فورين أفيرز: إسرائيل وإيران تجران أميركا لحلبة الصراع.. الدبلوماسية الصارمة هي الحل

epa03046989 An Iranian navy warship test fires a new long range missile (Mehrab) during the Iranian navy military exercise on the Sea of Oman, near the Strait of Hormuz in southern Iran, 01 January 2012. Amid a verbal row with the United States over blocking the Strait of Hormuz, a vital oil shipping route, Iran on Saturday started testing long range missiles in the Persian Gulf. Fars news agency reported that on the final phase of navy maneuvers in the Persian Gulf, several long-range missiles were tested
سفينة حربية إيرانية تطلق صاروخا خلال مناورات بحرية سابقة قرب مضيق هرمز (الأوروبية)

قالت مجلة "فورين أفيرز" (Foreign Affairs) الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن -التي أعلنت سابقا نيتها العودة للاتفاق النووي- قد تجد نفسها بسهولة متورطة في صراع لا تريده ولا تحتاجه ويقوض أولوياتها الحقيقية في الداخل إن لم تتبن دبلوماسية صارمة ومكثفة لكبح جماح كل من إسرائيل وإيران اللتين تخوضان "حرب ظل" قد تتطور في أي لحظة إلى صراع مفتوح.

وذكرت المجلة -في تقرير مشترك لسفير واشنطن الأسبق في كل من مصر وإسرائيل دانيال كيرتزر والأكاديميين أرون ميلر وستيفن سيمون- أنه على الرغم من إعلان نية العودة للاتفاق النووي فإن الفريق الحكومي لبايدن المنشغل بدعم سياسات التعافي من جائحة كورونا محليا ليس في عجلة من أمره على ما يبدو للقيام بذلك.

وأكدت أن هذا الأمر يزيد مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة في ظل ارتفاع دوامة التصعيد وتسلسل مخيف للأحداث من قبل هذا الطرف أو ذاك، مما قد يتسبب في انفجار الوضع ولو بطريقة غير مقصودة.

فبالتزامن مع التقدم المستمر الذي تشهده محادثات فيينا بين طهران والقوى الغربية شكل الهجوم على منشأة نطنز النووية في 11 أبريل/نيسان الجاري -المرجح أن يكون صنيعة إسرائيلية- ضربة دراماتيكية في حرب الظل بين تل أبيب وطهران، وردّت عليها الأخيرة بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وسقوط صاروخ أطلق من الأراضي السورية على مقربة من مفاعل ديمونة الإسرائيلي تلته غارات إسرائيلية على موقع الإطلاق.

وفي إحاطة للكونغرس في 14 من الشهر الجاري اعتبرت مديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز أن إيران "المحبطة داخليا وخارجيا" تشكل واحدة من التهديدات الأربعة الرئيسية التي تواجه الولايات المتحدة حاليا، مشيرة إلى أنها "تتوقع أن تقدم طهران على المخاطرة أكثر، مما قد يتسبب في زيادة حدة التوترات وتهديد مصالح أميركا وحلفائها العام المقبل".

فقد دمرت العقوبات بالفعل الاقتصاد الإيراني، كما أن حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل إيران آخذة في الارتفاع، وجعلت مواقف طهران المتطرفة -مثل مطالبتها برفع جميع العقوبات الأميركية، ومنها المتوافقة مع مقتضيات الاتفاق النووي، فيما ترفض التفاوض مباشرة مع واشنطن- قرار تخفيف العقوبات أمرا بعيد المنال في الوقت الحالي.

وقد تجنبت إيران حتى الآن -تضيف المجلة- المخاطرة في الرد على الضربات الأميركية والإسرائيلية، بما في ذلك اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتخريب المواقع النووية الإيرانية، لكن هذا الوضع قد يتغير.

استعداد للمخاطرة

وقد تصبح إيران أكثر استعدادا للمخاطرة كما كان عليه الحال عام 1996 حينما هاجمت منشأة عسكرية أميركية في المملكة العربية السعودية، وفي خريف عام 2019 عندما استهدفت منشآت نفطية سعودية.

ويعتبر قرار إيران البدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% ردا على هجوم نطنز دليلا واضحا على أن البلاد قادرة على الوصول بسرعة إلى نسبة 90% الكافية لتصنيع أسلحة نووية، وهو ما يشير إلى أن بإمكان طهران صنع قنبلة نووية على الفور أو أنها اتخذت بالفعل قرارا للقيام بذلك.

لكن إذا فشلت المفاوضات المتواصلة في فيينا -تضيف المجلة- فستمضي إيران قدما في تصنيع أجهزة طرد مركزي أكثر تقدما، لإنتاج ما يكفيها من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية.

أما إسرائيل فقد أصدرت تحذيرات لا لبس فيها بأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي دون إقرار التعديلات اللازمة لن تكون مقبولة البتة، وهو ما يعني أن عودة أميركية في الظروف الحالية ستزيد احتمالات التصعيد، وقد تلجأ تل أبيب -عاجلا أم آجلا- إلى استخدام القوة العسكرية لمحاولة منع طهران من تصنيع سلاح نووي، مستقطبة أميركا معها إلى حلبة الصراع.

المصدر : فورين أفيرز