بعد رفض الحوثيين المبادرة الأميركية.. غوتيريش يبحث مع وزير خارجية عُمان جهود وقف الحرب والجيش الوطني يتقدم في تعز وحجة

Tribal fighter loyal to Yemen's government walks past an army tank at a position during fighting atainst Houthi rebels in an area between Yemen's northern provoices of al-Jawf and Marib
قوات الجيش اليمني مسنودة برجال القبائل تواجه وحدها الهجوم الحوثي المتصاعد على مأرب (رويترز)

أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي بحثا فيه الصراع باليمن، في حين تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في 3 محافظات يمنية.

وقالت وزارة الخارجية العمانية إن الجانبين تناولا الجهود المبذولة لوقف الحرب والعمليات العسكرية واللجوء للحلول السلمية بين أطراف النزاع عبر الحوار المباشر، وهو ما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

وأضافت الوزارة أنه تم خلال الاتصال التأكيد على دعم جهود المبعوث الأممي وجهود الإدارة الأميركية لوقف الحرب وإحياء المفاوضات السياسية. على حد تعبيرها.

وجاء الاتصال بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي رفضها خطة المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ لوقف الحرب في اليمن ومبادئ الإعلان المشترك، وهي الخطة التي رحبت بها السعودية والحكومة اليمنية.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن "المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى اليمن، وعرض فيه خطة لوقف إطلاق النار، لم يحمل جديدا، وإنه يمثل الرؤية السعودية والأممية".

وأضاف عبد السلام -في تصريحات نقلتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين- أن المقترح الأميركي مجرد التفافات شكلية تؤدي إلى عودة الحصار، وأنه مجرد مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو فيها الآن، على حد تعبيره.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن "المبادرة الأميركية المطروحة هي عبارة عن خطوط عامة وافقت عليها الحكومة من منطلق الحرص على السلام في البلاد.

وأشار بادي -في حديث للجزيرة- إلى أن الفكرة الأساسية في المبادرة التي قدمها المبعوث الأميركي إلى اليمن هي وقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي.

المبادرة الأميركية

وقد كشف مصدر يمني للجزيرة بنود خطة المبعوث الأميركي لوقف الحرب في اليمن ومبادئ الإعلان المشترك.

وتنص وثيقة المبادئ على وقف شامل لإطلاق نار، ومن ضمنه وقف الغارات السعودية والطائرات المسيرة الحوثية، وتتضمن أيضا فتح مطار صنعاء والسماح لإمدادات الوقود بالدخول من ميناء الحديدة وعودة المشاورات.

وأوضح المصدر للجزيرة أن هناك خلافا بين الحوثيين والمبعوث الأميركي بشأن آليات وتفاصيل وشروط الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن الحوثيين قدموا في المقابل رؤيتهم للمبعوث الأميركي بشأن وقف إطلاق النار الشامل في اليمن.

وكان ليندركينغ كشف في وقت سابق من يوم أمس الجمعة أنه عرض قبل أيام خطة لوقف إطلاق النار في اليمن على الحوثيين، وقال إن بلاده تنتظر إشارة استجابة منهم بشأنها.

وأضاف أن السعودية "مستعدة للتعاطي مع الصراع في اليمن بطريقة لم تكن مستعدة للتعاطي بها قبل 6 أشهر، وأنها عازمة على توفير كل الدعم للجهود الأميركية".

وقال المسؤول الأميركي إنه سيعود إلى المنطقة "على الفور عندما يكون الحوثيون على استعداد للحوار"، مضيفا "إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر".

معارك ضارية

ورغم الجهود الدبلوماسية تتواصل المعارك في محافظات تعز وحجة ومأرب، وقالت مصادر محلية للجزيرة إن "قوات الجيش الوطني، سيطرت على جبلي "الزهيب" و"العرف" في مديرية "مقبنة" غربي مدينة تعز، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين".

وأضافت المصادر أن قوات الجيش تهدف للتقدم باتجاه منطقة "البرح" الإستراتيجية، حيث يقع الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة تعز والمناطق الساحلية للمحافظة.

أما في محافظة حجة غربا، فتفيد مصادر عسكرية يمنية أن الجيش شن عملية عسكرية مكنته بعد معارك مع الحوثيين من السيطرة على مناطق وقرى في هذه المحافظة.

وتؤكد المصادر أن طائرات التحالف السعودي الإماراتي قدمت غطاء جويا لهجوم الجيش اليمني، مشيرة إلى أن المعارك تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

وفي مأرب، قال التحالف إنه "دمر منظومة دفاع جوي تابعة للحوثيين".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن تدمير المنظومة شمل كل مكوناتها بما فيها الخبراء الأجانب. على حد تعبيرها.

ومنذ 7 فبراير/شباط الماضي، صعّد الحوثيون هجماتهم في محافظة مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

تحذيرات أممية

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "الوضع الإنساني في مأرب باليمن يزداد سوءا، مع استمرار القتال على جبهات متعددة".

وأكد دوجاريك -في مقابلة مع قناة الجزيرة- أن المدنيين يدفعون الثمن الأعلى في هذه الحرب. ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن المعارك أجبرت 15 ألف شخص على الفرار منذ أوائل فبراير/شباط الماضي، وما يقرب من 60% منهم يقيمون في مخيمات عشوائية ومواقع مزدحمة تفتقر للخدمات.

ووفقا لدوجاريك فإن أكثر من 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية والعديد منهم على شفا المجاعة.

ومضى قائلا إنه "يجب ألا يُرهن تحسين الوضع الإنساني في اليمن بتطور الوضع السياسي فيه"، داعيا كافة الدول ذات الصلة إلى العمل مع الأمم المتحدة لإنهاء ما وصفه بالكابوس الإنساني في اليمن.

وشدد دوجاريك على أن المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث يعمل وفق تفويض واضح ومباشر من مجلس الأمن الدولي، وأنه لا يمثل أي طرف آخر.

ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من نحو 7 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان -البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة- يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفّذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.

المصدر : الجزيرة + وكالات