جورج بوش الابن: هكذا نستطيع إعادة الثقة في نظام الهجرة الأميركي

Funeral at Ebeneezer Baptist Church of U.S. Congressman John Lewis in Atlanta
مقال جورج بوش الابن جاء بمناسبة إصداره كتابا مصورا عن الهجرة في أميركا بعنوان "من بين كثيرين.. واحد" (رويترز)

تساءل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن عن الأسباب التي حوّلت نظام الهجرة الأميركي لمصدر كثير من الحقد والعداء، في بلد يعد من الدول "الأكثر كرما" في تعاطيها مع المهاجرين، والتي عرفت تاريخيا باحترام وتقديم العون لكل الوافدين عليها ممن يبحثون عن حياة أفضل.

وأكد بوش، وهو الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة، -في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post)- أن الإجابة المختصرة عن هذا السؤال هي أن ملف الهجرة تم استغلاله على مر السنوات بطرق لا تخدم أيا من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وألا مقترح للإصلاح ستكون له مصداقية في هذا الصدد ما لم يقترن بالثقة في أن القوانين تطبق بنزاهة وحسن نية.

واقترح بوش، بمناسبة صدور كتاب مصور له عن موضوع الهجرة والتنوع بعنوان "من بين كثيرين.. واحد" (Out of Many, One)، مجموعة مبادئ إصلاحية استلهمها من كتابه ومن عمل "مركز جورج بوش الابن الرئاسي" بإمكانها -كما قال- أن تعيد ثقة الناس في نظام هجرة يخدم قيم أميركا ومصالحها.

وأشار إلى أن هذه المبادئ مجرد مقترحات وأن مسؤولية صياغة السياسات المناسبة للتعاطي مع ملف الهجرة متروكة للزعماء السياسيين الحاليين.

وذكر أن أول هذه المبادئ والذي يمكن أن يكون نقطة بداية الإصلاح هو "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة" (Deferred Action for Childhood Arrivals)، أو ما يعرف ببرنامج "الحالمين" الذي يقضي بمنح الحماية للمهاجرين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.

وأشار إلى أن هؤلاء الشباب -ذكورا وإناثا- ممن نشؤوا في الولايات المتحدة والذين لم يعرفوا أبدا موطنا غيرها هم بالأساس أميركيون، ولا ينبغي ألبتة معاقبتهم على اختيارات والديهم.

كما أكد أن مسألة ضبط الحدود تتيح هي أيضا فرصة أخرى للتوافق السياسي، منوها بأن الولايات المتحدة تحتاج لحدود آمنة وفعالة، وهو هدف تستطيع بلوغه من خلال تسخير كل الإمكانات المتاحة لها من قوى عاملة وحواجز مادية وتكنولوجيا متقدمة ونظام هجرة قانونية قوي.

وأضاف أن الإدارة الفعالة للحدود تشمل أيضا العمل بشكل وثيق مع دول الجوار لمساعدتهم على بناء قواعد الحرية وخلق الفرص حتى يتمكن مواطنوهم من الازدهار في أوطانهم، ولا يمكن لجهود فرض القانون وحدها منع المآسي والمشاهد المفجعة التي تتسبب فيها حشود المهاجرين على الحدود.

ولفت الرئيس الأميركي الأسبق إلى أن تحديث نظام اللجوء السياسي وتشجيع الهجرة النظامية إلى الولايات المتحدة من خلال التركيز على استقطاب ذوي المهارات والكفاءة العالية عنصران مهمان آخران في منظومة الهجرة يتوجب على الحزبين الانخراط في جهود تكريسهما.

دخول مؤقت

كما أشار إلى أن القادة السياسيين بإمكانهم أيضا تحسين برنامج "الدخول المؤقت" إلى التراب الأميركي بحيث يمكن شغل الوظائف الموسمية وغيرها من الوظائف قصيرة الأجل بسهولة أكبر من قبل العمال الوافدين، مما يساعد في دعم عجلة الاقتصاد ويعود بالنفع على الوافدين وعائلاتهم.

أما بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعيشون داخل أميركا بصفة غير قانونية فإن منحهم نوعا من العفو -بحسب الرئيس الأميركي الأسبق- سيكون قرارا غير عادل بالأساس خاصة بالنسبة لأولئك الذين دخلوا للبلاد بشكل قانوني أو الذين ما زالوا ينتظرون دورهم ليصبحوا مواطنين كاملي الحقوق.

لذلك يتوجب -بحسب رأيه- إخراج هؤلاء من الظل عبر عملية تدريجية تنتهي بحصولهم على الإقامة القانونية والمواطنة الكاملة على أساس الاستحقاق كما هي حال أي شخص آخر يتقدم بطلب نيل هذا الامتياز.

المصدر : واشنطن بوست