في غياب سد النهضة.. تونس والإخوان يسيطران على "التوك شو" المصري

كومبو مرو أديب وأحمد موسى ونشأت الديهي
(من اليمين) عمرو أديب وأحمد موسى ونشأت الديهي (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة – غطت الأزمة التونسية على أزمة سد النهضة الإثيوبي بالإعلام المصري بعد تراجع الحديث عن السد ببرامج "التوك شو" الرئيسية، في مقابل تركيز كبير على الأزمة التونسية وطرفيها الأبرز الرئيس قيس سعيد وحركة النهضة.

وعلى مدى الأشهر الماضية كانت أزمة سد النهضة حاضرة في الإعلام المصري بالنظر إلى استمرار إثيوبيا في بنائه وقيامها بالملء الثاني لبحيرته دون اتفاق مع مصر التي يمثل السد تهديدا لأمنها المائي وحصتها التاريخية من مياه نهر النيل.

لكن البرامج الشهيرة في القنوات المصرية بدت -منذ اندلاع الأزمة التونسية- كأنها برامج تونسية مؤيدة للرئيس قيس سعيد، تحتفي بقراراته وتجري لقاءات مع أبرز مؤيديه وعلى رأسهم النائبة عبير موسي التي حصدت قدرا كبيرا من الإشادة بدورها في مواجهة الإخوان المسلمين، حسب وصف هذه القنوات، في مقابل دفاع قنوات المعارضة المصرية عن الثورة التونسية في مواجهة ما وصفته بـ "انقلاب الرئيس".

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد أعلن -فجر أمس الاثنين- قرارات تفضي إلى سيطرته على جميع السلطات، حيث تشمل تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن كل نوابه، فضلا عن إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، كما أعلن -في بيان رئاسي- تفعيل الفصل 80 من الدستور متخذا جملة من القرارات بررها بحفظ "كيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها وضمان السير العادي لدواليب الدولة".

 

ينهار مثل الأنهار

الإعلامي المصري الأشهر، عمرو أديب، احتفى بقرارات الرئيس التونسي وأبدى شماتة واضحة في حزب النهضة وتنظيم الإخوان الذي اعتبره "ينهار في كل مكان، ينهار زي الأنهار"، حسب وصفه.

وقال أديب -في برنامجه على قناة "إم بي سي مصر"- "مهما تراجعوا مثلما فعلوا في مصر فلن يستطيعوا التوافق مع أحد، وليس لهم أمان، لذلك فأنت الآن تشاهد سقوط النصب التذكاري الأخير للإخوان في العالم العربي بعد أن تم تدمير كل هذه النصب".

ولفت عمرو أديب إلى أن الإخوان في مصر قالوا إنهم لم يأخذوا فرصة ولم يحكموا سوى عام واحد، في حين أنهم يسيطرون على مقاليد الحكم في تونس منذ سنوات بدون أن يفعلوا شيئا، على حد قوله.

 

"الإخوان بخ"

أما الإعلامي أحمد موسى -الذي يعد بين الأكثر قربا من النظام المصري- فقد أشاد بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، وقال -في برنامج "على مسؤوليتي" بقناة صدى البلد- "الإخوان في تونس بخ" (تعبير محلي مصري يعني انتهى)، وإن "الرئيس التونسي قيس سعيد ادى (أعطى) القاضية، بعد الاعتماد على الدستور الذي أقره حزب النهضة بنفسه".

واستضاف موسى محللين تونسيين أشادوا بقرارات الرئيس التونسي، وهاجموا بشدة حركة النهضة، ووصفوها بسرطان في جسد تونس، واعتبروا أن القرارات تصحيح لمسار الثورة، وأن فزاعة الشرعية كذبة إخوانية، حسب وصفهم.

 

 

ما أشبه الليلة بالبارحة

وبدورها، قالت الإعلامية لميس الحديدي إن انتفاضة الشعب التونسي ضد حركة النهضة وقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد جاءت بعد تردي الأوضاع بالبلاد، وما شهدته تونس بالأمس يذكر المصريين بثورة 30 يونيو 2013، حسب وصفها.

وأضافت الحديدي -خلال برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على فضائية "أو إن" (ON) أمس الاثنين- "ما أشبه الليلة بالبارحة، تونس التي انطلق منها ثورة ما سمي بالربيع العربي شهدت بالأمس تصحيحا للمسار بعد 10 سنوات ذاق فيها الشعب والاقتصاد التونسي أقسى التجارب".

واستضافت لميس الحديدي رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وأشادت بها طويلا كأحد قيادات الحرية في تونس، وقالت عبير إن إبعاد الإخوان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان التونسي، سيؤدي إلى مرحلة جديدة من الإصلاحات الجوهرية، من أجل تدارك الأزمة الاقتصادية الخانقة نتيجة لما وصفته بالسياسة الفاشلة للإخوان.

 

هجوم على حمدين صباحي

الإعلامي نشأت الديهي -في برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع على قناة "تي إي إن" (TEN)- وصف قرارات قيس سعيد بتجميد مجلس النواب بالثورية وأنها فرصة لمحاسبة الفاسدين، وأشاد بقرار حظر التجول مدة شهر كامل، واعتبر أنه يقطع الطريق أمام أي اعتصام يخطط له الإخوان.

كما شن الديهي هجوما شديدا على السياسي المصري حمدين صباحي، بسبب تغريدة له على موقع تويتر أبدى فيها تعاطفه مع تونس واعتراضه على أي انفراد بالسلطة وإقصاء لشركاء الحكم.

 

 

دستور أكله حمار

في المقابل، واصل الإعلام المصري المعارض الهجوم على الرئيس التونسي قيس سعيّد، الذي انقلب على الدستور، وعرضت قناة "الشرق" مقطعا مصورا سابقا لسعيد يحكي فيه قصة حمار أكل الدستور والتي أعلن فيه تخوفه على الدستور التونسي من أن يأكله حمار.

وحرصت القناة على استضافة عدد من الرموز التونسية المعارضة لقرارات سعيّد، وعلى رأسهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ووزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام، اللذان شنا هجوما شديدا على الرئيس التونسي وقراراته الباطلة التي اعتبراها انقلابا كامل الأركان، حسب وصفهما.

كما استضافت قناة "مكملين" وزيرة شؤون المرأة التونسية السابقة سهام بادي، التي أكدت أن البرلمان لديه الحق دستوريا لإقالة الرئيس قيس سعيد لو أراد، منددة بغياب أية رؤية أو خارطة طريق واضحة، مشيرا إلى أن الحكومة التي توصف بالفاشلة هي أحد خيارات الرئيس الفردية بعيدا عن أي حوار أو مشاورات سياسية.

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة