مستشار سابق لبوريس جونسون يحذر من اندلاع حرب ثقافية تجتاح بريطانيا

كاسومو: بعض أعضاء الحكومة يتبنون إستراتيجية تستغل حالة الانقسام في البلاد (مواقع التواصل)

حذر مستشار حكومي بريطاني سابق من اندلاع حرب ثقافية تجتاح أجزاء من البلاد، إذا استمر أعضاء في حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في إحداث فرقة في المجتمع من أجل جني مكاسب انتخابية.

ونقلت صحيفة غارديان (Guardian) عن مستشار جونسون الخاص لشؤون المجتمع المدني والأعراق صامويل كاسومو، في مقابلة خاصة معه، تحذيره من حدوث كارثة شبيهة بتلك التي أودت بحياة الشاب البريطاني الأسود ستيفن لورانس والنائبة البرلمانية جو كوكس، جراء استمرار بعض وزراء الحكومة في إشعال حروب ثقافية بغية تحقيق مآرب سياسية.

وكان لورنس قد اغتيل في اعتداء عنصري أثناء انتظاره حافلة مساء يوم 22 أبريل/نيسان 1993، وقال شهود إن عصابة من الشبان البيض هاجمته وهي تردد شعارات عنصرية.

أما النائبة عن حزب العمال جو كوكس فقد تعرضت يوم 16 يونيو/حزيران 2016 لهجوم مسلح قرب مدينة ليدز (مقاطعة غرب يوركشير)، عندما أطلق عليها شخص 3 رصاصات وأتبعها بطعنات بسكين في مواضع مختلفة من جسدها، ثم صاح قائلا: "بريطانيا أولا". وقد عُرف عنها إشادتها الدائمة بالتنوع والدفاع عن قضية اللاجئين السوريين.

توقعات بعواقب وخيمة

وفي أول خروج للعلن منذ تقديم استقالته من منصبه قبل شهرين، قال كاسومو -في مقابلة أجرتها معه صحيفة غارديان- إنه يخشى من أن بعض أعضاء الحكومة يتبنون إستراتيجية تستغل حالة الانقسام في البلاد، من أجل الحصول على مكاسب في الانتخابات قد تكون لها تداعيات وخيمة على الدولة.

وأكد في هذا الصدد أن "هناك بعض الأشخاص في الحكومة ممن يعتقدون أن الطريقة المناسبة للفوز بالانتخابات هي افتعال عراك على صعيد الحرب الثقافية واستغلال حالة الانقسام".

وعبّر عن قلقه من احتمال حدوث ذلك، قائلا "يبدو كأن ذاكرة الشعب قصيرة جدا، فقد نسوا بالفعل جو كوكس".

الصحافة تؤجج الانقسام

وأعرب كاسومو عن اعتقاده بأن الرجل الذي قتل النائبة كوكس ربما دفعته قصص الحرب الثقافية التي تنشرها صحف بعينها ويثيرها معلقون إعلاميون، إلى التطرف والتصرف بجنون.

وجاءت مداخلة كاسومو الحادة هذه -بحسب وصف الصحيفة- عقب تسريب خطاب استقالته في فبراير/شباط الماضي، الذي اتهم فيه أعضاء في حزب المحافظين بانتهاج "سياسة غارقة في تأجيج الانقسام".

وكان كاسومو قد استقال من منصبه غداة نشر تقرير حكومي عن دور العرق في الفوارق الاجتماعية في المملكة المتحدة، أثار مضمونه انتقادات.

وخلص التقرير إلى أن المملكة المتحدة ليست عنصرية بنيويًّا، وأنها نموذج للدول ذات الأغلبية البيضاء في التعامل مع الأقليات العرقية.

ضغوط لا تُحتمل

وكانت شبكة "بي بي سي" (BBC) نقلت في فبراير/شباط الماضي عن وزراء نيّة كاسومو الاستقالة نتيجة ضغوط "لا تحتمل" في مقر الحكومة، وتأكيده أن حزب المحافظين يواصل اتباع "سياسة مؤسسة على الانقسام".

وكان بوريس جونسون قد أنشأ "لجنة التباينات العرقية والإثنية" الحكومية في 2020، إثر احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" العام الماضي، والتي شملت إسقاط تمثال تاجر رقيق إنجليزي في مدينة بريستول.

وفي المقابلة مع صحيفة غارديان، قال كاسومو إنه أقنع وزير اللقاحات ناظم الزهاوي بالمضي قدما في حث بعض الفئات المترددة في المجتمع على تلقي جرعة لقاح كوفيد-19.

وزيرة المساواة تنتهك قواعد المساواة

وخص كاسومو بالذكر وزيرة المساواة كيمي بادينوش التي زعم أنها ربما تكون قد انتهكت مدونة قواعد السلوك الوزاري، عندما اتهمت صحفية شابة سوداء اسمها نادين وايت متخصصة في قضايا الأقليات والمساواة كانت تعمل لدى صحيفة "هاف بوست" (HuffPost)، باتباع "سلوك مريب وغريب" في سلسلة تغريدات تساءلت فيها عن لقاحات كوفيد-19.

وتلقت الصحفية السوداء وابلا من الإساءات نتيجة لذلك، مما استدعى إبلاغ المجلس الأوروبي بالخطر الذي يهدد حرية الصحافة.

المصدر : غارديان