الخارجية الأميركية: لا يوجد حل عسكري لأزمة سد النهضة

سد النهضة
مصر تتخوف من التأثير السلبي لسد النهضة الإثيوبي على حصتها في مياه النيل (مواقع التواصل)

قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث -مساء أمس الأربعاء- إن المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي يجري مشاورات حاليا مع كل من مصر وإثيوبيا والسودان بهدف الوصول إلى حل مناسب توافق عليه الأطراف الثلاثة بالمفاوضات وتحقيق تسوية سياسية.

وأوضحت غريفيث -خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري أحمد موسى على قناة "صدى البلد"- أن الإدارة الأميركية تدرك وجود مخاوف حقيقية لدى الأطراف الثلاثة، وبالتالي تكرس أميركا جهودها الدبلوماسية للوصول لحل بموافقة الدول الثلاث.

وكان لافتا أن المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية أكدت -ردا على سؤال لموسى- أنه ليس هناك حل للأزمة عبر الضغط أو التدخل أو الحل العسكري، مؤكدة أن المشاورات الدبلوماسية ستستمر من أجل شعوب المنطقة والتوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد اعتبر أن مياه النيل تمثل خطا أحمر بالنسبة لمصر، كما تحدث إعلاميون مقربون من النظام عن أن مصر قد تضطر للقيام بضربة عسكرية للسد إذا لم ينجح مسار المفاوضات.

وقال السيسي في نهاية شهر مارس/آذار الماضي، إن أخذ قطرة واحدة من حصة مصر في مياه النيل يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء، وسيقابله رد مزلزل يؤدي لزعزعة استقرار المنطقة بكاملها، وأنه لا أحد يتصور أنه بعيد عن قدرة مصر.

كما تحدث الإعلامي المقرب من النظام معتز عبدالفتاح، مؤخرا عن 3 سيناريوهات للتصرف في حال أصرت إثيوبيا على موقفها، منها اثنان ينطويان على خيار عسكري أحدهما يتمثل في حرب شاملة والآخر في ضرب السد.

ورفضت غريفيث -في المداخلة- الكشف عن موقف الخارجية الأميركية إذا رفضت إثيوبيا الطرح الأميركي واستمرت في التصرف بشكل منفرد، وقالت "لن ندخل في فرضيات"، مضيفة أن ما يهم في اللحظة الحالية هو التوصل لحل سلمي ودبلوماسي لهذا الملف، على حد قولها.

 

في الجانب الآخر، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي اليوم الخميس- إن مصر ترفض الأمر الواقع حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي -في تصريحات صحفية- إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي توافقا -خلال مباحثاتهما- على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

ويجري الجيشان -المصري والسوداني- مناورات برية وجوية جديدة تحت اسم "حماة النيل 1" في خطوات عسكرية متناسقة بين البلدين العربيين تثير -بحسب متابعين- تساؤلات بشأن توقيتها، في ظل تطابق موقفهما تجاه سد النهضة.

وفي حين اعتبر محلل سياسي سوداني -في حديث للأناضول- أن تمرين "حماة النيل 1" يمثل إشارة من الخرطوم والقاهرة، ويبدو أن أديس أبابا ردت عليه بالفعل، حيث حشدت قوات على حدودها مع السودان، وبدأت ملئا ثانيا لسد النهضة بالمياه، وفق مسؤول سوداني وتقارير صحفية.

وشهد الأسبوع الماضي تصريحات مصرية متناقضة حول سد النهضة، حيث قال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر مطمئنة من عدم خطورة الملء الثاني للسد، وهي تصريحات بدت متناقضة مع الخطاب الذي تتحدث به السلطة المصرية على مدى الشهرين الماضيين، والذي يركز على التحذير من أضرار المانع المائي على الحقوق التاريخية للقاهرة في نهر النيل.

وبعد ساعات من تصريحات شكري، أعاد وزير الري المصري التأكيد على أن ملء سد النهضة يعتبر صدمة، لأنه ينتقص من حصة مصر المائية، خاصة إذا تزامن ذلك مع حدوث جفاف، موضحا أن إثيوبيا تعتزم تخزين ما يقرب من 13.5 مليار متر مكعب من المياه خلال الملء الثاني.

واضطر وزير الخارجية المصري -على ما يبدو- للتراجع عن تصريحاته، بالتأكيد -عبر تصريحات أخرى مساء الجمعة- على أن الملء الثاني للسد الإثيوبي دون التوصل إلى اتفاق سيكون مخالفا لاتفاق المبادئ المبرم بين الدول الثلاث عام 2015، وأن مصر دائما أعلنت أنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها وحصتها المائية.

 

 

وتصرّ إثيوبيا على الشروع في الملء الثاني لسد النهضة خلال موسم الأمطار في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، رغم رفض مصر والسودان واشتراطهما التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق الحصة السنوية لكل منهما من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليارا للسودان.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة