تحقيق لميديابارت يكشف وجود تنظيم لعشرات النازيين الجدد داخل الجيش الفرنسي

French ground army soldiers arrive at the military transit zone to collect their equipment to reinforce the Sentinelle force patrol around Paris, in Bretigny-sur-Orge
الموقع قال إنه تم اكتشاف نازيين جدد في 14 فرعا من فروع الجيش الفرنسي (رويترز)

كشف تحقيق مطول لموقع ميديابارت (Mediapart) الإخباري الفرنسي عن وجود حوالي 50 عنصرا "إضافيا" من ذوي القناعات النازية في صفوف الجيش الفرنسي لا يترددون في إظهار أفكارهم المتطرفة علنا، سواء داخل الثكنات أو خلال المهام العسكرية التي ينفذها الجيش.

وكان الموقع قد كشف في يوليو/تموز الماضي كيف تفاخر حوالي 10 جنود فرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي بإيمانهم بأيديولوجية النازيين الجدد وأظهروا حنينهم للرايخ الثالث (ألمانيا النازية)، لكن اكتشاف عشرات الجنود الإضافيين يظهر بحسب الموقع أن حجم الفكر النازي في صفوف القوات المسلحة الفرنسية أكبر مما كان يتصور.

وتعليقا على نتائج التحقيق الجديد الذي قام به 3 صحفيين استقصائيين لميديابارت قالت وزارة الجيوش الفرنسية إن "المعطيات التي أثارها التحقيق خطيرة للغاية".

وأظهر التحقيق أن العناصر المكتشفة يتوزعون على عدة أفرع للجيش الفرنسي خاصة "الفيلق الأجنبي" وكتيبة المشاة البحرية الثالثة وفوج المشاة الـ35 وغيرها، وأن معظم من تم الكشف عنهم لم يكونوا حالات معزولة بل كانوا يتواصلون مع بعضهم بعضا وظهروا في صور جماعية نشرت على حساباتهم بمواقع التواصل.

وذكر الموقع أن هويات من تم الكشف عنهم حتى الآن -أي حوالي 60 شخصا- يرفع عدد أفرع الجيش الفرنسي التي تضم عناصر تظهر ولاءها وإيمانها بالفكر النازي إلى 14 فرعا.

وأكد أنه مقارنة بالعدد الإجمالي للجنود الفرنسيين البالغ 210 آلاف جندي تقريبا، فإن الحالات الـ60 المكتشفة خلال أشهر من قبل ميديابارت تبقى ذات قيمة محدودة ولا يمكن أن تكون معبرة بشكل دقيق عن حجم الظاهرة لأنها اعتمدت فقط وبشكل أساسي على المصادر المفتوحة وعلى إمكانيات موقع إخباري وليس دولة.

لكن الأكيد -يضيف الموقع- هو أن نتائج هذا التحقيق الجزئي الذي اقتصر فقط على فئة النازيين الجدد -دون رصد باقي أنواع المتطرفين اليمينيين الآخرين- تناقض بشكل واضح الأرقام المقدمة من قبل السلطات في هذا الإطار.

ففي يونيو/حزيران 2019، قدر تقرير بعثة تقصي الحقائق حول الخدمات العامة في مواجهة التطرف -أعده النائبان البرلمانيان إيريك ديار وإيريك بوليات اعتمادا على إحصائيات قدمتها مديرية الاستخبارات وأمن الدفاع الفرنسية- أن "عناصر القوات المسلحة في بلدنا (فرنسا) يبدو أنهم في مأمن، حتى هذه اللحظة، من أي تطرف ملحوظ".

وبحسب المديرية ذاتها فإن نسبة الاشتباه في التطرف قدرت آنذاك بـ0.05% في صفوف القوات البرية و0.03% في البحرية، أي ما يعني تقريبا وجود 57 متطرفًا فقط داخل القوات المسلحة البرية "هم بشكل رئيسي إسلاميون متطرفون"، و11 عنصرا متطرفا في البحرية.

الجيش يرد

وذكر الموقع أن وزارة الجيوش الفرنسية حاولت جاهدة التقليل من النتائج التي توصل إليها التحقيق من خلال إصدارها بيانا ادعت فيه أنها قامت "بتحليل دقيق" للبيانات والتفاصيل التي جاء بها.

وقالت الوزارة إن هناك عناصر من بين الأسماء الـ50 التي قدمت "لم تعد لهم أي علاقة بالجيش.. كما أن حوالي 20 من الحالات المذكورة لم تؤكد تحقيقاتنا المستمرة المعلومات التي أوردها الموقع بشأن ارتباطهم باليمين المتطرف".

كما أكدت الوزارة أنه "تم بالفعل اكتشاف حوالي عشرة حالات خلال التحاقهم بالجيش لكنهم لم يكونوا متورطين في جرائم دم، فتم تجنيدهم بموجب الحق في النسيان الذي يطبق خصيصا في حالة الملتحقين بوحدات الفيلق الأجنبي.. لقد تم تحذيرهم ولم ينشروا، على حد علمنا، أي محتوى منذ دمجهم في صفوف الجيش".

وأشارت إلى أنه تم بالفعل الكشف عن بعض الجنود الذين ذكرت أسماؤهم وتمت معاقبتهم على الأفعال التي قاموا بها، إلا أن تحقيق ميديابارت الأخير "لم يظهر على ضوء حصيلة ووضعية التحقيق الذي تقوم به الوزارة سوى 6 أو 7 حالات فقط لم تتفطن لها أجهزة الرصد والتحري الخاصة بالوزارة".

المصدر : ميديابارت