك الذي ينظم الاحتجاجات.

المصدر : وكالات