محادثات إيرانية أوروبية مكثفة في فيينا.. طهران متفائلة بالنتائج ومحاولات لإنجاز اتفاق خلال أسبوعين

أفاد مراسل الجزيرة أن كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، التقى ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، إنريك مورا، ورؤساء الوفود المفاوضة للدول الأوروبية.

وتتواصل المحادثات في فيينا على مستوى مجموعات العمل، بالتزامن مع بقاء رؤساء الوفود في العاصمة النمساوية، تحسبا لعقد اجتماع على مستوى مساعدي وزراء الخارجية في أي لحظة.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إنه ليس هناك تاريخ محدد لإنهاء المحادثات النووية مع إيران؛ لكن الهدف هو التوصل إلى اتفاق قبل يوم 21 من الشهر الجاري، لتجنب ما سماها "المخاطر والشكوك" في حال استمرارها أكثر من ذلك.

وكان ممثل الاتحاد الأوربي شدد على عدم وجود موعد محدد للتوصل إلى اتفاق، غير أن الوقت ليس في صالح المفاوضات.

من جهته، قال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، إن هناك تقدما مناسبا في فيينا رغم صعوبة المفاوضات.

وأضاف، في تغريدة له على تويتر، أنه يمكن التفاؤل بشأن نتائج المفاوضات، بالنظر إلى المحادثات التي عقدت خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن السلطات العليا في إيران تشرف على المفاوضات النووية في فيينا، وأن الهدف من المشاركة فيها هو رفع العقوبات وضمان حقوق الشعب الإيراني.

التزامات إيران

وكان رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قد أعلن أن بلاده لن تتأخر في العودة إلى التزاماتها النووية إذا رُفعت العقوبات الأميركية عنها، ونُفّذ الاتفاق النووي بصورة كاملة.

وفي تصريحات أدلى بها اليوم الأحد خلال انعقاد مجلس الشورى الإيراني، ونقلتها وكالة فارس للأنباء، قال قاليباف إن بلاده تسعى إلى الرفع الكامل لإجراءات الحظر بصورة عملية وفورية، مضيفا أنه لو رفعت العقوبات، فلا ينبغي التأخر ساعة واحدة في الموافقة على الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي.

ولاحظ المسؤول الإيراني أن مفاوضات فيينا التي تشارك فيها أطراف الاتفاق النووي، ومن بينها الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق عام 2018، تسير على نحو مذبذب ما بين إحراز تقدم وحدوث خلافات، لكنه رأى أن ذلك يدل على جدّية المفاوضات التي انطلقت أوائل أبريل/نيسان الماضي.

وقال رئيس البرلمان الإيراني إنه يتعين على من وصفهم بالأعداء أن يدركوا أن المماطلة في العودة للاتفاق لن تكون في مصلحتهم.

وبالتزامن، قال عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني، أحمد أمير أبادي فراهاني، إن النواب أكدوا في جلسة اليوم الأحد ألا تلحق المحادثات النووية الجارية في فيينا أي ضرر بمصالح إيران.

رفع العقوبات والعودة للاتفاق

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال أمس السبت إنه تم الاتفاق على رفع جميع العقوبات الرئيسية والأساسية عن بلاده، وإن المفاوضات مستمرة في فيينا لاستكمال المسار، مؤكدا أن بعض التفاصيل مهمة.

وأضاف روحاني أن الأميركيين والأوروبيين يدركون أنه لا خيار أمامهم سوى رفع العقوبات، والعودة للاتفاق النووي، مؤكدا أنهم أعلنوا ذلك صراحة.

وفي تصريحات متزامنة، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن مسؤولية العودة إلى الاتفاق النووي تقع على عاتق الولايات المتحدة وليس إيران.

وأضاف ظريف أن واشنطن تتحمل مسؤولية كل التداعيات والأعباء منذ أن انتهك "رئيس مهرج" التزامات أميركا في الاتفاق النووي، وعنى بذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، ثم أعاد فرض العقوبات السابقة على إيران.

أما كبير المفاوضيين الإيرانيين عباس عَراقجي فقال أمس السبت إنه يأمل أن تتقدم المفاوضات النووية في فيينا حتى لا تكون هناك حاجة إلى تمديد مهلة الاتفاق المبرم بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية.

وأضاف عراقجي أن طهران ستدرس تمديد هذا الاتفاق إذا لزم الأمر في الوقت المناسب قبل انتهائه في 24 مايو/أيار الجاري.

مفاوضات معقدة بفيينا

وكان مصدر دبلوماسي أوروبي قد قال إن مهمة أطراف الاتفاق النووي الإيراني في فيينا معقدة لوجود كثير من التفاصيل المختلف بشأنها، متوقعا أن تكون الجولة أطول من سابقاتها.

من جهته، قال أنريكي مورا ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنه ليس هناك موعد محدد للتوصل إلى اتفاق، مضيفا أن الوقت ليس في مصلحة الجميع.

أما المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف فقال إن المحادثات مستمرة، وإن على واشنطن الامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 2231  لكي تعود للاتفاق النووي.

وكان أوليانوف قال سابقا إن الجولة الرابعة التي انطلقت الجمعة قد تكون الأخيرة، مضيفا أنه إذا دعت الحاجة قد يقرر المفاوضون أخذ استراحة جديدة للحصول على مزيد من التعليمات من عواصم بلدانهم.

وقبل أيام، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن من الممكن التوصل إلى تفاهم في غضون أسابيع بشأن كيفية استئناف واشنطن وطهران امتثالهما للاتفاق النووي، لكنه رأى أن الأمر يعتمد على اتخاذ إيران قرارا سياسيا بذلك.

وأضاف أن واشنطن لا تريد اختراع اتفاق نووي جديد مع إيران، وإنما تريد الامتثال للاتفاق القائم وتحسينه، مضيفا أن الجولات الثلاث الأخيرة لمباحثات فيينا أوضحت أكثر الخطوات التي ينبغي القيام بها للعودة إلى الاتفاق النووي.

وعن طبيعة الخلافات الحالية بشأن العقوبات المفروضة على إيران، أوضحت مصادر أن طهران ترفض عرضا أميركيا برفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بسبب الملف النووي، دون غيرها من العقوبات.

ومن بين الخلافات الرئيسة القائمة في محادثات فيينا ما يتعلق بمصير أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة التي تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، وفق ما نقله سابقا موقع "أكسيوس" (Axios) الأميركي عن مصدر دبلوماسي أوروبي.

المصدر : الجزيرة + وكالات