إيران ترفض انتقادات أممية بشأن احتجاجات خوزستان

احتجاجات خوزستان في إيران
من احتجاجات خوزستان بإيران على ندرة المياه (مواقع التواصل)

رفضت إيران أمس السبت انتقادات مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت لإطلاق النار على محتجين خلال مظاهرات بسبب نقص المياه، واعتبرتها تدخلا في شؤونها الداخلية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية إن تعليقات باشليت "المتدخلة" و"غير الخبيرة والمتحيزة بشأن إدارة موارد المياه في البلاد لا تدخل في نطاق مسؤوليات المفوضة".

وأضاف خطيب زاده أن العقوبات الأميركية على إيران "حالت دون نقل التكنولوجيا والاستثمار في قطاع المياه في خوزستان".

ورأى أن "ما أدلت به المفوضة السامية هو أقرب إلى تصريح سياسي بمفردات عدائية (حيال طهران)، مما هو تصريحات من مسؤول دولي (معني) بحقوق الإنسان".

قلق أممي

وكانت باشليت قد عبرت أول أمس الجمعة عن "قلقها إزاء الوفيات والإصابات وعمليات الاحتجاز واسعة النطاق خلال الأيام الـ7 الماضية في خوزستان" الغنية بالنفط.

واعتبرت باشليت في بيان الجمعة أنه من الأفضل لإيران أن تعالج مشكلة شح المياه بدلا من "قمع" الاحتجاجات.

وأضافت "على الحكومة التركيز على تأثير الأزمة الرهيبة لندرة المياه في حياة سكان خوزستان وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين بعد سنوات من الإهمال"، متهمة الحكومة بالإهمال في مواجهة "وضع كارثي".

وخرج الإيرانيون إلى الشوارع منذ أكثر من أسبوع للتعبير عن غضبهم من النقص الذي حدث في المياه خلال أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ نصف قرن، فيما يئن الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الأميركية وجائحة كورونا (كوفيد-19).

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت مجموعات من المتظاهرين وهم يهتفون بشعارات في مدينة تبريز شمال غربي البلاد دعما لمتظاهري خوزستان، كما أظهرت لقطات أخرى أول أمس الجمعة متظاهرين في مدينة اليكودرز وهم يهتفون بشعارات ضد السلطات الإيرانية.

قتلى وجرحى

وقال مسؤول في الشرطة إن شابا قتل بالرصاص وأصيب 7 في وقت متأخر الخميس الماضي خلال مظاهرات تضامن في إقليم لُرستان المجاورلخوزستان، وألقى باللوم على "مناهضين للثورة" في أعمال العنف.

وقُتل شرطي واحد على الأقل و3 شبان بالرصاص في احتجاجات سابقة، حسبما ذكر مسؤولون إيرانيون ألقوا باللوم على "مثيري الشغب" في سقوط القتلى.

لكن منظمة العفو الدولية قالت إن 8 أشخاص على الأقل قتلوا خلال الاضطرابات، في حين ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أمس السبت أنها تمكنت من تحديد هوية 10 قتلى و102 معتقل.

ودعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي -أول أمس الجمعة- المسؤولين إلى معالجة الأزمة، قائلا إنه لا يمكن توجيه اللوم لأناس يحتجون على نقص المياه.

بدوره قال روحاني إن المشاكل التي شهدتها محافظة خوزستان جاءت بسبب الجفاف والنقص في الأمطار. وأكد خلال افتتاح مشاريع وطنية أن من حق المواطنين التعبير عن استيائهم واحتجاجهم بسبب عدم حل مشاكلهم.

استياء العشائر العربية

في غضون ذلك، وصل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي -أمس السبت- إلى مدينة أهواز مركز محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.

وسيتفقد سلامي المناطق المتأثرة بأزمة شح المياه هناك، كما سيطلع على الخدمات التي يقدمها الحرس الثوري وقوات التعبئة في المنطقة.

وفي السياق ذاته، عبر شيوخ وزعماء العشائر العربية في محافظة خوزستان بإيران خلال لقائهم نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري عن استيائهم من سياسات الحكومة الإيرانية تجاه مشاكل المحافظة وأزمة المياه فيها.

ووجه زعماء القبائل العربية انتقادات للرئيس الإيراني حسن روحاني، واتهموا الحكومة الإيرانية بعدم تنفيذ وعودها في تأمين المياه.

ويأتي اللقاء بعد مقتل 3 مدنيين وعنصر من قوات الأمن أثناء مظاهرات احتجاجية، اتهمت خلالها السلطات الإيرانية عناصر مسلحة مجهولة باستهداف المحتجين وقوات الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات