المبعوث الأميركي يبحث مع القادة الأفغان مفاوضات السلام والاستعدادات لمؤتمر إسطنبول

إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أرسلت إشارات تفيد أن سحب الجنود الأميركيين المتبقين في أفغانستان بحلول 1 مايو/أيار المقبل قد لا يكون ممكنا لأسباب لوجستية وتكتيكية، بينما تصر حركة طالبان على ضرورة خروج القوات الأجنبية من أفغانستان في الموعد الذي حدده اتفاق السلام بالدوحة.

الرئيس الأفغاني أثناء اجتماعه بالمبعوث الأميركي منتصف الشهر الماضي في كابل (رويترز)

أجرى اليوم السبت المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد محادثات في كابل مع القادة الأفغان سعيا لتسريع جهود إحلال السلام عقب مباحثات أجراها في الدوحة، في وقت سقط قتلى باشتباكات جديدة بين القوات الحكومية وحركة طالبان.

والتقي خليل زاد الرئيس الأفغاني أشرف غني، وناقش اللقاء مفاوضات السلام الأفغانية، والاستعدادات لمؤتمر إسطنبول، وفقا لبيان أصدرته الرئاسة الأفغانية.

كما التقى المعبوث الأميركي رئيس لجنة المصالحة (الحكومية) عبد الله عبد الله، وبحث معه أيضا عملية السلام الأفغانية.

وفي وقت سابق، قالت الخارجية الأميركية إن زلماي خليل زاد موجود في كابل، ويواصل لقاءاته مع القادة الأفغان والمجتمع المدني لتسريع وتيرة التقدم من أجل السلام في المنطقة.

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة يونس آيت ياسين أن زلماي خليل زاد وصل مساء أمس الجمعة إلى كابل، مشيرا إلى أنه في العادة لا يتم الإعلان عن مواعيد وصوله إلى أفغانستان.

وأضاف أنه ينتظر أن يتلقى مسودة تتضمن مقترحات صاغتها لجنة المصالحة الأفغانية بشأن عملية السلام.

وتابع أن هذه المسودة يفترض أن تحمل وجهة نظر الحكومة بشأن مؤتمر إسطنبول الذي قد ينعقد قريبا لبحث الخطوات المقبلة على طريق إحلال السلام في أفغانستان.

وكان خليل زاد قدم الشهر الماضي مقترحا للحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف الوصول لوقف شامل لإطلاق النار وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان.

وأشار مراسل الجزيرة إلى خلافات حول موعد انعقاد مؤتمر إسطنبول، حيث تدفع بعض الجهات إلى انعقاده في 16 أبريل/نيسان الجاري، وتدفع جهات أخرى باتجاه تاريخ 25 من نفس الشهر، وتبدو حركة طالبان مصممة على تأجيل المؤتمر إلى ما بعد 1 مايو/أيار المقبل، وهو الموعد المفترض لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بموجب اتفاق الدوحة للسلام المبرم في فبراير/شباط 2020.

وأوضح أن طالبان تريد أن تتخذ موقفها من مؤتمر إسطنبول بعد أن يتضح الموقف الأميركي من انسحاب القوات الأجنبية، مشيرا إلى تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض قالت فيها إنه سيكون من الصعب تكتيكيا ولوجستيا سحب القوات الأميركية في الموعد المحدد.

وانعقد مؤخرا مؤتمر في موسكو حول أفغانستان، وسط تأكيد مختلف الأطراف على أن الاجتماعات المتواترة ليست بديلا لمحادثات السلام التي تستضيفها الدوحة.

ويستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيلتزم بمهلة 1 مايو/أيار لسحب آخر 3 آلاف و500 جندي أميركي في أفغانستان بموجب اتفاق الدوحة الذي تم التوصل إليه مع حركة طالبان خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

عمليات قتالية

ميدانيا، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إنها قتلت العشرات من عناصر حركة طالبان في ولايات مختلفة خلال عمليات أمنية الليلة الماضية.

وأضافت الوزارة – في منشورات على صفحتها بفيسبوك- أن قواتها قتلت 42 عنصرا من حركة طالبان في ولاية قندهار، و21 في ولاية بدخشان، و13 في ولاية غزني، خلال عمليات جوية وبرية في الساعات الـ 24 الماضية.

وأكدت الوزارة تدمير عدد من المقار العسكرية والمخابئ والعبوات الناسفة للحركة في تلك الولايات.

من جهتها، أعلنت حركة طالبان شنها هجمات متعددة على مواقع القوات الحكومية في ولاية ننغرهار، وتحدثت عن سقوط نحو 8 قتلى وجرح آخرين.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد -في تغريدات على حسابه بتويتر- إن مقاتلي طالبان شنوا هجمات متعددة استهدفت قواعد عسكرية للقوات الحكومية في ولاية ننغرهار، مشيرا إلى الاستيلاء على أسلحة وذخائر.