واشنطن بوست: متلازمة هافانا ما زالت لغزا ومن السابق لأوانه وقف التحقيقات

U.S. vacations in Cuba still come with hangovers from Trump's sanctions
مقرّ السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن النتيجة المؤقتة التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) بأن قوة عالمية واحدة لم تنفذ على الأرجح هجمات على عملاء ومسؤولين دبلوماسيين أميركيين بالخارج مرتبطة بما عرف بـ"متلازمة هافانا"، ستكون بالكاد الكلمة الأخيرة.

وذكرت الصحيفة -في افتتاحيتها– أن مجتمع الاستخبارات الأميركي يجب أن يواصل بحثه لكشف من يقف وراء هذه الهجمات، وأن على إدارة الرئيس جو بايدن أن تظهر التعاطف اللازم مع مجموعة كبيرة من الموظفين الحكوميين الذين يعانون من تداعيات هذه المحنة.

وقد بدأ ما أطلق عليه "متلازمة هافانا" عام 2016، عندما أبلغ مسؤولون أميركيون متمركزون في كوبا عن أعراض تشمل الصداع والدوخة وعدم وضوح الرؤية وفقدان الذاكرة بعد سماع أصوات غريبة والشعور بأحاسيس غريبة. وأشار تقرير صادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2020، إلى أن سبب هذه الإصابات يمكن أن يكون استخدام طاقة تردد لاسلكي "موجَّهة ونابضة". ومع تزايد عدد الحالات تعددت التشخيصات، ولم يتم التعرف على الجاني حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من التكهنات بشأن الهجمات تركزت في السنوات القليلة الماضية على روسيا التي نفت مسؤوليتها، لكن مسؤولا استخباراتيا أميركيا رفيعا صرح مؤخرا بأن "التقييمات خلصت إلى أنه من غير المحتمل أن تكون جهة أجنبية -بما في ذلك روسيا- قد قامت بشن حملة عالمية متواصلة تضرّ بالموظفين الأميركيين بسلاح أو بآلية محددة".

لكن هذا التصريح الرسمي لا يستبعد -بحسب الصحيفة- احتمال أن تكون أطراف أخرى أقل وزنا -وربما متعاقدون- هي المسؤولة عن الهجمات، ولا يستبعد فرضية أن يكون الجناة جهات متعددة.

وبحسب الصحيفة، قد يفسر هذا الأمر تنوع المواقع التي أبلغ عنها الضحايا الذين تعرّضوا للاستهداف، رغم أن احتمال أن تكون مجموعة كبيرة من المهاجمين قد نسقوا فيما بينهم قد يزيد فرص القبض على الجناة، وهو ما لم يتم، لذلك يتوجب على مجتمع الاستخبارات مواصلة التحقيقات على أمل أن تصدر لجنة من الخبراء فحصت المواد السرية تقريرا عن القضية في وقت قريب.

فخلال الفترة السابقة -تضيف واشنطن بوست- تخبط الرئيس السابق دونالد ترامب وإدارته في الرد على المشكلة، بينما قام الرئيس جو بايدن والكونغرس العام الماضي بعمل أفضل إلى حد كبير من خلال التوقيع على مشروع قانون لتلبية احتياجات المتضررين.

هافانا وفيينا

وكان هناك في البداية بضع عشرات من الحالات أبلغت مجموعة منهم عن أعراض متشابهة جدا، لكن العدد ارتفع العام الماضي إلى أكثر من ألف حالة مع تباين في الأعراض، وتركزت أكبر مجموعتين من المصابين في كل من هافانا وفيينا، رغم حدوث حالات أخرى في جميع أنحاء العالم.

ويشكل هذا الأمر -وفق الصحيفة- تحديا صعبا، لكنه غير مستعصٍ لوكالة الاستخبارات المركزية ولإدارة بايدن، حيث يتوجب عليهما التعامل بالعناية والاهتمام اللائقين مع جميع الموظفين الأميركيين بلا استثناء، الذين أصيبوا وهم يؤدون واجب خدمة بلدهم في الخارج، وأن تُظهر لكل الذين يفكرون في خدمة الولايات المتحدة أن بلادهم ستقف إلى جانبهم مهما كانت الظروف.

وتختتم الصحيفة: في المقابل هناك مجموعة أصغر من الضحايا يعانون من إصابات قد تساعد في تحديد أسبابها والجناة، ويجب التركيز على هذه الفئة للحصول على أدلة الطب الشرعي الكافية، وهو تحدٍ مثير للقلق لم تتم معالجته حتى اللحظة.

المصدر : واشنطن بوست