كاتبة أميركية: أفغانستان تثبت لنا مرة أخرى أننا لا نستطيع تشكيل الدول الأخرى على صورتنا

صورة أميركا في العالم مشاهد للحرب المرعبة في فيتنام وأفغانستان (الأناضول)

ورد في مقال بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أن الصور التي بُثت عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان والصور التي نُشرت قبل عقود عن فظائع حرب فيتنام كان يجب أن تقنع الولايات المتحدة بأنه لا يمكنها، ويجب ألا تحاول تشكيل بلدان أخرى على صورتها الخاصة.

تقول كاثلين باركر: كان يجب على الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ غزو أفغانستان أن تتوقع أنها ستفشل في النهاية لأن هذه البلاد تاريخيا هي المكان الذي تذهب إليه الدول الأخرى لتفشل، وكان يجب عليها أن تكون قد توصلت إلى أن قصف وقتل أعضاء حركة طالبان لن يجعلهم يحبون الولايات المتحدة أو يحبون مبادئها الديمقراطية، كما كان يجب أن تتوقع هذه الإدارات أن تنهار حكومة وجيش يقفان بدعم الغرباء في مواجهة أعداء داخليين أكثر شراسة.

وأشارت إلى أن ما فعلته أميركا في أفغانستان هو ما فعلته من قبل في فيتنام، قائلة إنه يبدو أن تورطها في أفغانستان لم يكن مجرد تقييم ضعيف أو عدم كفاءة، بل كان قرارا مقصودا ومحسوبا يتوخى الكذب على الشعب الأميركي ويترك أبناءهم وآباءهم يموتون من أجل لا شيء.

كتالوج أخطاء كبيرة

ومضت الكاتبة تقول إنه من الصعب التقاط صور مؤثرة للغطرسة الأميركية وعدم الكفاءة والخيانة في إطار واحد، لكن تضحية والدة بطفلها وتسليمه لشخص غريب، وحشودا تتسلق لتقف على منحدر مخرج في مطار كابل "هي صور بلادنا".

وستنضم هذه الصور الآن -تقول الكاتبة- إلى صور حرب فيتنام الذي يتضمن صورة تلك الطفلة الصغيرة التي تركض عارية من هجوم النابالم، في كتالوج من الصور الذي يجب أن يذكر أميركا بأخطائها الكبيرة في العالم. وناشدت "دعونا نأمل أننا قد تعلمنا الدرس هذه المرة".

وختمت مقالها بأن هذه الصور تلتقط اليأس والأمل والخوف والشجاعة والعذاب، وفي كثير من الأحيان الموت، مضيفة "لقد تأثرنا وحزنا وشعرنا بالاشمئزاز والغضب، حتى عندما شعرنا بالعجز وسط الفوضى البعيدة. لسنا محصنين ضد معاناة الآخرين ولكن كلماتنا المعبرة عن شعورنا بألم الآخرين هي بالتأكيد كلمات باردة لأشخاص مرعوبين".

المصدر : واشنطن بوست