إيكونوميست: اللبنانيون يهاجرون إلى غرب أفريقيا هربا من الأزمة

A man checks the arrival board at Beirut International Airport
مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت (رويترز)

قالت مجلة "إيكونوميست" (The Economist) البريطانية إن نحو 205 آلاف لبناني تقريبا يعيشون في بلدان غرب أفريقيا، ورغم أنه من الصعب معرفة عدد من انتقلوا إلى هناك في السنوات الأخيرة منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019 فإن مؤشرات عدة تؤكد أن عددهم كبير بالفعل.

وذكر طيار من أصول لبنانية يعيش في دولة توغو، للمجلة، أن رحلاته تعجّ باللبنانيين المتجهين إلى دول غرب القارة، كذلك أكدت سفارة لبنان في نيجيريا وجود زيادة ملحوظة في حركة اللبنانيين الوافدين حديثا على هذا البلد الأفريقي.

وتقول غيتا حوراني، وهي مديرة مركز لدراسة الهجرة تابع لجامعة سيدة اللويزة في لبنان، إن مكتبها تلقى مكالمات لا تحصى من لبنانيين يريدون المشورة بشأن كيفية تعقب أقارب لهم في الخارج، بما في ذلك في أفريقيا.

وأشارت إيكونوميست إلى أن العديد من اللبنانيين جاؤوا في القرن الـ19 إلى غرب القارة السمراء ونزلوا (يقول بعضهم عن طريق الخطأ) من سفن كانت متجهة صوب الولايات المتحدة، وأثبت الوافدون الجدد نجاحا ملحوظا، أولا في عملهم وسطاء تجاريين بين السكان المحليين وسلطات الاستعمار ثم في ما بعد أصبح بعضهم تجارا للسلع ورواد أعمال.

ويؤكد البعض -على سبيل المثال- أن اللبنانيين يسيطرون على كثير من الشركات في دولة ساحل العاج متخصصة بصادرات البن والكاكاو.

وقد تسبب الصراع والمجاعة والأزمات المتلاحقة على مدى قرن من الزمان في تشتيت اللبنانيين في جميع أصقاع العالم لكن بعضهم وجد في الأيام الأخيرة أن الحصول على تأشيرات إلى وجهات في غرب أفريقيا أسهل بكثير من الحصول على تأشيرات إلى أميركا أو الدول الأوروبية.

وظائف ومدارس

كذلك من السهل -تضيف المجلة- الحصول على وظائف في هذه البلدان الأفريقية، كما يؤكد ذلك كريم مكي، وهو سنغالي من أصول لبنانية يقول إن "في هذه الدول يوجد دائما شخص ما يعرف شخصا آخر لديه سكة للوصول إلى فرصة عمل".

فضلا عن ذلك فإن العمال المهرة غالبا ما يحصلون على رواتب جيدة في هذه الدول التي تحتضن أيضا كنائس ومساجد ومدارس لبنانية.

وتؤكد المجلة البريطانية أن بعض اللبنانيين ممن قدموا حديثا إلى الغرب الأفريقي يخططون للبقاء مدة أطول، ومن هؤلاء المهندس الميكانيكي الشاب إبراهيم شاهين الذي غادر لبنان العام الماضي.

وذكر شاهين للمجلة أن مسار الحصول على تأشيرة كندية كان مرهقا له جدا كما ظلت طلبات مماثلة قدمها لدول الخليج معلقة ولم يُردّ عليها، لذلك حينما عُرضت عليه وظيفة بشركة يديرها لبنانيون في نيجيريا لم يتردد قط وانتقل في أقل من أسبوعين إلى العاصمة أبوجا، ويتوقع الآن -كما يقول- البقاء في هذا البلد الأفريقي 10 سنوات قادمة.

المصدر : إيكونوميست