البرهان يلتقي دبلوماسيا أميركيا.. تجدد الاحتجاجات في السودان والجامعة العربية تعلق على استقالة حمدوك

Protest in Sudan
المحتجون السودانيون يصرّون على عودة العسكر إلى ثكناتهم وتشكيل حكومة مدنية (الأناضول)

خرجت مظاهرات جديدة في السودان اليوم الثلاثاء للمطالبة بحكم مدني، في وقت ردت فيه السلطات بتشديد الإجراءات الأمنية في محيط قيادة الجيش وأغلقت الجسور، وبينما التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بدبلوماسي أميركي، أصدرت جامعة الدول العربية بيانا بشأن استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وقد بدأ المتظاهرون تحركاتهم الاحتجاجية اليوم الثلاثاء في أم درمان والخرطوم، كما انطلقت مظاهرات في عدد من الولايات.

وتجددت المظاهرات في السودان اليوم تلبية لدعوات أطلقتها "لجان المقاومة" للمطالبة بالحكم المدني وتنحي العسكريين عن السلطة في البلاد، وذلك في أعقاب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

واستبقت قوات الأمن السودانية تحركات اليوم الثلاثاء بإغلاق عدد من الجسور التي تربط أحياء العاصمة، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، مستخدمة العربات العسكرية والأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية، وفقا لما أفاد به مراسلو الجزيرة.

ونقلت صحيفة "الانتباهة" السودانية على موقعها الإلكتروني اليوم عن شهود عيان قولهم إنه تم إغلاق شارع النيل قبالة كبري (جسر) النيل الأبيض بالأسلاك الشائكة، وتم اتخاذ إجراءات وتدابير أمنية مشددة.

يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات للتظاهر اليوم الثلاثاء دعت إليها لجان "مقاومة أمبدة" في أم درمان، وانضم لها تجمع المهنيين السودانيين، الذي طالب بقية اللجان بالخروج والاتجاه نحو القصر الرئاسي.

وتعد هذه المظاهرة الأولى بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أول أمس الأحد بعد 6 أسابيع من إعادته إلى المنصب في إطار اتفاق سياسي مع الجيش.

وقال حمدوك، الذي لم ينجح في تشكيل حكومة مع استمرار الاحتجاجات، إن "هناك حاجة إلى حوار حول مائدة مستديرة للتوصل إلى اتفاق جديد للانتقال السياسي إلى الديمقراطية في السودان".

ويشهد السودان احتجاجات متكررة وحالة من الاحتقان منذ التوترات التي شهدتها البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما أطاح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية.

باب الحوار

في سياق متصل، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم براين شوكان.

وخلال اللقاء، أكد البرهان على حرص السودان على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، "بما يحافظ على الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية والبناء عليها في المستقبل لخدمة المصالح المشتركة للبلدين".

وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان على ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف السودانية كافة للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية.

وأكد البرهان الذي يتولى قيادة الجيش، أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني.

من جانبه دعا القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم بريان شوكان إلى ضرورة الاستمرار في مسار التحول الديمقراطي، والإسراع في تشكيل الحكومة التنفيذية، واستكمال بقية هياكل السلطة الانتقالية.

كذلك التقى البرهان رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" (UNITAMS) فولكر بيرتس.

وتناول اللقاء الوضع السياسي الراهن بالبلاد بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. واستمع فولكر إلى رؤية رئيس مجلس السيادة بشأن الأوضاع الراهنة بالبلاد، كما أطلعه على رؤية الأمم المتحدة للفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية.

وأكد الجانبان على ضرورة استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والإسراع في تعيين رئيس وزراء جديد خلفا لعبد الله حمدوك.

بيان عربي

من جانبها، أعربت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء عن احترامها قرار رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الاستقالة من منصبه، داعية مختلف أطراف البلاد إلى التشاور والحوار لحل الأزمة الحالية.

جاء ذلك في بيان للجامعة العربية عقب يومين على إعلان حمدوك تقديم استقالته من رئاسة الحكومة على وقع التوترات السياسية في بلاده.

وأفاد البيان بأن جامعة الدول العربية تحترم قرار عبد الله حمدوك بالاستقالة من منصبه، وتعرب عن تفهمها للمبررات التي ضمنها خطاب الاستقالة.

ودعا البيان إلى ضرورة العمل على وجه السرعة بين شركاء السودان من أجل التوصل إلى أرضية تفاهم تسمح بالحفاظ على المكتسبات الهامة التي تحققت خلال العامين الماضيين.

كما طالبت الجامعة العربية بتكثيف التشاور والحوار البناء بين مختلف الأطراف، لا سيما وأنه الوسيلة الوحيدة بل حجر الزاوية لحل الأزمة الحالية، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني.

المصدر : الجزيرة + وكالات