إثيوبيا.. رئيس الوزراء يعود من الجبهة وقواته تستعد لمهاجمة آخر معاقل مسلحي تيغراي بأمهرة

Ethiopia's Prime Minister joins battlefront against rebel groups
آبي أحمد (وسط) أثناء وجوده في إحدى جبهات القتال ضد مسلحي جبهة تيغراي (وكالة الأناضول)

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الأربعاء عودته إلى أديس أبابا، وتعهد بمواصلة الحرب على جبهة تحرير تيغراي، ويأتي ذلك بينما يحشد الجيش الإثيوبي قواته لاستعادة آخر مدينة لا تزال في قبضة الجبهة بإقليم أمهرة شمالي البلاد.

وفي بيان نشر على تويتر ونقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية قال أحمد إنه عاد مؤقتا إلى العاصمة من جبهات القتال لتولي مهامه من مكتب رئاسة الوزراء في أعقاب انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد مسلحي جبهة تيغراي وحلفائهم.

وأضاف "سنستمر في القتال اليوم ومستقبلا حتى نقضي على الأعداء ويتركوا طريق الكراهية والعنف ويختاروا طريق الحب والسلام".

وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقل رئيس الوزراء الإثيوبي مهامه إلى نائبه وزير الخارجية ديميكي ميكونين حتى يتمكن من قيادة القوات الإثيوبية، وكان ذلك حين كانت جبهة تيغراي تزحف باتجاه العاصمة.

حشود عسكرية

ميدانيا، قال مراسل الجزيرة إن الجيش الإثيوبي مدعوما بوحدات خاصة دفع قواته شمالا نحو مدينة "ولديا"، ويأتي هذا التطور بعدما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبل يومين عن سيطرة قواته على مدينتي "ديسي" و"كومبولشا" الإستراتيجيتين.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الجيش الحكومي وقوات إقليمَي عفر وأمهرة شرعا في حشد قواتهما من أجل بدء معركة استعادة السيطرة على مدينة ولديا.

وكانت جبهة تحرير تيغراي قالت إن خروجها من مدن ديسي وكومبولشا وباتي بإقليم أمهرة تم في إطار ما وصفتها بخطة انسحاب إستراتيجية.

لكن الجبهة المتحالفة مع فصائل أخرى مسلحة من إقليم أورومو وأقاليم أخرى تعرضت في الأسبوعين الماضيين لسلسلة من النكسات بعدما تقدمت بسرعة من الشمال نحو الجنوب حتى باتت على بعد 200 كيلومتر تقريبا من أديس أبابا.

وتقول الجبهة إن دولا أخرى تدخلت في الحرب دعما للحكومة الإثيوبية.

وفي تصريحات من إحدى جبهات القتال الأحد الماضي قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن قواته أحكمت السيطرة على غالبية مناطق إقليم أمهرة وكامل إقليم عفر وكبدت مسلحي جبهة تيغراي خسارة فادحة، مضيفا أن ما توغل فيه مسلحو الجبهة من مناطق في الشهور الخمسة الماضية استعاده الجيش في 15 يوما.

عودة الحياة الطبيعية

في هذه الأثناء، قال نجوسي طلاهون القائد العسكري في محافظة شوا بإقليم أمهرة للجزيرة إن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها في المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها في الإقليم.

وأضاف طلاهون أن خدمات الكهرباء والاتصالات بدأت في العمل بشكل تدريجي وأن أكبر التحديات التي تواجه الحكومة تتمثل في إعادة توطين أكثر من ربع مليون نازح في مناطقهم، وناشد في هذا المجال المنظمات الإغاثية المحلية والدولية تقديم الدعم.

وقد تمكن فريق الجزيرة من الدخول إلى مدينة شواربيت الإستراتيجية بإقليم أمهرة، ورصد الأوضاع فيها، وذلك بعد أن تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة عليها.

وتستمر المعارك في إثيوبيا على الرغم من الدعوات الغربية والأممية لوقف الحرب وبدء مفاوضات من أجل تسوية سياسية للصراع، والتحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وكانت الحرب قد اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عقب اتهام الحكومة جبهة تيغراي بمهاجمة معسكرات للجيش في مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي.

ومنذ ذلك الحين شهدت الحرب تقلبات كثيرة؛ حيث تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على معظم أنحاء الإقليم قبل أن تستعيد جبهة تيغراي السيطرة عليه وتبدأ الزحف جنوبا بهدف الوصول إلى العاصمة أديس أبابا.

المصدر : الجزيرة