دعوة ألمانيا وفرنسا لقمة مع روسيا تثير انقساما بأوروبا وموسكو تتحدث عن تحول البحر الأسود لساحة مواجهة مع الناتو

القمة الأوروبية في بروكسل تستمر يومين وتبحث ملفات عديدة بينها العلاقات مع روسيا وتركيا (رويترز)

أثارت دعوة ألمانيا وفرنسا إلى عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا انقساما بين القادة الأوروبيين مع انطلاق قمتهم في بروكسل، في حين قالت موسكو إن حوض البحر الأسود يتحول إلى مسرح للمواجهة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO)، وذلك بعد إعلانها عن اختراق مدمرة بريطانية المياه الروسية.

فقد أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل انطلاق القمة الأوروبية، اليوم الخميس، ضرورة أن يقيم الاتحاد الأوروبي تواصلا مباشرا مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

ولكن دعوة ميركل وماكرون لقيت اعتراضا شديدا من بولندا ودول البلطيق التي يسود التوتر علاقاتها بموسكو.

كما قال وزير خارجية  أوكرانيا ديمترو كوليبا إن "المبادرات لاستئناف القمم بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بدون رؤية أي تقدم من جانب موسكو، لا يمكن إلا أن تقوض فاعلية نظام العقوبات".

بدوره، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إنه لا يعارض من حيث المبدأ التعامل المباشر مع روسيا، ولكنه أضاف أنه لن يحضر قمة أوروبية روسية محتملة.

وفي كلمة ألقتها في البرلمان الألماني قبيل سفرها إلى بروكسل للمشاركة في القمة الأوروبية، دعت ميركل إلى وضع آليات للرد المشترك على ما سمتها استفزازات موسكو.

وقالت إنه لا يكفي أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى نظيره الروسي، وإن على الاتحاد الأوروبي أيضا أن يقيم صيغا مختلفة للتحادث مع موسكو.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فور وصوله إلى بروكسل إن الحوار مع روسيا ضروري لاستقرار أوروبا، لكنه شدد على أن هذا الحوار يجب أن يكون حازما.

وتتضمن مسودة البيان الختامي لقمة الاتحاد الأوروبي ضرورة وضع "رد حازم ومنسق للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على أنشطة روسيا المضرة"، ولكن المسودة تؤكد في المقابل "انفتاح الاتحاد الأوروبي على تعامل انتقائي مع روسيا في المجالات التي تخدم مصالح الاتحاد الأوروبي".

وتبحث القمة الأوروبية التي انطلقت اليوم وتستمر يومين بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العلاقات مع روسيا وتركيا، من بين ملفات أخرى عديدة بينها العقوبات على بيلاروسيا، والأوضاع الإنسانية والسياسية في إثيوبيا، خاصة في إقليم تيغراي، وملف التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، بالإضافة إلى قضايا الهجرة والتعاون.

ميركل دعت إلى وضع آليات للرد المشترك على ما سمّتها استفزازات موسكو (رويترز)

ترحيب روسي بالحوار

وفي الجانب الآخر، رحب المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، اليوم بالمبادرة الفرنسية الألمانية لعقد قمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن الكرملين يثمن إيجابيا هذه المبادرة، وإن الرئيس فلاديمير بوتين من مؤيدي إنشاء آلية حوار واتصالات بين موسكو وبروكسل.

وأضاف أن موسكو تتابع عن كثب القمة الأوروبية في بروكسل ونتائجها، خصوصا في ما يتعلق بإمكانية إطلاق الحوار، وتابع أنه لا يوجد أي تحضير حاليا لعقد مثل هذه القمة، مشيرا إلى أن القرار النهائي بشأنها سيكون في نهاية القمة الأوروبية.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على روسيا، وردت روسيا بعقوبات مضادة شملت طرد دبلوماسيين، وذلك بسبب أزمات نشبت بين الطرفين بينها ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، واستهداف معارضين روس في أوروبا، على غرار المعارض أليكسي نافالني المسجون حاليا في روسيا.

مواجهة بالبحر الأسود

على صعيد آخر، قال ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم، إن منطقة حوض البحر الأسود تتحول إلى ساحة للمواجهة العسكرية بين روسيا وحلف الناتو.

وأضاف غروشكو أن حادثة اختراق المدمرة البريطانية للمياه الإقليمية الروسية يمكن أن تدفع إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، حسب قوله.

من جانبها، أكدت الخارجية الروسية أنها ستستدعي سفير بريطانيا اليوم على خلفية اتهام موسكو لمدمرة بريطانية بدخول مياهها الإقليمية في البحر الأسود وإطلاق البحرية الروسية طلقات تحذيرية للمدمرة.

وأضافت الوزارة أنه سيتم تسليم السفير البريطاني احتجاجا شديد اللهجة على ما سمّته انتهاك الحدود الروسية.

وفي تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بريطانيا بالكذب في روايتها للواقعة، في حين اعتبرت لندن أن التفاصيل التي نقلتها موسكو عن الحادثة غير دقيقة، حسب وصفها.

المصدر : الجزيرة + وكالات