هجوم السجن.. اشتباكات متواصلة بين تنظيم الدولة و"سوريا الديمقراطية" والعراق يعزز أمن حدوده
أفادت مصادر محلية للجزيرة في سوريا بأن اشتباكات وصفت بالشديدة تستمر بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية بحي غويران بمدينة الحسكة شمالي شرقي البلاد، وذلك بعدما أحبطت القوات الكردية هجوما للتنظيم على سجن غويران أول أمس الخميس، أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا، في وقت عزز فيه العراق حدوده مع سوريا عقب أحداث الحسكة.
وقالت المصادر المحلية إن اشتباكات تدور في محيط سجن الثانوية الصناعية في حي غويران، مضيفة أن طيران التحالف الدولي بقيادة أميركا استهدف مشغل خياطة محاذيا للسجن. وقد طالب أهالي حي غويران برفع الحصار عنهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وإدخال المواد الغذائية.
وغرد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في حسابه على تويتر بالقول "المنطقة المحيطة بالسجن طوّقت بشكل كامل، واعتُقل جميع الهاربين".
وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة شن هجمات جوية لدعم قوات سوريا الديمقراطية أثناء تصديها لاقتحام السجن.
ضحايا الاشتباكات
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت أن الاشتباكات المستمرة لليوم الثالث أدت لمقتل 28 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية والقوات المتحالفة معها، و45 مقاتلا من تنظيم الدولة، و5 مدنيين في حي غويران، الذي يوجد فيه السجن الذي هجم عليه التنظيم بهدف الإفراج عن عناصره المعتقلين فيه.
#الحسكة
وصول تعزيزات من وحدات الكوماندوس الخاصة في قوات سوريا الديمقراطية، للتوجه إلى محيط #سجن_الصناعة، جنوبي الحسكة.
الحسكة – أورهان قره مان – #نورث_برس pic.twitter.com/2K2yiPRAHd— North Press Agency – عربية (@NPA_Arabic) January 21, 2022
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض على مئات السجناء من تنظيم الدولة، في حين لا يزال العشرات منهم فارين، دون تحديد العدد الإجمالي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب من سجن غويران.
والهجوم على السجن هو الأكبر الذي يشنه تنظيم الدولة منذ دحره في سوريا في مارس/آذار 2019.
وتصدّت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، للهجوم على السجن، وهو الهجوم الأكبر لتنظيم الدولة منذ هزيمته في سوريا في مارس/آذار 2019، وهذه هي المرة الثانية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي التي يهاجم فيها التنظيم السجن في محاولة للإفراج عن سجناء من أعضائه.
وأوردت وكالة رويترز أن مصدرا عسكريا في قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركيا، صرح بأن الهجوم على السجن تزامن مع تحركات للتنظيم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وشنه هجمات في العراق.
القوات العراقية
وفي سياق متصل، وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس الجمعة قوات الأمن بتشديد الإجراءات على الحدود مع سوريا على خلفية أحداث محافظة الحسكة، وذلك عقب اجتماع طارئ ترأسه الكاظمي لمجلس الأمن الوطني بحث التطورات الأمنية في عموم البلاد وعلى الحدود.
وتشكل الحدود العراقية السورية هاجسا أمنيا لسلطات بغداد منذ سنوات طويلة، إذ يتسلل عبرها مسلحو تنظيم الدولة، إضافة إلى عناصر حزب العمال الكردستاني.
ورغم طرد تنظيم الدولة من معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا منذ العام 2019، فإن خلايا تابعة له تواصل تنفيذ هجمات في المناطق التي تهيمن عليها قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال العام الماضي إن 10 آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة ما زالوا رهن الاحتجاز في معسكرات تديرها قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على معظم مناطق محافظة الحسكة.