المبعوث الأميركي يبحث في كابل تسريع مفاوضات السلام الأفغانية ووقف إطلاق النار

تصريحات مسؤولين أميركيين ومن دول أخرى مشاركة في نشر قوات بأفغانستان تلقي ظلالا من الشكوك حول إمكانية الانسحاب في الموعد الذي نص عليه اتفاق الدوحة المبرم بين طالبان وواشنطن قبل عام

Afghan President Ashraf Ghani
خليل زاد خلال لقاء سابق في كابل مع غني وعبد الله (وكالة الأناضول)

بدأ المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد اليوم الاثينن جولة تشمل أفغانستان وقطر سعيا لإنعاش مفاوضات السلام بين حركة طالبان وحكومة كابل من أجل تسوية شاملة للحرب الأفغانية.

والتقى خليل زاد بعيد وصوله إلى كابل كلا من الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله، وبحث معهما سبل تسريع مفاوضات السلام.

وقال بيان رئاسي إن الطرفين ناقشا الخطوات المقبلة بشأن عملية السلام، وشددا على ضرورة تسريعها.

وأضاف البيان أن خليل زاد أعرب عن ارتياحه للإجماع الاقليمي والدولي بشأن عملية السلام، وأعاد التأكيد على الدور الفعال للولايات المتحدة في إحلال السلام في أفغانستان.

من جهته، نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر حكومي أن المبعوث الأميركي ناقش مع عبد الله عبد الله محادثات السلام الأفغانية وسبلَ تسريعها، إضافة إلى بحث مراجعة الإدارة الأميركية الجديدة لاتفاقية السلام الموقعة بين واشنطن وحركة طالبان في الدوحة في 29 فبراير/شباط من العام الماضي.

وأضاف المصدر أن الطرفين ناقشا أيضا الجولة الثانية من مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة، والحد من العنف.

وبعيد لقائه المبعوث الأميركي، دعا رئيس لجنة المصالحة الأفغانية إلى تسريعُ مسارِ المفاوضات الأفغانية في الدوحة، ووضع حد فوري للعنف في البلاد.

وفي إطار جولته الحالية، ينتظر أن يعقد المبعوث الأميركي محادثات مع حركة طالبان في إطار أول لقاء معلن بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحركة.

وكانت الخارجية الأميركية الأميركية قالت أمس إن مناقشات خليل زاد ستتناول العمل لتحقيق تسوية سياسية عادلة ودائمة، ووقف إطلاق نار دائم وشامل في أفغانستان.

توقيت التحرك

ويأتي هذا التحرك وسط اتهامات متبادلة بين الحركة والحكومة الأفغانية بشأن تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة.

وفي حين تحمّل كابل طالبان مسؤولية العنف، وتتهمها بعدم الالتزام باتفاق الدوحة للسلام المبرم قبل عام من الآن؛ تنفي الحركة ضلوعها في موجة العنف، خاصة التفجيرات التي تشهدها أفغانستان بشكل شبه يومي على مدى الأشهر الماضية، وتقول إن تلك الأعمال مدبرة بهدف منع انسحاب القوات الأجنبية، الذي يفترض أن يحدث في مايو/أيار المقبل بموجب اتفاق الدوحة المبرم بين طالبان وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأعلنت إدارة بايدن أنها تراجع اتفاق السلام، وعلى ضوء هذه المراجعة ستقرر إذا كانت ستسحب جنودها المتبقين في أفغانستان، وعددهم 2500 جندي، بحلول الموعد المتفق عليه.

بيد أن تصريحات مسؤولين أميركيين ومن دول أخرى مشاركة في القوات المتواجدة بأفغانستان تلقي ظلالا من الشكوك حول إمكانية حدوث الانسحاب في الموعد الذي نص عليه اتفاق السلام.

وفي هذا الإطار، قررت ألمانيا تمديد مهمة قواتها في أفغانستان، في وقت تقول فيه كابل إن انسحاب القوات الأجنبية يجب أن يكون محسوبا.

تحذير من فشل السلام

وفي بيان أصدرته أمس بمناسبة مرور عام على اتفاق الدوحة، أعلنت حركة طالبان التزامها بتنفيذ كافة بنوده، وحذرت من أن أي محاولة للبحث عن بديل سيؤدي إلى فشل جهود السلام.

ودعت الحركة الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها ببنود اتفاق الدوحة، الذي قالت إنه الوسيلة العملية لتحقيق السلام.

كما جددت مطالبها أيضا بالإفراج عما تبقى من سجنائها لدى الحكومة الأفغانية، وحذف أسمائهم من القائمة السوداء للأمم المتحدة، مؤكدة أنها ستسرع مفاوضات السلام المباشرة بين الأفغان.

وكان وفدان من طالبان والحكومة الأفغانية التقيا قبل أسبوع في الدوحة، واتفقا على مواصلة المفاوضات.

وفي وقت سابق، ووسط أجواء عدم الثقة السائدة بين كابل وطالبان، قال الرئيس الأفغاني إن الحركة سعت إلى إسقاط الحكومة، مضيفا أنها في الواقع أوقفت إطلاق النار فقط مع القوات الأجنبية.

ونص اتفاق الدوحة على انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا.

ويتضمن الاتفاق إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على قادة طالبان، وتبادل السجناء بين الحركة وحكومة كابل.

وبموجب الاتفاق، تتعهد طالبان بمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر : الجزيرة + وكالات